الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التابعى لصدقى باشا: عطلها بقى!

التابعى لصدقى باشا: عطلها بقى!

عاش الأستاذ محمد التابعي محنة إلغاء رخصة مجلة روزاليوسف وشارك السيدة روزاليوسف متاعب ومصاعب هذه الأيام، ويعترف قائلًا: «روزاليوسف» بالنسبة لي لم تكن صديقة فحسب وإنما كانت شريكة الشباب، كانت رفيقتى في الكفاح الطويل الشاق.. كانت جزءًا من صراعي في الحياة، وكنت جزءًا من حياتها المليئة بالعمق والدم والدموع.



ويروي التابعي فى بعض يومياته التى أعاد نشرها الأستاذ صبري أبوالمجد في كتابه محمد التابعي فيقول: “في 4 أغسطس سنة 1930 صدر قرار من مجلس الوزراء بتعطيل روزاليوسف تعطيلًا نهائيًا، ونشر فى اليوم التالى 5 أغسطس وفي 7 أغسطس أصدرنا «البرق» وفي 13 سبتمبر عطل مجلس الوزراء «البرق» وفي 19 سبتمبر 1930 أصدرنا مصر الحرة، وفي 22 سبتمبر عطل مجلس الوزراء جريدة «مصر الحرة» وفي 28 سبتمبر أصدرنا الربيع، وفى 30 سبتمبر عطلت الوزارة الربيع، وفي 4 أكتوبر أصدرنا «صدى الشرق» وفى نفس اليوم عطلت الوزارة «صدى الشرق» وفي 15 أكتوبر 1930 أصدرنا الصرخة.. و..”.

وفي كتابه من عشرة لعشرين يروي الأستاذ مصطفى أمين كيف عاش هذه الأيام الصعبة وكان مع شقيقه على أمين يعملان فى «روزاليوسف» ويقول: إن صدقي باشا كان ينتظر صدور العدد ويصدر قرارًا بمصادرة وتعطيل المجلة، ولا ييأس التابعي وروزاليوسف ويصدران مجلة جديدة باسم «مصر الحرة» ولا يكاد إسماعيل صدقي يطلع عليها حتى يصدر قرارًا بمصادرتها في نفس اليوم 23 سبتمبر.

ويشتركان- مصطفي أمين وعلي أمين- مع محمد التابعي وروزاليوسف في إصدار مجلة «الربيع» ويكتب محمد التابعى كلمة ساخرة بعنوان تعطيل مجلة «الربيع» رغبة منا في إراحة صاحب الدولة وزير الداخلية من جهد الإنشاء والتحرير، رأينا أن نقدم لدولته مسودته جاهزة لقرار تعطيل هذه المجلة لا ينقصها سوى الإمضاء!

نحن وزير الداخلية:

عملًا بالحق المخول لنا من مجلس الوزراء، وبناء على التقرير المقدم لنا من ابن أختنا صاحب العزة مدير الأمن العام بالنيابة: أولًا: قررنا تعطيل مجلة الربيع المستترة وراءها مجلة روزاليوسف.

ثانيًا: على زميل الهنا محافظ العاصمة تنفيذ هذا القرار. «إسماعيل صدقي».

وصدر العدد الأول من مجلة «الربيع» في يوم 30 سبتمبر سنة 1930 وصدر قرار إسماعيل صدقي بتعطيلها فى يوم 30 سبتمبر في نفس اليوم، ثم اشترك مصطفى وعلي مع «روزاليوسف» والتابعي في إصدار المجلة الرابعة التى صدرت خلال شهر واحد وهى مجلة «صدى الشرق» وصدرت يوم 7 أكتوبر وكتب التابعي كلمة في إطار بحروف كبيرة هذا نصها «إللى اختشوا» هذه المجلة تصدر بدلًا من مجلة روزاليوسف.. عطلها بأه!

ولم يختشِ إسماعيل صدقي بل عطلها في يوم 7 أكتوبر نفس يوم صدورها.

كان عمر الشابين - مصطفي وعلي أمين - يومئذ 16 سنة وأحسا بأنهما إزدادا شبابًا وحيوية وإصرارًا وشهدا تصميم روزاليوسف والتابعي على البقاء في الميدان على الرغم من الخسائر الفادحة والضربات المتوالية.

وتقول روزاليوسف فى ذكرياتها الصحفية: هذه الإرادة كلفتني ثمنًا غاليًا.. وكانت فادحة الثمن فيما نحن فى صدره أي فى اضطهاد دولة صدقي باشا للصحافة الوفدية، أن توالت علينا النكبات المادية بفعل المصادرة، وكان يعزينى فى هذه المصائب أن مصادرة مجلتى أو إغلاقها هو العمل الثالث الذي تفرضه على نفسها كل وزارة تعطل الدستور لإجراء تجربة جديدة فى الحكم، فقد رأيت أن عمل تلك الوزارة والتي قبلها يبدأ بتعطيل الدستور ثم وضع الأقفال على أبواب البرلمان ثم أنا!

ومسك الاشمئناط مرة برقبة صديقي التابعي وكان ذلك على أثر إحدى هذه المصادرات فأرسل إلى صدقي باشا تلغرافًا مهره بإمضائه يحتوى علي كلمة واحدة وهى «ولو» وقد أحسنت هذه الكلمة البسيطة التعبير عن موقف المجلة وعن نفسية القائمين بتحريرها.

وللذكريات بقية!