الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«حلب تحترق».. حكاية ثورة إلكترونية غير مسبوقة

«حلب تحترق».. حكاية ثورة إلكترونية غير مسبوقة
«حلب تحترق».. حكاية ثورة إلكترونية غير مسبوقة




ثورة إلكترونية غير مسبوقة، شهدتها مواقع التواصل الاجتماعى فى العالم العربي، بعد ما حدث حلب السورية، من تصعيد فى الهجمات العسكرية من الجانبين على الرغم من وجود هدنة أممية لوقف إطلاق نار.
ووصفت الأمم المتحدة الوضع فى حلب بالكارثي، بعد مقتل عشرات الأشخاص على مدار الأيام القليلة الماضية.
وتصدر هاشتاج «حلب تحترق» قائمة أكثر الهاشتاجات انتشارا فى معظم الدول العربية، وورد عليه مئات الآلاف من التغريدات خلال أيام.
وقام العديد من المغردين حول العالم بتغيير صور حساباتهم الشخصية على الموقع لتحمل اللون الأحمر، تضامنًا مع المدينة السورية، ولتسليط الضوء على ما يحدث فيها والتنديد باستهداف المدنيين، على حد وصفهم.
ونشر النشطاء العديد من الصور التى تظهر حجم الدمار الذى خلفه القصف الحكومى والروسى على مناطق المعارضة، كما ندد الجانب الآخر بالقذائف التى يطلقها مسلحو المعارضة على المناطق التى تقع تحت سيطرة القوات الحكومية.
وكان من أكثر الصور المؤثرة والتى تداولها المغردون بكثرة صورة طفل صغير يدعى أحمد تمكن فريق الدفاع المدنى فى حلب من إنقاذه بعد 24 ساعة تحت أنقاض مستشفى القدس الذى قصف مما تسبب فى مقتل العشرات.
ونقلت التغريدات، التى غلبت عليها النبرة المعارضة للحكومة السورية، صورا ومقاطع مصورة تظهر حجم الدمار الذى خلفه القصف الحكومى على مناطق المعارضة فى المدينة.
واستخدم نشطاء من حول العالم هذا الهاشتاج للتعبير عن غضبهم من العنف المستمر فى سوريا وعدم قدرة المجتمع الدولى على حماية المدنيين.
وظهرت هاشتاجات أخرى للتعليق على الأحداث الجارية فى الأراضى السورية كـ «حلب تناديكم»، و «حلب تُباد».
كما ظهر هاشتاج «أنقذوا حلب»، لتسليط الضوء على معاناة أهالى المدينة، وتفاعل عدد من المشاهير مع هذا الهاشتاج ومنهم الممثل السورى باسم ياخور والإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية.
أما فى مصر فقد قام بعض المغردين بتدشين هاشتاج «من مصر إلى سوريا» لإظهار التضامن مع الشعب السوري.
وفى محاولة للفت انتباه المجتمع الدولي، بعد صبغ اللون الأحمر على حسابات رواد فيس بوك، ليطلقوا بعدها حملة تدعو لمقاطعة الموقع، احتجاجا على «تجاهله» لأحداث حلب.
ورأى المشاركون فى حملة «اقفل الفيس النهاردة» أن فيس بوك ينتهج سياسة الكيل بالمكيالين فى التعامل مع الأحداث الإنسانية.
ولم تمض ساعات قليلة حتى تجاوب مؤسس فيس بوك مع الحملة، قائلا «إن الموقع سيقدم الدعم والتغطية الإعلامية لإنقاذ حلب، وسيتواصل مع مكاتب الأمم المتحدة، شكرا لتذكيرنا. نحن نهتم بكل الناس..».
وعلى هاشتاج «حلب أين حكام العرب»، ناشد مغردون الدول العربية التدخل لإنهاء ما وصفوه بـ «حمام الدم فى المدينة».
كما وجه آخرون انتقادات لاذعة للحكام العرب، قائلين إن الإدانات الشفوية غير كافية لإنقاذ أرواح الأبرياء.
فى المقابل، دشن المؤيدون لنظام الأسد هاشتاج «المعارضة تحرق حلب»، حملوا من خلاله فصائل المعارضة مسئولية ما يحدث فى حلب، كما اتهموا القنوات المعارضة للنظام بممارسة التضليل وتزوير الحقائق.
وكانت مصر قد أدانت عمليات القصف التى شهدتها مناطق متفرقة من سوريا على مدار اليومين الماضيين، لاسيما قصف مستشفى القدس بمدينة حلب، وما خلفته من مشاهد يندى لها جبين الانسانية، التى كان الشعب السورى الشقيق يتطلع لعدم تكرارها فى أعقاب التوصل إلى اتفاق وقف العدائيات فى ٢٧ فبراير الماضي، وما نجم عنه من حالة هدوء أعادت الأمل ومهدت الطريق لإطلاق المحادثات بين الأطراف السورية فى جنيف تحت رعاية المتحدة والمجتمع الدولى.
وعبر المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية عن القلق البالغ الذى ينتاب الحكومة المصرية إزاء تدهور الوضع الميدانى على الساحة السورية، وما يتوارد من معلومات عن سقوط العديد من المدنيين ضحية للتصعيد، والأثر السلبى الذى يمكن أن يترتب على ذلك سواء على الصعيد الإنسانى أو السياسى، لاسيما أن الحاجة تقتضى تطوير العملية السياسية والانتقال بها إلى مرحلة التفاوض المباشر، بالاضافة الى تسهيل تمرير المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب السورى فى جميع المناطق المحاصرة.