الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تحركات دبلوماسية ومشروع قرار أمريكى لوقف مؤقت لإطلاق النار فى غزة

لم تُخمد نيران الحرب بغزة رغم بدء الصفحة الـ137، أمس، وسط تحركات مرتبكة فى أكثر من اتجاه لإنهاء القتال، وتعقد الوضع الإنسانى.



وصباح امس، ذكرت تقارير صحفية، أن المقاتلات الإسرائيلية شنّت غارتين على مناطق غرب مدينة خان يونس جنوبى قطاع غزة، بالتزامن أيضا مع قصف مدفعى مستمر على المدينة.

كما شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات على المنطقة الحدودية الشرقية لمدينة خان يونس.

كما أمرت إسرائيل بإجراء عمليات إجلاء جديدة من منطقتين فى مدينة غزة، مما يشير إلى قرب تنفيذها عمليات عسكرية هناك.

ووجهت إسرائيل أوامرها، صباح أمس، إلى سكان حيى الزيتون والتركمان فى شمال قطاع غزة، وكانت القوات الإسرائيلية قد تحركت، لأول مرة، إلى المنطقة فى نوفمبر الماضى.

وأمرت إسرائيل السكان بالتوجه إلى منطقة محددة فى الجنوب على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وميدانيا، أقرّ الجيش الإسرائيلى بمقتل جندى من لواء المظليين متأثرا بجراح أصيب بها قبل أيام فى معارك جنوبى قطاع غزة، وبذلك يرتفع عدد جنوده القتلى منذ بداية الحرب فى 7 أكتوبر الماضى إلى 575.

«عرقلة» فى الأمم المتحدة

ويُثير احتمال الهجوم على رفح قلق المجتمع الدولي، إذ دعت 26 دولة عضو فى الاتحاد الأوروبى من أصل 27، أمس الأول، إلى «هدنة إنسانية فورية» فى غزة، مطالبة إسرائيل بالإحجام عن أى عمل عسكرى فى رفح. لكن الآمال فى التوصل إلى هدنة تتضاءل.

وتعيّن على مجلس الأمن الدولى أن يبتّ أمس فى نصّ جديد أعدّته الجزائر منذ أسابيع يطالب بوقف «فوري» لإطلاق النار. غير أن واشنطن هددت مشروع القرار بفيتو منها، وهو الثالث لها منذ بداية الحرب.

ويطالب مشروع القرار بـ»وقف إنسانى فورى لإطلاق النار يجب على جميع الأطراف احترامه». ويُعارض النصّ «التهجير القسرى للمدنيّين الفلسطينيّين»، فى حين أنّ إسرائيل كانت تحدّثت عن خطّة لإجلاء المدنيّين قبل الهجوم البرّى فى رفح ودعت إلى إطلاق سراح جميع الرهائن.

ووصفت الولايات المتحدة النصّ الجزائرى بأنه «غير مقبول»، وأكّد نائب السفير الأمريكى لدى الأمم المتحدة روبرت وود أنّ بلاده لا تعتقد أنّ هذا النصّ «سيُحسّن الوضع على الأرض، وبالتالى إذا طُرح مشروع القرار هذا على التصويت، فإنّه لن يمرّ».

مشروع بديل

ويعتقد الأمريكيّون أنّ هذا النصّ من شأنه أن يُعرّض للخطر المفاوضات الدبلوماسيّة الدقيقة للتوصّل إلى هدنة وإطلاق سراح مزيد من الرهائن.

وفى هذا السياق، وزّعت الولايات المتحدة مشروع قرارٍ بديلًا، يتحدّث عن «وقف موقّت لإطلاق النار فى غزّة فى أقرب وقت» على أساس «صيغة» تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن.

ويُعبّر المشروع الأمريكى أيضًا عن القلق بشأن رفح، ويحذّر من أنّ «هجومًا برّيًا واسع النطاق يجب ألّا يُشنّ فى ظلّ الظروف الحاليّة».

وبحسب مصدر دبلوماسي، فإنّ هذا المشروع البديل ليست لديه أيّ فرصة لاعتماده فى وضعه الحالي، لا سيّما بسبب خطر الفيتو الروسى.

ويشهد مجلس الأمن منذ سنوات انقسامًا كبيرًا بشأن القضيّة الإسرائيليّة - الفلسطينيّة، فيما لم يتمكّن منذ 7 أكتوبر سوى من تبنّى قرارين فقط حول هذه القضيّة، هما فى الأساس قرار ان طابعهما إنسانى.

تحرك مبعوث بايدن 

إلى ذلك، نقل موقع «أكسيوس» الأمريكى عن مسئولين أمريكيين وإسرائيليين، أن بريت ماكجورك كبير مستشارى الرئيس الأمريكى جو بايدن بشئون الشرق الأوسط، سيزور مصر وإسرائيل هذا الأسبوع مع تزايد المخاوف بشأن تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بشن هجوم على رفح جنوبى قطاع غزة.

وقال الموقع إنه من المتوقع أن يلتقى ماكجورك برئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل ومسئولين مصريين آخرين، اليوم.

 كما من المتوقع أن يلتقى الخميس المقبل مع نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، ومسئولين إسرائيليين آخرين.

ووفق المصدر ذاته، ستركز المباحثات مع كل من مصر وإسرائيل على رفح ومفاوضات تبادل الأسرى.

فى الوقت ذاته، وصل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية، القاهرة، أمس.

ووفق تقارير إعلامية، فإن زيارة هنية غير المعروف مدتها، تهدف لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول الأوضاع السياسية والميدانية فى ظل الحرب على غزة والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، وإغاثة المواطنين.

ارتفاع حصيلة القتلى

تأتى هذه التحركات بالتزامن مع ارتفاع حصيلة القتلى فى قطاع غزة إلى 29195 منذ بدء الحرب، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وأكد بيان للوزارةـ تسجيل «103 قتلى و142 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية»، ما يرفع عدد الجرحى إلى 69170 منذ بدء الحرب.

وأمس، حثت جنوب إفريقيا محكمة العدل الدولية على إصدار رأى استشارى غير ملزم بأن الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية غير قانونى معتبرة أن القرار سيساعد الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية.

كذلك، قالت جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، إن إسرائيل تمارس شكلا «أكثر تطرفا» من الفصل العنصرى فى الأراضى الفلسطينية أكثر مما واجهته جنوب إفريقيا قبل 1994.

وقال سفير جنوب إفريقيا لدى هولندا فوسيموزى مادونسيلا، «نحن كمواطنين جنوب إفريقيين نحسّ ونرى ونسمع ونشعر فى أعماقنا بالسياسات والممارسات التمييزية اللاإنسانية للنظام الإسرائيلى باعتبارها شكلا أكثر تطرفا من أشكال الفصل العنصرى الذى تم إضفاء الطابع المؤسسى عليه ضد السود فى بلدى».

وضع كارثى

ولا يزال الوضع الإنسانى كارثيا، فى قطاع غزة، حيث يحتشد نحو 1.5 مليون فلسطينى فى مدينة رفح المهددة بهجوم إسرائيلي، فيما يلوح فى الأفق مأزق جديد فى مجلس الأمن الدولى وسط تلاشى الأمل بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

ووفقا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يوجد نحو 1.5 مليون شخص فى رفح التى زاد عدد سكانها ستة أضعاف منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس.

وتقع هذه المدينة عند الحدود مع مصر وتتعرض يوميا لضربات يشنها الجيش الإسرائيلى الذى قال إنه يستعد لشن هجوم برى عليها.

ووصف نتنياهو رفح بأنها «المعقل الأخير» لحماس، قائلا إنه مصمم على مواصلة الهجوم «حتى النصر الكامل».

وبعد نحو 20 أسبوعا من الحرب، باتت تقارير المنظمات الإنسانية حول الوضع فى قطاع غزة تثير قلقا متزايدا.

9 من كل 10 أطفال

الأكثر من ذلك، حذّرت الأمم المتحدة، من أنّ النقص المُقلق فى الغذاء، وسوء التغذية المتفشّى، والانتشار السريع للأمراض، هى عوامل قد تؤدّى إلى «انفجار» فى عدد وفيات الأطفال فى قطاع غزّة.

وقالت وكالات الأمم المتحدة إنّ الغذاء والمياه النظيفة أصبحا «نادرين جدا» فى القطاع الفلسطينى المحاصر، وإنّ جميع الأطفال الصغار تقريبًا يُعانون أمراضًا مُعدية.

وقال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذى لليونيسف، إنّ غزّة على وشك أن تشهد «انفجارا فى وفيات الأطفال التى يُمكن تفاديها، ما من شأنه أن يُضاعف مستوى وفيات الأطفال الذى لا يُطاق أصلا».

ويتأثّر ما لا يقلّ عن 90% من الأطفال دون سنّ الخامسة فى غزّة بواحد أو أكثر من الأمراض المُعدية، وفق تقرير صادر عن اليونيسف ومنظّمة الصحّة العالميّة وبرنامج الأغذية العالمى.