الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بلاغ إلي النائب العام
كتب

بلاغ إلي النائب العام




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 17 - 03 - 2011



الملايين التي أهدرت في الإعلانات الفاسدة
قبل أن تقرأ: نشر هذا المقال حرفياً في هذا المكان يوم 21/9/2009، وهي إحدي قضايا الفساد الكبري التي يجب فتح ملفاتها.
(1)
- علي طريقة المثل الذي يقول «اللي معاه قرش محيره، يجيب حمام ويطيره» فعلت الحكومة في رمضان.. أما الحمام الذي طيرته فكان هوجة الإعلانات الحكومية في الفضائيات.
- ملايين مملينة - كما يقول المثل - تم تطييرها في الهواء، كان من الممكن أن تفيد في حل الأزمات وتفريج الكرب، خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية وأنفلونزا الطيور.
- كان من الأفضل توجيه هذه الملايين إلي الخدمات والمرافق أو للفقراء والأسر الأولي بالرعاية أو لمشروع الألف قرية.. أو لأي شيء مفيد، غير السفه الذي حدث في الإعلانات.
(2)
- لا نعرف كم مليوناً طيرتها الحكومة في رمضان فهذا سر حربي لن يتم الكشف عنه أبداً، ولكن المؤكد أنها ثروة باهظة لأن الإعلانات لم تنقطع لحظة واحدة طوال الليل والنهار.
- السؤال هنا: هل تحولت الحكومة إلي تاجر أو مستثمر وتريد الإعلان عن بضاعتها أو ترويج مشروعاتها؟ ماذا كانت تسوق؟ وهل نجحت في تحقيق أهدافها إذا كانت هناك أهداف؟
- أقول بالفم المليان: لا، لأن هناك فارقاً كبيراً بين أن تسوِّق وأن تسوِّء.. إعلانات قوامها الفهلوة والسذاجة، وليس الخبرة والحنكة والدراية، إعلانات تستهزئ بالمصريين.
(3)
- أولاً: كثير من الإعلانات استهدفت الهجوم علي المواطنين دون مبرر، واتهامهم بالنصب والاحتيال والتزويغ وافساد الممتلكات العامة، وجرائم أخري يعاقب عليها القانون.
- هل من المعقول أن 40% من راكبي القطارات هم من المزوغين من التزويغ أو المسطحين من التسطيح وإن هؤلاء هم السبب الحقيقي وراء تدهور الخدمة في القطارات؟
- لو صدقنا ذلك فمعناه أن كل شيء تمام والقطارات منتظمة المواعيد وكاملة الأبواب والشبابيك والتكييف عال العال، ولكن الغلط في الناس ولاد الأبالسة.
(4)
- ثانياً: حكومة رأسمالية بشعارات اشتراكية.. الحكومة تريد بإعلاناتها أن تُعلِّم الشعب الأدب والنظام وحسن التعامل مع المرافق العامة، مثلما كانت تفعل الأحزاب الشيوعية في الماضي.
- هل يتصور من صمم هذه الإعلانات -بشعاراتها المضحكة - أن المزوغين سيحتشدون فوراً أمام شبابيك التذاكر؟ ثم لماذا لا يزوغ الركاب في المترو ويزوغون في القطارات فقط؟ أليسا أولاد عمومة؟
- تفتكر الحكومة علي حق؟ طبعا لأ.. لأنها حكومة تريد شعبا غير الشعب، وناسا غير الناس، تريد شعبا ألمانيا منضبطا. ولكن سوء حظها أوقعها في المصريين المسطحين.
(5)
- ثالثاً: الإعلانات لا تحقق أي أهداف تسويقية.. لأن صور القطارات والمحطات والأشياء الأخري ليست واقعية ولا حقيقية ولكنها ألاعيب كمبيوترية.
- كان الأجدر أن يتم استعراض عملية تطوير محطة مصر مثلا أو افتتاح محطة الأقصر، وهناك آلاف المشروعات المضيئة التي ضاعت في ظلمات الإعلانات.
- إعلانات الاتحاد الاشتراكي العربي التي تعتمد علي الشعار القديم «الاتحاد، النظام، العمل» لا تصلح في العصر الراهن الذي سقطت فيه كل الشعارات وأصحابها.
(6)
- رابعاً: كله كوم وعبدالقوي كوم.. وياساتر ياساتر من قنطرة الدفاتر والنوتة البمبي بمبي.. بمبي.. ولا تليق أبداً مع شنبات عبدالقوي.
- وعبده الأليط.. بتاع الضرائب العقارية لايختلف أبداً عن أخيه عبدالقوي، رغم أنه لن يدفع ضرائب عن شقته التي لا تصل إلي نصف مليون جنيه، منتهي تقل الدم!
- تقل الدم، خصوصا الرجل الذي يقول هو انت بتسأل ليه، انت أصلا مش خاضع للضريبة العقارية، مش حتدفع الضريبة من أصله.. ياسلام!
(7)
- السؤال: لماذا تريد الحكومة الإعلان عن نفسها في رمضان؟ وهل لديها فلوس كثيرة تريد بعزقتها؟ وهل من الأجدي أن يجري الوزراء وراء سياسات وبرامج أم أن يكون التنافس بالإعلانات السمجة؟
- لماذا رمضان بالذات؟ هل لأنه شهر المسلسلات، وأرادت الحكومة أن تدعم بعض الفضائيات لتشد حيلها، وتنشط للهجوم عليها في برامج التوك شو بعد رمضان؟
- السؤال الأخير: تفتكر الإعلانات دي حتغير حاجة في الناس اللي بيعملوا كده؟ طبعا لأ.. طب بيعملوها ليه؟! الله أعلم!


[email protected]