الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحب وحده لا يكفى..

عوامل تساعد على استمرار الحياة الزوجية

تبنى العلاقات الزوجية على المواقف التى تعزز الأساس التى بنيت عليه وهو المودة والرحمة، حيث أوضح دكتور عبد العزيز آدم أخصائى علم النفس السلوكى وعضو الاتحاد العالمى للصحة النفسية انه لن تصل العلاقات الزوجية إلى هذه الغاية إلا بالشعور بالأمان والذى ينتج عن المواقف التى تختصر كل الكلمات والمشاعر لتترجمها إلى المفهوم الحقيقى للحب. ومن الجانب النفسى يظهر الحب جلياً فى وقت الأزمات والمحن وما ينتج عنه من ثبات ودعم من كل طرف للطرف الآخر.



وأضاف أنه عند المحن التى حتماً تمر بها أى أسرة تكون الزوجة تحديداً بحكم سيكولوجيتها وتركيبها النفسى هى العنصر الذى يحتاج للشعور بالطمأنينة فى لحظات المحنة والضعف وهنا يظهر المعدن الحقيقى للزوج ويظهر جلياً مدى دعمه وتمسكه بالزوجة، أو يكون على النقيض ويؤثر الاستسلام والتخلى أو تحميل المشكلة والمسئولية برمتها للزوجة معتبراً إياها العنصر الأضعف، وقد لا يقف الأمر عند هذا الحد، فقد يكيل لها المكاييل من الاتهامات والسباب الذى يفقد المرأة الشعور بالأمان والمصداقية فى العلاقة الزوجية من الأساس، ما ينتج عنه شعور بالارتباك فى اسئلة عديدة لا تجد لها تفسيراً منطقياً، هل هذا هو الشخص الذى ذكر مراراً وتكرارا كلمة الحب لها ولأسرته؟ هل هو حقاً من وعدها أن يكون سنداً لها فى وقت المحنة؟ هل كل تلك الوعود والكلمات كانت حقيقة أم محض وهم؟

كل هذه الأسئلة إجابتها فى جملة واحدة «أن الحب وحده لا يكفي» ما لم يرتبط بمواقف حقيقية ملموسه تبرهن عليه وتثبت وجوده، فما أسهل التفوه بالكلمات والوعود الواهية والأقنعة الكاذبة التى لا تلبث إلا أن تتلاشى جميعاً فى وقت المحنة ما لم يعززها الصدق والفعل مهما حسنت النوايا.

وأوضح أن هذا الأمر للأسف هو أحد الأسباب الرئيسة لانتشار حالات الطلاق المبكر فى مجتمعنا، فطبقا لإحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، حالات الطلاق فى مصر تخطت حاجز ٢٠٠ ألف حالة طلاق فى العام، وللأسف إن أغلب هذه الحالات هى حالات انفصال مبكر فى السنين الأولى للزواج، وعند عمل تحليل للأسباب الجذرية لتفشى هذه الظاهرة، ظهر بوضوح أن الوعود الكاذبة والكلمات المعسولة التى لا تدعمها أى مواقف حقيقية هى السبب وراء ذلك، وأنه مع المحن الأولى للزوجين تتكشف الحقائق بشكل جلى ويتضح أن ما كان من وعود ومشاعر فى فترة الخطبة إنما هو محض كلام لم تثبته المواقف ومع ظهور المحن لم يترجم هذا الكلام لأى فعل ملموس ذلك لأن أيا من الطرفين لم يستطع تحمل المسئولية وآثر السلبية والهروب أو تحميل المسئولية كاملة للطرف الآخر.

 وقد قدم الدكتور عبد العزيز بعض النصائح للأزواج  للحد من تلك السلوكيات التى هدمت ما لا يحصى من الأسر، وذلك فيما يلي:

 اولا : يجب نشر المزيد من الوعى للشباب المقبل على الزواج فى عدم الانسياق للكلام المعسول الذى لم تثبته أى تجارب حقيقية ويجب أن لا نلغى العقل ونحكم المشاعر التى كثيراً ما تتعلق وتؤمن بالمظاهر الخداعة.

ثانيا : كلمة الحب فى حد ذاتها هو تعبير طيب لا إشكال فيه ولكنها ناقصه يجب أن يكملها من يؤكد عليها من سلوكيات وتصرفات من كلا الطرفين نحو الآخر.

ثالثا :يجب ان يكون بينهم حاله من النقاش ويجب أن يكون النقاش فى إطار من المصداقية والواقعية وليس درباً من دروب الخيال المحض والوعود البراقة التى لا تستند على الحقيقة الملموسة، مهما كانت الوعود طيبة والكلمات والمشاعر جياشة فهذا وحده لن يكون أسرة مستقرة لا تلبث إلا أن تهوى فى مهب الريح عند أو عاصفة وأول محنة . واخيرا : لنكن واقعيين وموازين بين الكلمات والأفعال قبل الشروع فى تكوين أسرةً قد يحكم عليها للأسف بالهدم إن لم يكن اساسها ثابت متين بالمواقف لا بالكلمات وحسب.