الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الجارديان»: تعمد نتنياهو إثارة أزمة مع إيران فشل سياسى واستراتيجى لإسرائيل

فى عام 1991، أطلق الرئيس العراقى الراحل صدام حسين العشرات من صواريخ سكود على تل أبيب لإثارة انتقام إسرائيلى لتقسيم التحالف الأمريكى العربى الذى يتحرك ضده، وقتها اقنعت واشنطن رئيس الوزراء الإسرائيلى فى ذلك الوقت، إسحاق شامير، بعدم التدخل فى المعركة، لتجنب حرب إقليمية شاملة.



المشهد أعاد نفسه، عندما أصبحت إيران أول دولة ذات سيادة تهاجم إسرائيل بشكل مباشر منذ 33 عامًا، وواجه بنيامين نتانياهو معضلة مماثلة لشامير، ولكن المشكلة الآن تكمن فى أن السابع من أكتوبر كان هدفه تغيير فى قواعد اللعبة، وبالتالى فإن ما حدث من قبل ليس له أهمية الآن لاختلاف الوضع، والأمر نفسه بالنسبة لإيران المشاع عنها أنها لا تنتقم أبدًا بطريقة جدية.. وبالتالى فإن نشوب حرب إقليمية كبرى فى الشرق الأوسط أصبح أمر متوقع، خاصة مع إدراك كل من بايدن والإيرانيين أن نتنياهو يرغب فى تدمير المنشآت النووية الإيرانية، والتى اعتبرها منذ فترة طويلة تهديد وجودى لإسرائيل.

وما دامت الحرب فى غزة مستمرة، فإن زيادة التوتر فى المنطقة لم ينتهى، فحقيقة قيام إيران بالهجوم بالتزامن مع القتال الإسرائيلى ضد كل من حماس وحزب الله، يشكل فشل استراتيجى وسياسى كبير يهدد باستنزاف الموارد العسكرية الإسرائيلية فى حين يدعو إلى صراع متزايد.. ورغم أن البعض تكهن بأن نتانياهو، وافق على الضربة الإسرائيلية على دمشق عمدًا لإثارة الأزمة الآخذة فى الاتساع، فإن ما يبدو أكثر ترجيحًا هو أن إسرائيل أساءت الحكم عليها بطريقة مماثلة لأخطاء حساباتها فى الفترة التى سبقت 7 أكتوبر.