الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عنبر الأموال العامة: سجينات بدرجة سيدات أعمال

عنبر الأموال العامة: سجينات بدرجة سيدات أعمال
عنبر الأموال العامة: سجينات بدرجة سيدات أعمال




كتب - محمد هاشم


يقول أحمد بهاء الدين واصفا السجن ومر لياليه: «إن طعم الحرية لذيذ وأنها تاج على رءوس الأحرار لا يراها إلا المقيدون بالسلاسل والأغلال» داخل سجن النساء قصص وروايات وسيدات أعمال خانتهن عقولهن ليصبحن سجينات خلف أسوار الحديد ويتركون سعة الدنيا إلى ضيق السجن وتسلب حرياتهن بما اقترفته أيديهن وعقولهن.
وكان لقاؤنا مع المعلمة إيمان والتى كانت ترتدى الزى الأبيض المخصص للسجن ولكن يبدو عليها الأناقة حتى فى زى السجن.
إيمان هى الشخصية المرموقة داخل كافيتريا السجن والتى تبيع المأكولات والوجبات الساخنة بمبالغ تتراوح من 20 إلى 30 جنيها وقالت إنها تقضى عقوبة المؤبد فى شيكات تصل لأكثر من 30 شيكا بمبالغ مالية كبيرة تصل لملاييين وتعثرت ماليا بعد كساد تجارتها فى الأجهزة الكهربائية بمنطقة القاهرة وأضافت أنها تدير كافيتريا السجن وتبيع جميع الوجبات بمساعدة صديقتها زميلاتها التى ينادونها بكلمة أمى.
أما السجينة الثانية فتقول: أنا سيدة الأعمال المصرية العاشقة لتراب مصر، وفاء أبوالخير بيومى حيث إننى عملت دائمًا وأبداً على النهوض بالمنتج المصرى، لينافس فى الأسواق العالمية منتج «كايرا»، وقد دفعنى حبى للوطن لسداد مستحقات للضرائب المصرية عن مبلغ 915 مليون جنيه مصرى، ولم أتهرب من أداء أى التزام تجاه الوطن.
تم اتهامى من قبل شركة «ايجيبت فاكتورز»، وهى شركة تمويل قمت باللجوء إليها لاستيراد قطع غيار لمنتجات الشركة، وفوجئت باستلام قطع غيار غير مطابقة للمواصفات، والتى تضر بشكل مباشر بسمعة المنتج المصرى، ونتيجة لهذا الرفض قامت الشركة باتهامى بالاستيلاء على المال العام، والتزوير، وقامت برفع دعاوى شيكات بدون رصيد مستخدمة شيكات الضمان.
وبعد تحقيقات النيابة تم استبعاد تهمة الاستيلاء على المال العام وصدر أمر الإحالة بتهمتى التزوير والنصب، وبعد مرافعات أمام  محكمة الجنايات، أكد تقرير الخبراء عدم قيامى بالتزوير وتم استبعاد هذه التهمة، ووجهت لى تهمة أخرى، وهى الاشتراك والاتفاق مع آخر مجهول، وحتى هذه اللحظة لا أعلم من هذا المجهول الذى تمت محاكمتى على الاشتراك معه، وإصدار حكم بثلاث سنوات ضدى، كما تم إصدار أحكام فى قضايا شيكات الضمان بأكثر من تسعين عاما فى نفس الواقعة.
هل لو كنت أحمل أى نوايا غير صادقة تجاه أى جهة تمويلية هل كنت سأقوم بتسوية المديونيات المستحقة من قبل بنك «عودة»، و«القاهرة» والمقدرة بـ 130 مليون جنيه مصرى؟!
فكل  ذنبى هو رفضى لاستلام بضاعة تشوبها عيوب تصنيع خبيثة، واصبحت أمام خيارين إما الاضرار بالمنتج المصرى وسمعته ومستهلكه، أو السجن وتنفيذ عقوبة يعجز العقل عن استيعابها.
وقد رفضت الشركة التسوية والتصالح بالأرقام الحقيقية، فلو كان هدفها هو الصالح العام لكانت نهجت نفس نهج المؤسسات المالية القوية «بنكى القاهرة وعودة» التى وافقت على التسوية للصالح العام.
وبالرغم من كل هذا لم أهرب لثقتى فى نزاهة القضاء المصرى، وبالفعل تمت محاسبتى على نفس الواقعة مرتين أمام محكمتى الجنح والجنايات، وبالفعل قضيت ما يقارب الثلاث سنوات داخل السجن ووضعت طفلى الرابع هناك وحرمت منه، ولا أعلم ما الذنب الذى ارتكبته؟، إلا غيرتى على سمعة مصر.
أما الحاجة فاطمة فهى سيدة أعمال تقضى عقوبتها داخل السجن فى قضية جنائية وهى الشخصية التى تدير قسم المنسوجات بسجن النساء بالقناطر وقالت إنها تعلمت فن التطريز داخل السجن وهى تنتج كميات كبيرة وتتقاضى مرتبها حسب الإنتاج وقد يصل لـ500 جنيه شهريا، وأضافت أن الضباط بالسجن يتعاملون معها تعاملا جيدا وداخل السجن فى قسم المشغولات التقينا دينا. م التى روت لنا أنها حبست فى قضية سرقة وتقضى عقوبة 3 سنوات وأكدت أنها تنتج مايقرب من 60 قطعة مشغولات فى الشهر.
وعقب مرورنا بالعيادات الطبية شاهدت فتاة تجلس حزينة وعندما سألتها عن اسمها قالت تدعى سارة قالت والدموع تنهمر من عينيها كنت أعمل محاسبة بالإدارة العامة للمرور واتقبض على فى قضية قتل ما زالت التحقيقات تجرى بها بتهمة قتل صاحب معرض سيارات متهمة باستدراجه للقتل.
وشاهدنا لأول مرة سيدات ورجالا من أسرة واحدة يجلسون مع بعضهم البعض فى السجن.
وقال اللواء محمد الخليصى مساعد وزير الداخلية لأول مرة حرصت السجون على إحضار السجناء الأقارب «الأزواج، الأشقاء، الأبناء» بمكان واحد أثناء الاحتفال، حيث هناك زوجات محكوم عليهن بأكثر من 20 سنة، وطوال هذه المدة لم يشاهدن أزواجهن المحبوسين فى سجون أخرى، إلا أن هذه المرة تم السماح لهم بالتواجد فى مكان واحد أثناء الحفل.
وشهد سجن النساء وجود عدد كبير من الأطفال الذين حضروا للاحتفال مع أمهاتهم بعيد الأم، وقدمت الشرطة النسائية للأطفال والأمهات هدايا.
وأكدت الداخلية حرصها على مراعاة البعد الإنسانى للسجناء، وأهمية تواصلهم مع ذويهم، وتقديم عروض فنية وهدايا للأيتام من السجناء وأبناء السجينات الذين فقدوا الأب.
يأتى ذلك فى إطار الفلسفة العقابية الحديثة التى تتبناها وزارة الداخلية لتأهيل السجناء والسماح لهم، باستقبال ذويهم والجلوس معهم فى المناسبات.