الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

#بريطانيا_غير _آمنة

#بريطانيا_غير _آمنة
#بريطانيا_غير _آمنة




كتب ـ أيمن عبدالمجيد

باتت بريطانيا غير آمنة فعليًا، وإن لم تصدر بيانات دولية رسمية بذلك، ففى ثلاثة أشهر فقط شهدت ثلاث جرائم إرهابية راح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين.
بريطانيا التى ظلت لسنوات مآوى للمتطرفين الملاحقين من دولهم، يدفع مواطنوها ورعاياها من دمائهم ثمن خطايا حكوماتها الآن، تلك الحكومة التى جعلت من أراضيها ملاذات آمنة للتنظيمات المتشددة، ومن سياساتها دروع واقية لهاربين أمثال هانى السباعى، وقيادات تنظيم الإخوان الإرهابى.
سبعة قتلى و48 مصابًا، حصيلة جريمتى الدهس والطعن التى شهدها جسر «لندن بريدج» بوسط العاصمة البريطانية، وسوق بارا أحد أشهر أسواق الطعام المجاورة للجسر مساء السبت، لكنها من المؤكد نتاج سياسات خاطئة.
تعود علاقات بريطانيا بالتنظيمات الأصولية إلى العام 1941 عندما دعمت بريطانيا حسن البنا مؤسس تنظيم الإخوان المسلمين فى مصر، بحسب الوثائق التى نشرها مارك كورتيس فى كتابه المهم «التاريخ السرى لتآمر بريطانيا مع الأصوليين»، ثم واصلت المخابرات البريطانية سياساتها فى استخدام المتطرفين الفارين من أوطانهم كأوراق فى السياسة الدولية، إلى جانب صناعة ودعم التنظيمات التى ظنت لسنوات أنها تخدم أهدافها.
فعلى الأراضى البريطانية وجد قيادات مكتب إرشاد تنظيم الإخوان الإرهابى حاضنة لسنوات، وآخرون مطلوبون من حكومات أوطانهم أبرزهم هانى السباعى مدير مركز المقريزى الذى يحرض بشكل دائم على ارتكاب العنف والمتهم بالوقوف خلف أعمال إرهابية فى تونس.
ففى 28 مايو الماضى قالت صحيفة تايمز البريطانية إن الأجهزة الاستخباراتية رصدت 23 ألف متطرف فى بريطانيا 3 آلاف منهم يشكلون خطرًا مباشرا، يخضعون للمراقبة والاستجواب، إلا أن الوقائع تؤكد أن العناصر الإرهابية استطاعت النفاذ عبر ثغرات استخباراتية ونجحت فى توجيه طعناتها.
وقالت وسائل إعلام بريطانية، إن الاستخبارات البريطانية الداخلية، المعروفة اختصارا بــ MI5، تتبع خيوط ما يقرب من 500 مخطط فى هذا البلد، وحذر مديرها من قبل من أن الإرهابيين قد يفلتون ويستطيعون تنفيذ أحد تلك المخططات، فى ظل دعوة داعش أنصارها لشن هجمات على المدنيين فى بريطانيا ودول غربية أخرى باستخدام حافلات ومسدسات وسكاكين.
وتوفر بريطانيا حماية لأنشطة التنظيمات المتطرفة مسميات عدة كالرابطة الإسلامية التى تأسست 1997، التابعة لتنظيم الإخوان. واللافت أن بريطانيا التى طالما سارعت بتحذير رعاياها من السفر إلى مصر، وأوقفت الرحلات السياحية عقب سقوط الطائرة الروسية، يتجول سفيرها بالقاهرة جون كاسن بكل حرية وأمن فى شوارع العاصمة المصرية ومحافظاتها، وهو الأمر الذى يكشف مدى التآمر على مصر بتضخيم أحداث يشهدها العالم. منذ العام 2005 شهدت بريطانيا سبع عمليات إرهابية كبيرة راح ضحيتها 90 قتيلًا ومئات الجرحى فهل سيظل المواطن يدفع ثمن خطايا تحالف حكوماته مع الأصوليين أم ستغير بريطانيا من سياساتها بعد أن انقلب السحر على الساحر؟!