الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

داعش وإخوانها بعيون فلاسفة باريس

داعش وإخوانها بعيون فلاسفة باريس
داعش وإخوانها بعيون فلاسفة باريس




 كتب -الزواوى بغورة

النصوص الذى يتضمنها هذا الموضوع تعد وثيقة نادرة فى الصحافة العربية على الإطلاق ولن نكون مبالغين إذا قلنا إنها نادرة فى الصحافة العالمية كما سيكتشف قارئ هذا الموضوع بنفسه والسبب الذى يجعل هذه النصوص وثيقة نادرة: أن كل وسائل الإعلام العربية والغربية- وليست المجلات المتخصصة- التى ناقشت ملف الإرهاب الأصولى المعاصر المتمثل فى «داعش وإخوانه» لم تنقل أو تعرض سوى آراء سياسيين – غربيين وعرب- وخبراء أمنيين وبل وشخصيات إعلامية.
هذا فى الوقت الذى قرر فيه المفكر الجزائرى البارز الدكتور الزواوى بغورة أستاذ الفلسفة بجامعة الكويت أن يجمع آراء فلاسفة فرنسيين حول الإرهاب وتحديدًا داعش ليقدمها للقارئ العربى واختار مفكرنا المرموق «روزاليوسف» لينشر خلالها هذا الملف.. والدكتور الزواوى حاصل على دكتوراه الدولة فى الفلسفة من جامعة باريس فى فرنسا.
الميزة الجوهرية لهذه التحليلات إن ابتعدت كلية عن جو الإثارة والكلمات الرنانة التى يطنطن بها السياسيون والإعلاميون وركزت بحكم طبيعتها الفلسفية على البحث عن جذور المشكلة والتمييز بين الأمور وإلى نص الموضوع.


كيف يمكن للفلسفة عموما، وللفلسفة السياسية والأخلاقية تحديدا، أن تنظر فى موضوع أو ظاهرة الإرهاب؟ وكيف حاول بعض الفلاسفة فى عصرنا، خاصة فى فرنسا، أن يحللوا هذه الظاهرة التى أصبحت سمة لحقبة كاملة، يمكن تسميتها بحقبة هيمنة العولمة. وكيف يمكن تشخيص هذه الظاهرة التى ارتبطت فى وقتنا الحاضر بالمجتمعات العربية والإسلامية، وتنتمى فى تعبيرها وشكلها إلى دين الإسلام؟
إذا كان الفلاسفة فى عمومهم لم يهتموا بظاهرة الإرهاب، فإن بعضهم قد اهتم بظاهرة العنف والحرب حيث يعد الإرهاب شكلا من أشكالها. وإذا كان المجال لا يسمح بالنظر فى مختلف الإسهامات التى قدمها الفلاسفة فى هذا المجال، فإنه يمكن لنا أن نشير على الأقل إلى ما كتبه الفيلسوف الألمانى يورجن هابرماس والفيلسوف الفرنسى جاك دريدا فى كتابها الذى يحمل عنوانا دالا وموحيا ألا وهو: مفهوم 11 سبتمبر، نسبة إلى أحداث البرجين فى أمريكا.
والحق فإنه بقدر تتابع الأفعال الإرهابية سواء فى المجتمعات العربية والإسلامية أو فى أوروبا وأمريكا، بل وفى العالم كله، فإن الفلاسفة قد حاولوا دائما تعيين هذه الظاهرة من خلال كتاباتهم التى يدينون فيها هذه الظاهرة أولا، وهذا فى حد ذاته موقف أخلاقى أساسى يعكس صلة الفيلسوف باعتباره مواطنا بالمجتمع الذى ينتمى إليه وبالقيم الإنسانية الأساسية، وعلى رأسها ضرورة حفظ الحياة. وثانيا، فإنهم قد حاولوا تفسير هذا النزوع التدميرى الذى اصطلحنا عليه بالعدمية الجديدة.
وبالطبع، فإننا لا نهدف فى هذا السياق إلى استقصاء مختلف الآراء الفلسفية فى هذا الموضوع، وإنما الذى يعنينا هو الوقوف عند تلك الآراء التى تعكس التوجه العام فى تحليل ونقد هذه الظاهرة المدمرة للوجود البشري ومن بين هؤلاء الفلاسفة، نشير إلى ما قدمته الفيلسوفة الفرنسية هيلين لوييه فى كتابها: منابع الإرهاب، من الحرب إلى العمليات الانتحارية، من تشخيص ومحاولة تفسير لهذه الظاهرة فى الوقت نفسه وإذا كان الجانب الوصفى يظهر فى عدد العمليات التى أصابت مجتمعات ومناطق كثيرة، فإن الجانب التفسيرى للموضوع يحتاج إلى الإشارة إلى بعض المبادئ العامة أو على الأقل إلى بعض السمات الأساسية لهذه الظاهرة، والتى يمكن إجمالها فى الآتى:
1ـ يعتبر الإرهاب شكلا من أشكال الحرب، وقد اتخذ فى الوقت الحاضر الشكل الذى تسميه بـ(الإرهاب الإسلامي)، أى ذلك الذى يتخذ من الإسلام صورته ومضمونه، ويقوم به أفراد ينتمون ويؤمنون بعقيدة الإسلام، ويقدمون تصورا للعالم قائم على فهم معين للإسلام وأصوله ولقد سبق هذا الشكل من الإرهاب، نماذج مختلفة نظرية وعملية فى أوروبا، وذلك منذ القرن التاسع عشر إلى سبعينيات القرن العشرين، ومنهم: (الفوضويون، والعدميون، واليسار المتطرف كالألوية الحمراء على سبيل المثال وغيرها كثير...).
2ـ يعتبر الإرهاب نوعا من الحرب النفسية والاجتماعية، ويعتمد على الخوف والرعب فى الوقت نفسه.
3 ـ بالاعتماد على نظرية التحليل النفسي، فإن الفيلسوفة قد خلصت إلى أن الإرهابيين المعاصرين يتميزون بانكار للجسد، خاصة جسد المرأة، وتعويضه بجسد كامل ومثالى ومطلوب فى العالم الآخر ومن المعلوم أن التفجيرات الإرهابية يقوم بها شباب يعانون من مختلف الاحباطات وأنواع الكبت، ومن نقص فى التكيف والتوازن بين واقع التحديث والحداثة، ومن تصورات دينية عتيقة كما أن معظم هؤلاء الشباب عزاب وغير مندمجين فى المجتمع، ويسعون إلى إقامة عالم مثالى إن لم يكن طوباوى، ويعمدون إلى الهجرة من مجتمعاتهم، والقطع مع أوضاعهم القائمة.
4ـ على أن أهم ما ركزت عليه هذه الفيلسوفة هو الجانب الأخلاقى، وذلك لأنه فى الوقت الذى تتمتع فيه الحرب، خاصة الحرب التقليدية ببعض المبادئ الأخلاقية، ومنها على سبيل المثال منع قتل الأبرياء والعزل، فإن الإرهاب يفتقد إلى المبادئ الأخلاقية، بل نستطيع القول إنه يفتقد إلى الحدود الأخلاقية. ويشكل هذا الجانب الأخلاقى فارقا نوعيا أو كما قالت إن الإرهاب هو ضياع للقانون الأخلاقى فى الحرب سواء تعلق الأمر بالحرب التقليدية، أو بحرب العصابات، وذلك بحكم أن الإرهاب يخرق كل القواعد الأخلاقية، ويعتمد على طريقة خاصة فى استعمال العنف المنفلت بغرض إحداث حالة من الخوف والرعب فى الوقت نفسه.
وفى سياق شبيه بهذا التحليل ذهب الفيلسوف جاك رنسيير فى مقابلة له حول العمليات الإرهابية التى عرفتها فرنسا وأعلنت (داعش) مسئوليتها عنها إلى أن قول الحكومة الفرنسية بأنها فى حالة حرب مع الإرهاب، يعيد ما سبق لإدارة جورج بوش الابن أن دعت إليه بعد أحداث 11 سبتمبر التى نفذتها (القاعدة) وفى تقديره، فإن إعلان الحرب يكون دائما ضد عدو معروف ومحدد، وأن المشكلة فى حالة إرهاب (القاعدة) أو (داعش) هو أن العدو ليس محددا كفاية، وهو ما سبق أن أشار إليه جاك دريدا فى الكتاب السالف الذكر. ثم إن هذا التوصيف يرى أن (الإسلام) هو الذى يعلن الحرب على الحضارة الغربية، باعتبارها حضارة يهودية –مسيحية. وبالنظر إلى أن الخطاب الرسمى مضطر إلى تعبئة المواطنين ضد هذا الحرب، فإنه يقع بالضرورة فى معاداة المسلمين خصوصا المهاجرين على وجه العموم.
وإذ كان صحيحا أن (داعش) يمتلك حتى الآن إقليما غير محدد كفاية وغير معترف به، وله مصادر اقتصادية وعسكرية، وهو ما يعنى أنه يمتلك بعض سمات الدولة، إلا أن منطقه الحربى لا يزال منطق الجماعات والعصابات المسلحة. وأنه ليس إلا شكلا آخر من أشكال الاحتجاج الذى ترفعه الجماعات المنبوذة، بحيث تلجأ إلى هويتها الدينية، مستعملة أدوات إجرامية وحربية، ولذا وجب فى نظر هذا الفيلسوف، أن نعمل على محاربة هذا الانحراف الذى حدث فى مفهوم الهوية، خاصة ما تحمله من كراهية تجاه الآخر. وإذا كانت الجريمة تحارب من قبل الشرطة، فإن الكراهية تحارب بالسياسة عموما، وبالسياسة الثقافية والتربوية على وجه التحديد، وبالتالى فإن القائلين بأنهم فى حرب على الإسلام يؤدى بهم الأمر إلى الخلط بين الجريمة والكراهية، وبين الردع الذى تمارسه الشرطة والعمل السياسى، ولتجنب هذا الخلط، الذى يستفيد منه الارهابيون والمتطرفون والمتعصبون عموما، فإنه يجب فى نظر هذا الفيلسوف إعادة النظر فى خطاب الكراهية، ومحاولة إيجاد الحلول لمختلف المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التى يعانى منها الشباب على وجه التحديد.
فى مقابل هذه المحاولة التفسيرية النفسية والسياسية والفلسفية دعا الفيلسوف الفرنسى بيير مان فى كتابه الأخير: حالة فرنسا، والذى صدر عقب الأحداث الإرهابية التى ضربت فرنسا فى بداية جانفى 2015 إلى عقد اجتماعى جديد مع الإسلام حتى يتمكن الفرنسيون المسلمون من إيجاد مكانتهم فى المجتمع باعتبارهم مواطنين ومؤمنين فى المدينة. وطالب بضرورة إعادة النظر فى المفهوم الفرنسى للعلمانية، حتى يتمكن المجتمع الفرنسى من تقديم مشروع اجتماعى (متواضع) ولكنه (واقعى)، يقبل بمبدأ أولى ألا وهو الحق فى الاختلاف الدينى فى المجتمع، وإذا لم يكن هذا الحق، كما قال: (جزءا من أفقنا الاعتيادى، فإنه لا يجب أن يدفعنا نحو تأسيس مجتمع قائم على (التعدد الجماعاتى (communautariste)، وإنما عليه أن يسمح لنا ببناء خير عام ينال فيه كل واحد منا حظه.
ومن جهته توجه فيلسوف السياسة اتيان باليبار إلى أوروبا، مطالبا إياها بضرورة تعزيز ما سماه (الأمن الديمقراطى) والعمل على إعادة تأسيس القانون الدولى من دون وضع دولة القانون فى خطر، والاعتماد على التنوع الاجتماعى كمادة من أجل صياغة شكل جديد من الرأى العام، وضمن هذا الأفق، كتب يقول: (إن لأوروبا مكانة لا يمكن تعويضها، وعليها أن تقوم بها رغم كل أعراض تفككها الحالى. وإذا كان كل مجتمع من المجتمعات الأوروبية يؤدى بغيره من المجتمعات إلى الانسداد، فإن المجتمعات الأوروبية كلها مجتمعة تستطيع أن ترسم آفاقا جديدة، وأن تؤسس حاجز ضد كل النيران).
وإذا كانت الآراء السابقة تحاول تقديم تفسير سياسى وفلسفى، فإن الفيلسوف مارسيل جوشيه صاحب كتاب: الدين فى الديمقراطية يرى أن مشكلة العنف والإرهاب كما تظهر فى أعمال (القاعدة) و(داعش) وغيرها من المنظمات الإرهابية التى تنتمى إلى العالم الإسلامى، ويشارك فيها مواطنون من أوروبا، تفرض علينا أن نطرح من جديد مسألة الدين. إذ من المعلوم، أنه باسم تصور معين للإسلام تمت عمليات التفجير التى حدثت فى فرنسا، وإذا كان البحث عن الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تفرض نفسها، فإن المطلوب كذلك هو النظر فى هذه الظاهرة بوصفها ظاهرة دينية. وما دمنا لا نرغب فى النظر إليها كما تعلن بذلك عن نفسها، فإننا سنقصر فى فهمها، إن لم نخطئ فى فهمها كلية، وإذا كانت الحركات الأصولية قد عرفتها معظم التقاليد الدينية، فإن ثمة خصوصية فى الحركات الأصولية الإسلامية، ولذا يتوجب علينا أن نعرف معناها، وفى تقديره، فإن هذه الحركات الإرهابية تعتبر نوعا من رد الفعل على ما يعرفه العالم، بفعل العلمنة والعولمة، مما سماه (الخروج من الدين).
فإذا كان الدين قديما قد نظم وسير المجتمعات، فإن المجتمعات الحديثة، وعلى رأسها المجتمعات الأوروبية التى تؤثر على مختلف المجتمعات العالمية، قد شرعت فى الخروج من الدين منذ عصر النهضة، ولا تزال هذه العملية قائمة، تقوى حينا وتضعف أحيانا، ولكنها مستمرة، وتؤدى دائما إلى صراعات ونزاعات تتخذ فى بعض الأحيان شكلا إرهابيا. وليست (داعش) إلا شكلا من أشكال الصراع ضد هذه العملية الخاصة بالخروج من الدين والتى تعرفها المجتمعات بمستويات وبدرجات مختلفة.
وإذا كان هؤلاء الفلاسفة على اختلاف تصوراتهم يؤكدون الجانب النفسى، أو الاجتماعى، أو السياسى، أو الدينى، أو ينتقدون الخطابات الرسمية لحكوماتهم، أو يتوجهون إلى أوروبا، فإننا نجد فيلسوفا فرنسيا يؤمن بقيم الإسلام، ألا وهو عبد النور بيدار، صاحب كتاب: الإسلام من غير خضوع، من أجل وجودية إسلامية، قد كتب رسالة مفتوحة إلى العالم الإسلامى بين فيها بعض تصوراته، ومنها:
> يعتبر التصوف الإسلامى والفكر الغربى المعاصر منطلقا فكريا، ويعبر عما سماه بموقف البرزخ كونه يحيا بين الضفتين الغربية والشرقية.
> الإقرار بحالة البؤس والمعاناة التى يعرفها العالم الإسلامى، ومدى تزايد هذه الحالة شدة مع (تنشئة وحش يدعى داعش)، ومع ذلك فإن العالم الإسلامى ينكر أن يكون هذا الوحش قد خرج منه، ومن تناقضاته، ومن التفاوت القائم بين ماضيه وحاضره، ومن عدم قدرته الممتدة فى الزمان على إيجاد مكانة تليق به فى الحضارة الإنسانية، واكتفائه بترديد القول: ( هذا ليس منا ونحن لسنا منه. وليس هذا هو الإسلام، والإسلام منه براء).
> وللخروج من هذا المأساة يدعو الفيلسوف إلى حياة روحية جديدة، تمكن المسلمين من العيش معا فى سلام وفى الوقت نفسه العمل على التصالح مع العالم، وذلك بتأسيس حركة تنويرية جديدة.
وإجمالا، نستطيع القول إن هذه الآراء التى تشكل عينة بسيطة للغاية فى هذا السياق الذى فرضه ولا يزال يفرضه موضوع الإرهاب على مختلف النخب السياسية والعسكرية والثقافية، لا يمنعنا من الإشارة إلى أن هذا الإرهاب الصادر من مجتمعاتنا العربية والإسلامية والذى يغذيه المحيط العالمى، إلى أنه أصبح موضوعا خلافيا فى التشخيص والتقدير، وأنه قد تحول إلى وسيلة سياسية تستعملها بعض النظم التسلطية كمبرر لتفسير إخفاقاتها التنموية، ورغبتها فى التضييق على الحريات، وإدامة حكمها الظالم، وأن التيارات السياسية عموما، والتيار الإسلامى على وجه التحديد، تحتاج إلى إجراء عملية نقد ذاتية سواء كانت لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذه الظاهرة، ولا شك أن نظمنا التربوية والثقافية تحتاج هى الأخرى إلى إصلاح عميق، يأخذ بعين الاعتبار حاجتنا إلى قيم العصر، وإذا كانت بعض الأسباب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والفكرية تقف وراء هذه الظاهرة، فإنها مع ذلك لا يمكن اعتبارها، كما قال ليبنتز، بمثابة السبب الكافى، وذلك لأن هنالك مجتمعات كثيرة فى أمريكا اللاتينية وفى آسيا وإفريقيا تعرف ظروفا مشابهة، ولكنها مع ذلك لم تعرف ما تعرفه المجتمعات العربية والإسلامية، وعليه فإننا مدعوون إلى النظر وإعادة النظر فى هذه الظاهرة التى أصبحت تهدد وجودنا، وتشكل علامة بارزة على انحدارنا، وتفرض على الباحثين، والفلاسفة فى العالم العربى تقديم إسهاماتهم النقدية المختلفة فى هذا المجال.


السيرة الذاتية

الزواوى بغورة فى سطور
أستاذ بقسم الفلسفة، كلية الآداب، جامعة الكويت.
من أبرز أعماله
1. المنهج البنيوي، أصوله ومبادئه وتطبيقاته، دراسة ومعجم
2. الخطاب، بحث فى بنيته وعلاقاته عند ميشيل فوكو، دراسة ومعجم
3. الهوية والتاريخ، دراسات فلسفية فى الثقافة الجزائرية والعربية
4. الاعتراف، من أجل مفهوم جديد للعدل: دراسة فى الفلسفة الاجتماعية
ب. فى الترجمة:
- تأويل الذات، تأليف ميشيل فوكو، دار الطليعة
فضلا عن عدد كبير من الابحاث المنشورة فى صحف ودوريات ومجلات اكاديمية ومتخصصة