الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سيناء.. مستقبل وطن

سيناء.. مستقبل وطن
سيناء.. مستقبل وطن




تحقيق: سمر حسن - محمد السيد

خاضت القوات المسلحة المصرية معارك شرسة مع الإرهاب عقب ثورة الـ 30 من يونيو، ومازالت الحرب مستمرة للقضاء عليه، إلا أنها لم تكتف بذلك بل خاضت أيضا حربا اقتصادية موازية لتنمية أرض الفيروز التى راح ضحية تحريرها والحفاظ عليه آلاف الشهداء.
خصص الرئيس عبدالفتاح السيسى 10 مليارات جنيه لتنمية سيناء فى عام 2015، وبالفعل تم البدء فى العديد من المشروعات وإنجاز مراحل عديدة فيها وفقا لخطط تنموية محددة بوقت زمني.
وأكد الخبراء أن سيناء الآن على طريق التنمية والإعمار الذى طال انتظاره بفضل مجهودات القوات المسلحة التى تعمل فى اتجاهين موازيين، والذين رأوا أن محاربة الإرهاب ليست فقط بالأسلحة، ولكن بالتنمية ونهوض عجلة الاقتصاد.

 
 «استراتيجيون»
قال اللواء نبيل فؤاد - خبير استراتيجى  سيناء مدخل مصر الشرقى والمنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل لذلك فهى منطقة أمن قومي، وأوضح أنها مقسمة إلى ثلاث مناطق منطقة «أ» ومساحتها 65 كيلو مترا، ومنطقة «ب» ومساحتها 50 كيلو مترا، ومنطقة «ج» ومساحتها 30 كيلو مترا» وتعتبر المنطقة «ج» أخطر منطقة بها فهى الشريط الحدودى مع قطاع غزة وإسرائيل، فالعدو الصهيونى له خريطة متضمنة سيناء جزءا من إسرائيل.
وأشار إلى أن سيناء رغم أنها محاطة بالإرهاب إلا أنها الآن مؤمنة بالكامل عدا منطقة «ج» الموجودة فى شمال سيناء هى التى مازالت تعانى من وجود الإرهاب بها ولكن القوات المسلحة فى طريقها لتطهيرها بالكامل.
وأوضح أن سيناء تحتاج إلى جهود مجتمعية بالإضافة لدور المواطنين فى الذهاب إليها وتعميرها، وواصل: أن سيناء فى طريقها للتنمية ولكن بخطوات بطيئة، وذكر عدد من المشروعات التى أُقيمت عليها بالفعل أهما «صحارة نقل المياه».
وتابع اللواء طلعت مسلم - خبير استراتيجى  قائلا: أرفض إطلاق مصطلح أمن قومى على سيناء فقط، فكل شبر من أرض مصر هو أمن قومي، وأوضح أن سيناء كانت دائمة منطقة شائكة لأن معظم الهجمات العسكرية كانت تأتى منها فهى البوابة الشمالية الشرقية لمصر.
وأكد أن التنمية فى سيناء غير مجدية، فهى مطمع لإسرائيل، والطمع فيها والهجوم عليها سيتضاعف إذا تم تنميتها والاهتمام بها، خاصةً أننا نواجه «عصابات» وليس جيوشا نظامية.
وأشار إلى أهمية الربط بين أهالى سيناء وباقى المجتمع، وتوفير جميع الخدمات الأساسية لهم حتى يشعروا برعاية الدولة لهم، وأنهم غير مُهمشين.
اللواء نبيل فايد - خبير استراتيجى - أوضح أن تعمير سيناء وتنميتها يعتبر من أهم الخطط الاستراتيجية لفرض الأمن بها، وواصل: يتم ذلك من خلال إقامة مشروعات بالتعاون مع شركات كبيرة تقوم بتمويل هذه المشروعات، إضافة إلى توفير فرص عمل للأهالى هناك بسيناء ومن باقى المحافظات.
وشدد على ضرورة تعميرها، وتأهيلها بالسكان حتى لا تكون منطقة خالية تعطى فرصة الطمع لكل من تسول له نفسه السيطرة عليها.
وأضاف أن عمليات تطهير سيناء بدأت عقب ثورة 30 يونيو، وبالفعل هى آمنة الآن وما يحدث حالات فردية من أفراد عصابات مندسين داخل البدو، ولكن حينما تُأهل بالسكان فلن يتجرأ أحد على القيام بأى عمل إرهابي، فسرعان ما سينكشف.
«خبراء اقتصاد»
قال الدكتور مختار الشريف - أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة - بالفعل تم البدء فى المشروعات التنموية بسيناء منذ عام 2014، ووأوضح أنها مشروعات عملاقة ستضخ عائدا ماديا هائلا فى الاقتصاد المصرى بالكامل.
 وذكر عدد من المشروعات « ترعة السلام، واستصلاح 400 ألف فدان من شمال سيناء» بالإضافة للأنفاق الموجودة هناك، وشبكة طرق ضخمة تربط سيناء بالدلتا والممر المائى الذى يربط أيضا سيناء بباقى محافظات الدلتا،بخلاف المزارع السمكية والتى ستوفر 200 طن من الثروة السمكية والبروتين المعروض، والميناء المحورى الضخم ببورسعيد، وواصل: أن هذه المشروعات لن يتم الانتهاء منها فى عشية وضحاها ولكنها تحتاج إلى وقت وتنظيم حتى يتم انهاؤها والاستفادة منها على أكمل وجه، وتابع: أن الإعلام لا يسلط الضوء على كل هذه الانجازات والجهد المبذول فيها.
وطالب بضرورة تعديل القوانين، والبعد عن الروتين المعقد حتى يتمكن المستثمر من عمل المشروعات على أرض الوطن، وأوضح أن المستثمر هو الممول والحكومة هى التى من دورها القيام بالإدارة والتنظيم.
وأوضح محمد صلاح - خبير اقتصادى - سيناء بحاجة إلى عملية تطوير شاملة فى مختلف الاتجاهات «اسكان، صحة، طرق، زراعة، سياحة، وغيرذلك فى جميع المجالات.
وتابع لابد من الاستعانة بخبراء اقتصاد، وتحديد خطط محددة بوقت زمني، وتعويلها على شركات تلتزم بالتنفيذ، أو لهيئات كما حدث عندما كلف الرئيس السيسى اللواء مهاب مميش بالانتهاء من حفر القناة خلال عام وبالفعل تم التنفيذ.
مشيرا إلى أهمية أرض سيناء والتى تحتوى على معادن قيمة يمكن استغلالها فى عمل مصانع زجاج ورخام وأسمنت، واستخراج الفحم، خاصًة فى ظل توافر البنية التحتية الجيدة بها.
«خبراء زراعة»
أكد الدكتور حامد عبد الدايم - المستشار الإعلامى لوزارة الزراعة - أن المشروعات القومية تحتل مركزا مهما فى اقتصاد أى دولة كانت من أجل تحقيق التنمية الشاملة، مشيرا إلى أن 6 من أكتوبر بما يحمله من معنى كان سببا فى رجوع أرض سيناء لمصرنا الحبيبة بعد 1967.
وتم استردادها كاملةً فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، مشيرا إلى أنها بعدما تم تحريرها كانت مهملة من ناحية التنمية، فلم تنظر إليها الحكومات النظرة الاستراتيجية وأنها منطقة حيوية، موضحا أنه حدث شيء من الإهمال نتيجة عدم الاتجاه إليها بالتنمية الحقيقية خلال هذه المرحلة.
 أدى هذا الإهمال إلى حدوث المشكلات فى شبه جزيرة سيناء من الإرهاب والسلاح والمخدرات وغير ذلك، وواصل: أنها فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى انتقلت من السيئ إلى الأسوأ، حيث إنها فتحت على مصراعيها للفلسطينيين وغيرهم.
 كانت سيناء من المشكلات الرئيسية التى نعانى منه الآن بسبب الإرهاب الأسود خلال فترة حكم الاخوان، ووقتها تحولت لملتقى حيث كان يقطنها مجموعة من حماس وللجماعات الارهابية والمتطرفة، إضافة إلى تخزين أكبر كم من الأسلحة بها.
مواصلا: ولكن عقب الـ30 من يونيو أراحنا الله من شرورهم، وعوضنا الله بالبطل السيسى الذى أعاد استرداد الأرض من المغتصبين، فيوجد تنمية شاملة بعد استردادها من الارهابيين.
مؤكدا قيمة هذه المنطقة بما تملكه من معادن وكنوز حقيقية، فسيناء مازالت بكرا لم يتم اكتشافها حتى الأن، وقريبا جدا سوف تُعلن القوات المسلحة «أرض سيناء خالية من الارهاب»، وتابع: وجود التنمية الشاملة فى سيناء سيكون عقب بتر الإرهاب والتخلص من العناصر الإجرامية بها، وهى موضوعة على خريطة التنمية 2030.
وتابع الدكتور خالد الشافعى - خبير زراعى: فى عهد مبارك تم الاهتمام بسيناء عقب تحريرها من العدو من الناحية الأمنية، واهتم مبارك بشرم الشيخ والطور فقط، وواصل: كما أن بها بعض المشروعات التنموية حيث قام حسن راتب بإنشاء جامعة، ومصنع للأسمنت إلا أن الشروعات لم تكن على القدر الذى يليق بسيناء.
وفى ظل حكم الإخوان، حولها محمد مرسى إلى مستوطنة للتكفيريين ودمر كل أخضر كان بها على مدار الأعوام الماضية حتى وإن كان بسيطاً، ولم يحدث عليها تنمية إطلاقا.
أما فى ظل حكم السيسى فحدثت تنمية شاملة كما فى جبل الجلالة، وجميع المصريين يفتخرون به، إضافة إلى قناة السويس والمشروعات العملاقة الجارى الانتهاء منها فى محور القناة ، إضافة إلى ما رزقنا الله به من «زهر 1 و2»، وآبار الغاز المتوقعة فى آخر 2017.
والجامعة التى أنشأها الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وتنميتها وإنشاء مدينة جامعية شاملة جميع الخدمات والمرافق والوحدات السكنية اللازمة بحوالى 1.50 مليار دولار ، أعتقد أن هذا يحدث تنمية شاملة، واستطرد: هذا بخلاف السحارة العابرة لقناة السويس والمياه المتدفقة عن طريق ترعة الإسماعيلية ومزيد من الأراضى داخل سيناء، إضافة إلى شبكة الطرق الجارى الانتهاء منها بشكل يحقق سيولة من شرق القناة وغربها وهذا الأمر يضع سيناء فى قلب الوطن.
كما أن تطهير سيناء من معاقل التكفيريين الذين لا يريدون الخير لهذا البلد وقتل الكثير منهم، فسيناء أرض الحضارات والأديان وهى فى قلب مصر.
أما التنمية الزراعية ابتداء من محور قناة السويس والمشروعات العملاقة فجارٍ افتتاحها قريبا بما فيها مدينة صناعية متكاملة، ومحور القناة، وجامعة تعليمية عقب الانتهاء منها.
«السياحة»
محمد السعيد - رئيس غرفة السياحة السابق بالدقهلية - قال إن سيناء مزار سياحي جار استغلاله، بما تحتويه من معالم أثرية مثل سانت كاترين والطور وشرم الشيخ وغيرهم، كما شدد على ضرورة وضع سيناء على الخريطة السياحية الإجمالية لمصر، على أن تكون متاحة أمام كافة السائحين فى كل أنحاء العالم، واستكمل: لابد أن تكون مربوطة بالسياحة العلاجية والدينية والثقافية والتاريخية عبر العصور ومرور الأجيال، حتى تُصبح عامل جذب كبيرا للسياح الأجانب وخصوصا من الناحية الدينية.
واستطرد: لكى نتمكن من تنمية سيناء فلا بد من توفير عدة عوامل، تنمية زراعية وسياحية وصناعية، فالزراعة قائمة بالصحراء وتدفق المياه من النيل عبر الأنفاق إلى سيناء، وجار استصلاح ما يقرب من الـ150 ألف فدان فى سيناء كمرحلة أولي، وأوضح ضرورة توفير الأيدى العاملة، لأن التنمية الزراعية تحتاجها بكثرة.
«الإسكان»
وأوضح محمد السعدى - خبير اقتصادى - الدور المهم الذى قام به جهاز تعمير سيناء فى عام 2015/ 2016 فى مجال الإسكان، وتابع: تم تحديد 1.445 مليار جنيه لانشاء إجمالى 9055 وحدة سكنية «إسكان اجتماعي» فى محافظات «دمياط وبورسعيد والإسماعيلية وجنوب سيناء»، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ 90 مليون جنيه لإعادة تهيئة 25 عمارة من عمارات المساعيد فى سيناء.
وتابع: هذا بالإضافة إلى «السكن البدوي» بتكلفة 56.3 مليون جنيه لانشاء 21 مجمعا سكنيا، وواصل: تم الاستعانة بخبراء من كلية الفنون التطبيقية لتنفيذ 180 قرية بدوية وذلك لأن لها شكلا معماريا خاصا ومختلفا يحتاج إلى خبراء تصميم.
وأضاف أنه تم إنشاء 180 منزلا فى قرى شرق وغرب الإسماعيلية، و120 منزلا بدويا فى سانت كاترين وزنيمة ورأس سدر بتكلفة 54 مليون جنيه، بخلاف 65 منزلا بدويا فى شمال سيناء بتكلفة 15 مليون جنيه.
«رفح الجديدة»
ومن جانبه قال فريد فيود - خبير استراتيجى - إنه يجرى الآن التخطيط لإنشاء مدينة رفح الجديدة على مساحة «580» فدانا على مرحلتين، على أن يتوافر بها جميع الخدمات من مستشفيات ومدارس ووحدات سكنية لائقة بالسُكان وغير ذلك من الخدمات، وواصل: القوات المسلحة ستشارك فى التخطيط والتنفيذ وبالفعل تم تجهيز وإعداد مواد البناء والتجهيزات اللازمة للمرحلة الأولى، وسيتم إنشاء 10 آلاف وحدة سكنية تكون مساحة الشقة بها 120 م، إضافة إلى 400 منزل بدوي.
«مياه الشرب والصرف الصحى»
قال محمود حسن - خبير اقتصادى - تم إنشاء محطات لتحلية المياه تعمل بطاقة 40 ألف متر مكعب، وإنشاء وحدات أخرى لتحلية مياه الآبار تعمل بطاقة 30 ألف متر مكعب لليوم، وواصل: أما فى مجال الصرف الصحى فتم عمل خطوط انحدار وروافع ومحطات معالجة، وتم تغطية 80% من القرى والمدن، فالرئيس يسعى لأن يبنى مصر جديدة، وأن يجد المواطن سبل الحياة الجيدة التى تُعتبر من أولى حقوقه.