الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرجال ليسوا بقوامين

الرجال ليسوا بقوامين
الرجال ليسوا بقوامين




الشيماء أبو العينين تكتب

فى رحلة البحث عن مثلك حبيبى كانت المفاجأة «فهم ليسوا بقوامين ولا ينفقون» ليسوا بقوامين فهم لا ينفقون.
لماذا دائما يخرس لسان حال القائل بالرجال قوامون عند لفظ قوامين هل لأنه اللفظ المرضى أم محاولة لتناسى شرط الإنفاق.
فالمولى عز وجل ربط القوامة بالإنفاق حيث إن على الرجل أن يتكفل بالإنفاق على زوجته ومن ثم بناته وهذا ليس تقليلا من شأن وقدر المرأة وإنما نوع من أنواع الراحة والرفاهية والتدليل ولكن فى زمننا الردىء نسمعها تتكرر فى كل موقف أنا رجل والرجال قوامون على النساء ولا نرى بما أنفقوا تماما فى كل المستويات كنت صغيرة لأرى مديرة منزلنا تعمل ليل نهار لتوفير ما يحتاجه أبناؤها وكنت أعتقد أن زوجها قد توفاه الله، ولكنى عرفت بعدها أنه ممتنع عن الإنفاق عنها وعن أبنائه ويصرف كل ما يتحصل عليه من أموال على المخدرات لإرضاء نفسه وكنت اعتقد أيضا أنه حالة نادرة، إلا أننى مع مرور الوقت أدركت أنها ظاهرة عامة فى محيطى قريباتى وصديقاتى حالات متكررة هو فى سعى دائم للزواج من فتاة فى مستواه بل أعلى وأنا لا تحط من قدر أحد، فالمولى عزوجل قال فى كتابه الكريم «ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات»، وفى هذا السعى الدائم تقدم المرأة الكثير من التنازلات والتضحيات والمساعدات فهى على يقين دائم من خذوهم فقراء يغنيكم الله فتمد يد العون وتضغط على أهلها من منطلق الحب فكما يقال دائما إن المرأة تحكم قلبها وعواطفها على عقلها وهذا ليس بعيب أبدا فمن المفروض أن يشكروها على هذا ولا يتامذون ويتلمذون لولا هذا التفكير العاطفى لما تزوجتك من البداية، وبدأت رحلة الشقاء بعد الزواج يأتى الجزء الثانى من المعاناة، يبدأ هو فى التغير والتغير المستمر بلا هدف يبدل كل ميزة إلى عيب وتصبر هى وتبدأ عبارات تتكرر بلا اى داع أو سبب لا أستطيع الصرف عليك كما فى بيت اهلك، فأنا لست بلص يقول هذا وهو لا يعى أن أهلها أيضا ليسوا بلصوص وتتحمل وتأتى عبارات أخرى لتطفو على السطح مثل لن اتحمل مصروفاتك الشخصية فهى عبارة عن رفاهيات بالنسبة لى وتتحمل فتعمل ويساعدها أهلها على تخطى كبواتها ولكنه لا يقنع ولا يرضى ابدا فيبدأ شيئا فشيئا فى التملص من كل واجباته والتزاماته ليلقيها بالكامل على كاهلها، وتراه يتفرغ بأمواله لتدليل نفسه ونفسه فقط يشترى ما يلزمه من ملابس عطور يقلقه اى صالة رياضة يذهب إليها أين الأفضل والخروج مع أصدقائه أو تغير سيارته وتتفرغ هى بأموالها لشراء ما يحتاج إليه البيت وأبناؤها من مستلزمات ناسية نفسها، فهى تستمر فى سيل من التصرفات العاطفية لا تنتهى ابدا حتى إذا تفاقمت الأحداث والخلافات يذهب هو بلا رجعة دون حتى النظر خلفه وتقضى هى حياتها فى سعيها الدائم لتربية أبنائها وتوفير ما يحتاجونه من متطلبات مادية ومعنوية إلى آخره، ومن هنا ترسخ مواقف فى ذاكرتى منها موقف تلك القريبة منى مرت بتجربة زواج صعبة ثم انفصال وكان معها ابنان وذهب بلا رجعة ومرت السنوات وفى يوم اصطحبت ابنها إلى تمرين الكرة كالمعتاد وذهبت لتنتظره ووجدت صديقتها تقول لها ارجعى للملعب مرة أخرى، فابنك يريدك ذهبت لتجد أنه يوم مباراة الآباء مع الأبناء فى الملعب ووجدته ينظر إلى الباب فى انتظارها وعيونه تتمناها منقذ، اتذكرها وهى تركض لداخل الملعب وتداعبه قائلة هانجيب جون ولعبت الماتش معه، وكان الكل يمرر لها الكرة ولا انسى نظرة السعادة والفخر فى عين صغيرها، أين كان القوام فى ذلك الوقت كان فى سعيه الدائم وراء ضحية أخرى اتذكر تلك السيدة العجوز فى سجن النساء كانت من الغارمات فكرت فى أن تساعد زوج ابنتها وضمنته فى شراء أدوات كهربائية وإذ به يبيع البضاعة ويطلق ابنتها ويهرب بالمال بلا رجعة وتقضى هى فترة العقوبة حتى تستطيع ابنتها أن تقوم بالخدمة فى البيوت حتى تستطيع تربية أبنائها واتذكر تلك القريبة إلى قلبى حين طلقها بعد أن ذاقت كل أنواع العذاب البدنى والنفسى منه هو وأهله وكانت «حامل» فى شهورها الأولى، ولديها ابن عمره ثلاث سنوات كانت تستيقظ فجرا لتذهب بالصغير إلى الحضانة وتذهب بعدها لعملها ثم ترجع لتأخذ ابنها لترعاه إلى أن ينام، فهى يتيمة الأم وأبوها كعدمه والقوام ممتنع عن الإنفاق وعليها وعلى صغيره فبالله عليك قبل أن تردد الرجال قوامون على النساء تذكر أن نسبة المرأة المعيلة فى مصر تزيد على 60 فى المائة فتذكر أن شرط القوامة وهو الإنفاق غير موجود اتعرف أن نبينا الكريم كان يأتى بخادم لزوجاته حتى يريحهم وأتذكر أنى درست أن فى دعاوى النفقات يطلب أجر خادم ويكتب، حيث إن الطالبة ممن يخدمن ولكن كل ذلك أصبح فى خبر كان ففى الزمن الردىء تبدلت الأدوار بلا رجعة وحمدا لله انها تفكر وتتصرف بعاطفتها لولا تلك العاطفة لخسرت انا الكثير شرط القوامة يا سادة الإنفاق فلا تحتال وتناقض نفسك القوامون لا يلقون بمسئولياتهم والقوامون لا يهربون لا يتخاذلون لا ينسحبون ألا تستحون ولكن ان لم تستح فافعل ما شئت وايضا قل ما شئت تحية تقدير لكل امرأة معيلة تسعى على رزقها ورزق أبنائها ليحيوا حياة كريمة فى غياب القوامين وعن غياب القوامين أتحدث.