الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صدقى باشا يمتعض من الكاريكاتير!

صدقى باشا يمتعض من الكاريكاتير!

صدر من مجلة «الصرخة» بدلًا من مجلة «روزاليوسف» 42 عددًا ظلت فيها على مقاومتها وحربها على استبداد وطغيان حكومة إسماعيل صدقى باشا.



واستمرت معركة السيدة روزاليوسف ومحمد التابعى بالمقال والرأى والكاريكاتير فى كل عدد من الأعداد، سواء على حزب الشعب الذى أنشأه صدقى باشا أو جريدة هذا الحزب والذى رفض د.طه حسين طلب صدقى باشا بأن يرأس تحرير هذه الصحيفة.

ومن مقالات الصرخة مقال مهم عن حرية الصحافة والدستور فى العدد رقم 13 جاء فيه: «حال الصحافة لا يسر عدو ولا حبيب وبقيت للصحفيين دمعة المظلوم المغلوب على أمره».

وفى مقال آخر تكتب ساخرة من الحكومة: «الصحافة حرة فلا إنذار ولا إلغاء ولا مصادرة ولا تعطيل».

وفى كل عدد يكتب الأستاذ محمد التابعى بابًا عنوانه «الجو السياسى» يشغل صفحتين يناقش فيه بجرأة وصدق، الأحوال فى ظل حكومة صدقى باشا، وهو الذى يضع أفكار الرسوم الكاريكاتورية التى يرسمها الفنان «صاروخان»!

وتروى السيدة روزاليوسف فى ذكرياتها الصحفية هذه الواقعة الطريفة فتقول: كان الأستاذ التابعى على معرفة قديمة بسعادة توفيق دوس باشا وزير المواصلات فى الوزارة الصدقية - نسبة إلى صدقى باشا - فحدث أن دعاه «دوس باشا» إلى مقابلته ليقول له إن دولة صدقى باشا رجل معقول وأنه لا يكره المعارضة إذا جرت على منطق معقول وطلبت إليه أن يأتى معه لمقابلة صدقى باشا فى الإسكندرية.

وبعد الأخذ والرد نزل التابعى على إرادة «دوس باشا» لأننا كنا نود أن نعرف رأى صدقى باشا الرجل فى المعارضة بعد أن عرفنا فيها رأى صدقى باشا رئيس الوزراء!

وهنا يحكى «التابعى» فيقول إن المقابلة جرت فى منزل الباشا بالإسكندرية وكان الباشا واقفا فى حديقة الدار وأنه استقبله بابتسامة كليشيه من الصنف الممتاز ثم تناول الحديث فيما تناوله مسألة المعارضة، فقال صدقى باشا ما مضمونه إذا كانت المعارضة تقضى بأن تضربونى بالسيف فيصح أن تضربوا النحاس باشا ولو بدبوس!

وأخذ الباشا صاحب الدولة يبدى امتعاضه من الصور الكاريكاتورية التى نسجلها له على صفحات المجلة ويقول إن خلقته ليست على القبح الذى ترسمه بها ريشة المصور - الرسام - فى المجلة.

وتقول «روزاليوسف»: ضحكت لامتعاض صدقى باشا وقلت حقيقة إن الرجل حريص على شهرته «كدون جوان» من الصنف الراقى وتمنيت لو كنت مع التابعى لأرى وجه الباشا وهو يقول إن «وشه مش وحش كده»!

ووجه الباشا لم أره قبل ذلك ولم أره قط أثناء قيامه فى الوزارة لأحكم على كمية «السكس أبيل» التى يعتريها الاشمئناط إذا تجاسر أحد على أن يمسها بشىء حتى ولو بريشة المصور!

وتكمل روزاليوسف قائلة: وكما كان صدقى باشا يستخدم القوة فى قهر الرأى العام كان كثيرا ما يستخدم الحيلة!

حاصر البوليس يومًا عنابر العمال فى السكك الحديدية ليخمد ثورتهم وقتل منهم الكثيرين ولكنه ظل عاجزًا عن اقتحام العنابر إذ كان العمال يستخدمون خراطيم المياه الضخمة فى إبعاد رجال البوليس وأرسل البوليس إلى صدقى يخطره بهذا المأزق فقال ببساطة: اتصلوا بشركة المياه لتقطع عنهم الماء!

وفى مرة ثالثة خرج «النحاس باشا» على رأس رجال الأحزاب فى رحلة إلى طنطا وكان صدقى باشا قد أمر بمنعهم من السفر ولكنهم استطاعوا أن يقتحموا المحطة ويركبوا القطار، ودون أن يشعر أحد أمر صدقى باشا ففصلت العربة التى يركبها النحاس عن سائر العربات وتحرك بها قطار خاص إلى منطقة نائية فى الصحراء وتركتهم هناك!». وللذكريات بقية!