الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«فيتو» متوقع بمجلس الأمن ونتنياهو «تحت الضغط»

ما بين تهديدات إسرائيلية متزايدة باجتياح رفح تتجه الأنظار لمجلس الأمن، الذى من المقرر أن يصوت على مشروع قرار لوقف إطلاق النار فى غزة، لا يتوقع له أن يمر بسبب «الفيتو» الأمريكي، الذى قد تقرره واشنطن.



وهدّدت الولايات المتّحدة، أمس الأول، بوأد مشروع قرار جديد فى مجلس الأمن الدولى يدعو إلى «وقف فورى لإطلاق النار لأسباب إنسانية»

وطلبت الجزائر التصويت على مشروع قرار جديد فى مجلس الأمن الدولى يدعو إلى «وقف فورى لإطلاق النار لأسباب إنسانية» فى قطاع غزة، فيما هددت الولايات المتحدة بوأده.

وإثر القرار الذى أصدرته محكمة العدل الدولية فى نهاية يناير، ودعت فيه إسرائيل إلى منع أيّ عمل محتمل من أعمال «الإبادة الجماعية» فى غزة، أطلقت الجزائر مشاورات فى مجلس الأمن حول مشروع قرار جديد يدعو لإرساء هدنة فى القطاع الفلسطيني.

وبحسب النسخة الأخيرة لمشروع القرار الجزائري، فإنّ مجلس الأمن يدعو لـ«وقف فورى لإطلاق النار لأسباب إنسانية تحترمه جميع الأطراف».

وبحسب مصادر دبلوماسية فى الأمم المتحدة، فقد طلبت الجزائر أن يصوّت مجلس الأمن الثلاثاء على النص بصيغته الراهنة، وهو ما يتوقع أن تقابله واشنطن بفيتو جديد فى مجلس الأمن.

رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أبدى تشددا إزاء عدم عودة وفده المفاوض إلى محادثات لبحث الهدنة فى القاهرة ما لم تتراجع حركة حماس عن مواقفها، ملوحا مجددا بعملية عسكرية فى رفح.

وقال نتنياهو فى مؤتمر صحفى، إنه «حتى هذه اللحظة، مطالب حماس وهمية ولها معنى واحد: هزيمة إسرائيل».

وأضاف: «بالطبع لن نوافق على ذلك. عندما تتخلى (حماس) عن هذه المطالب الوهمية، يمكننا المضى قدما. نحن لا ننسى للحظة التزامنا بعودة جميع المختطفين».

ويرى رئيس الوزراء الإسرائيلى أن «طريقة إعادة المختطفين هى الضغط العسكرى القوى والمفاوضات الحازمة».

وأشار نتنياهو إلى أن قرارا اتخذ بعدم إعادة الوفد الإسرائيلى إلى محادثات القاهرة بعلم الوزيرين بينى جانتس وغادى آيزنكوت اللذين عارضا عدم إعادة الوفد إلى القاهرة.

ولوح نتنياهو مجددا بعملية عسكرية فى رفح بجنوبى قطاع غزة، وقال «فى اليوم الذى تحدثت فيه لآخر مرة مع الرئيس الأمريكى جو بايدن، أخبرته بشكل قاطع أن إسرائيل ستقاتل حتى يتحقق النصر الكامل، وهذا يشمل العمل فى رفح، بالطبع، بعد أن نسمح للمدنيين بالخروج إلى مناطق آمنة».

وأضاف «من يريد منعنا من العمل فى رفح يقول لنا فى الأساس أن نخسر الحرب.. لن أدع ذلك يحدث».

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلى مخططا أمريكيا عربيا لوضع جدول زمنى صارم لقيام دولة فلسطينية. وقال: «لن نستسلم للإملاءات الدولية بشأن تسوية مستقبلية مع الفلسطينيين».

وتابع نتنياهو: «تحت قيادتى ستواصل إسرائيل معارضتها الشديدة للاعتراف الأحادى الجانب بدولة فلسطينية، لا يمكن أن تكون هناك مكافأة أكبر للإرهاب»، حسب وصفه.

ويبدو أن نتنياهو بهذا التشدد الذى يبديه يريد أن يعبر فوق خلافات داخل حكومته وصلت إلى الشارع الإسرائيلي، الذى يشهد مظاهرات حاشدة للمطالبة بانتخابات مبكرة، وهو ما يرفضه نتنياهو.

فى أكبر إشارة «على الغضب الشعبى» المتفاقم تجاه حكومة بنيامين نتنياهو تجمع آلاف الإسرائيليين فى تل أبيب للمشاركة فى احتجاج مناهض لها، إلا أن رئيس الوزراء أدار ظهره للمتظاهرين.

وقال نتنياهو إن «الانتخابات لها موعد وهو بعد بضع سنوات أخرى، لا أقترح التعامل معها الآن، الانتخابات ستقسمنا على الفور وهذا ما تنتظره حماس. نحن فى حاجة إلى الوحدة والوحدة. ليس للانخراط فى السياسة، ولكن للانخراط فى المجهود الحربى المركزي».

ويبدو أن وزير الأمن القومى الإسرائيلى اليمينى المتطرف إيتمار بن غفير لم يكتف بالحرب الدائرة فى قطاع غزة منذ أكثر من 4 أشهر، إذ هدد بتفجير الأوضاع بالمسجد الأقصى فى شهر رمضان.

وقال بن غفير فى بيان، مساء أمس الأول «قبل الاجتماع التحضيرى لرمضان، الذى سيعقد اليوم مع رئيس الوزراء وجهاز الأمن، أوضح مرة أخرى موقفى القاطع: يمنع بأى شكل من الأشكال السماح بدخول سكان السلطة الفلسطينية (أى الضفة الغربية) إلى أراضى إسرائيل».

ويصل عادة عشرات آلاف وفى أيام الجمع مئات آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى القدس الشرقية للصلاة بالمسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

ومن المقرر عقد جلسات استماع لمدة 6 أيام فى محكمة العدل الدولية، والتى سيشارك خلالها عدد غير مسبوق من الدول، فى حين تواصل إسرائيل هجومها المدمر على قطاع غزة.

ميدانيا، دخلت الحرب على غزة يومها الـ135، حيث يتواصل سقوط الضحايا الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلى على مناطق مختلفة من قطاع غزة.

وأمس، أفادت مصادر صحفية بارتفاع عدد قتلى القصف الإسرائيلى العنيف على مناطق غزة، منذ مساء السبت، إلى أكثر من 50 قتيلا.

كما أفادت تقارير بمقتل وإصابة عدد آخر فى قصف لمنزل عائلة حمد فى منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، ولمنزل فى حى الشيخ رضوان بمدينة غزة، ومنزل عائلة الحداد فى منطقة المصلبة جنوب حى الزيتون.

واستهدفت غارة من الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلًا فى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

كما قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلى مناطق البطن السمين وقيزان النجار فى خان يونس، بينما أطلقت آليات الجيش قنابل دخانية على محيط مستشفى ناصر بخان يونس.

وتركز إسرائيل حملتها على مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، حيث قال الجيش إن قواته تخوض معارك مدعومة بالدبابات والغطاء الجوي، مشيرا إلى أن القوات الخاصة الإسرائيلية ما زالت تعمل فى مستشفى ناصر وفى محيطه.

فى الأثناء، يواصل الطيران الحربى الإسرائيلى استهداف مناطق شرق رفح بقصف عنيف.

وقالت مصادر فلسطينية، إن زوارق حربية إسرائيلية شاركت أيضا فى قصف مناطق على شواطئ رفح جنوب قطاع غزة.

كما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع فى مدينة بيت حانون شمال القطاع، وأخرى شرقى حى الزيتون بمدينة غزة.

وقالت وزارة الصحة فى غزة فى بيان امس إن القوات الإسرائيلية ارتكبت، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، 13 مجزرة ضد العائلات فى قطاع غزة راح ضحيتها 127 شخصا و205 إصابات.

وأضافت أنه بذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلى على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 28985 قتيلا و68883 جريحا.

وأشارت الوزارة فى بيانها إلى أنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات يمنع الجيش الإسرائيلى وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم.