السبت 1 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الكفن له جيوب!
كتب

الكفن له جيوب!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 27 - 03 - 2011


الثورة المضادة الحقيقية هي عودة المتطرفين


(1)


- الثروات الضخمة: التي تنشرها الصحف لبعض رجال الأعمال والمسئولين السابقين تثير الفزع في القلوب، فماذا يفعلون بها إذا كانت تكفيهم حتي الجيل الخامس من أحفادهم؟


- هل سيذهبون بها إلي القبر؟ هل يستمتعون بها في زنازين طرة؟.. هل تساوي الدنيا كلها الحبس والسجن والبهدلة؟.. لو كانوا يعلمون مصيرهم، هل ارتكبوا نفس الجرائم؟
- المشكلة أن لا أحد كان يفكر في المصير.. الكل كان مطمئنا و«حاطط في بطنه بطيخة صيفي»، ولكن حين قامت الثورة، جاء يوم الحساب العسير المفاجئ.
(2)
- الناس جميعا يعلمون أن هناك جنة وناراً وحساباً وعقاباً وموتاً حتمياً لا يفر منه أحد ورغم ذلك لا يفكر أحد في لحظة أن يغلق عليه القبر المظلم المخيف.
- تماما مثلما لم يفكروا أنه سيأتي يوم تغلق عليهم أبواب الزنازين فتمتلئ الأرض والسماء بدموع الندم وقت لا ينفع ندم ولا تجدي توبة.
- لقد تصور الفاسدون أن «الكفن له جيوب» فأخذوا يملأونها بالمال الحرام الذي يمنحهم القوة في الدنيا، فلم يعطهم إلا عاراً في الدنيا، وحساباً عسيراً في الآخرة.
(3)
- الثورة المضادة.. الظهور المكثف لنجوم التطرف والإرهاب هو الثورة المضادة الحقيقية التي تهدد مستقبل هذا البلد.. ولا أفهم لماذا تجري وراءهم الفضائيات؟
- الإعلام أشد فساداً من المسئولين ورجال الأعمال الذين يحاكمون الآن، ودمروا ثروات البلد.. أما الإعلام فيمحو مستقبل البلاد ويقتل حاضرها.
- إعلام منفلت وغير مسئول ولا يعرف الفرق بين المهنية وبين التحريض والتفاهة.. ولم يحاول مرة واحدة أن يحاصر المتطرفين العائدين بالحجة والدين والمنطق.
(4)
- نحن نعيش زمن النفاق الجماعي، الذي هو أشد خطورة من نفاق الحاكم، فهل نريد العودة إلي الوراء وتهيئة المسرح للجماعات المتطرفة؟
- كل الطرق تؤدي إلي ذلك، وهدأت الأصوات العاقلة التي تحمل لواء الدولة المدنية.. وبالمناسبة الدولة المدنية ليست علمانية ولا كافرة، ولكنها الدولة العصرية.
- الدولة المدنية هي التي تحتوي المصريين بكل دياناتهم وألوانهم السياسية والفكرية ولاتستبعد أحداً.. أما ما يحدث الآن فهو رجوع إلي عصر الجلاد والسياف وقاطع الرقاب.
(5)
- الحزب الوطني: الضرب في الميت حرام، ولو كنت مكان محمد رجب القائم بأعمال رئيس الحزب، لاتخذت قراراً فورياً بحل الحزب لأن سمعته السياسية ستطارده إلي الأبد.
- لم يكن كل أعضاء الحزب أشراراً، فيهم أساتذة ومفكرون وشباب وعمال وفلاحون لم يكن لهم ذنب غير أنهم أُخذوا بذنب قيادات فاسدة.
- يمكن لهؤلاء أن يشكلوا حزباً جديداً علي أسس نظيفة.
(6)
- البحرين وليبيا: اتحد الغرب وأمريكا عن بكرة أبيهم لضرب ليبيا وتدمير ثرواتها، بزعم حماية المدنيين، مع اعترافنا بأن مجنون ليبيا يتحمل المسئولية كاملة.
- نفس الغرب ونفس أمريكا سلموا بالعشرة للبحرين ولدول مجلس التعاون الخليجي لقمع الثورة والقضاء علي الثائرين.. ومرة أخري تعود سياسة الكيل بمكيالين.
- أمريكا تريد سقوط الأنظمة في ليبيا وسوريا واليمن وأخواتها.. ولكنها تدافع عن الأنظمة في الأردن والمغرب وكل دول الخليج.. فمتي يفهم العرب ومتي يتعلمون؟
(7)
- «النار تأكل بعضها».. «إن لم تجد ما تأكله» وهذا ما يحدث في مصر الآن علي صعيد حروب تصفية الحسابات.. فالفريق الذي قاد الهجوم تدور عليه الدوائر.
- لا أريد أن أذكر أسماء ووقائع، ولكن أشد ما يؤلم هو أن بعض الفاسدين حتي شعر رأسهم يقودون الحرب ضد الفساد، بفجر وعين مفتوحة.
- بعضهم كان يتمرغ في تراب النظام السابق، وكان يزهو ويملأ الدنيا تصريحات لأن الرئيس السابق «مَّن» عليه بمكالمة تليفونية.. والآن يحمل سيفه.. «اللي اختشوا ماتوا».


[email protected]