الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

وزير الأوقاف: زوجات الرسول ضربن مثالا على الرضا بالرزق.. وإفطارهن لم يكن إلا على التمر والماء

وزير الأوقاف: زوجات الرسول ضربن مثالا على الرضا بالرزق.. وإفطارهن لم يكن إلا على التمر والماء
وزير الأوقاف: زوجات الرسول ضربن مثالا على الرضا بالرزق.. وإفطارهن لم يكن إلا على التمر والماء




حوار - عمر حسن

يردد كثير من الناس كلمة الرضا بالمقسوم، ولكن تحقيق هذا المعنى بحاجة إلى مجاهدة للنفس لا سيما وقد أكد العلماء أن الرضا فى الإسلام من أعظم النعم التى أنعم الله تعالى بها على الإنسان، وأن نعمة «الرضا» منة ربانية، وأن السخط والجزع لن يغير قدر الله.
ففى البداية يوضح د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن السعادة هى الرضا بما قسم الله، فمن رضا بقسمة الله  كان أغنى الناس، ولفت إلى ان الرضا نوعان  الأول الرضا بقضاء الله وقدره وما يصيب الإنسان فى نفسه أو ماله، والنوع الثانى هو الرضا بما قسم الله من الرزق والحياة.
وشدد ان الابتلاء سنة من الله فى كونه، فقط الذين يحمدون عند السراء والضراء، وسلفنا الصالح كانوا يصبرون على البلاء ويشكرون فى السراء والضراء غير ساخطين ولا جازعين، لافتا إلى أن عين الرضا ان يصبر الإنسان على البلاء لانك ستصبر ستصبر، حيث تحدث القرآن عن الصبر الجميل وقال أهل العلم إن الصبر الجميل هو الذى لا شكوى معه ولا ضجر معه ولا جزع معه.
وأوضح أن النوع الثانى من الرضا هو الرضا بالرزق وما قسم الله لك من الحياة، ففى رمضان كان زوجات الرسول يفطرن فى رمضان على التمر والماء، لا تشعل النيران على لحم أو طعام.
فيما أكد  الشيخ  سلامة عبد الرازق وكيل الوزارة لشئون الدعوة أن إرادة الله سبحانه وتعالى اقتضت ألا تكون حياة الناس ودنياهم يسرًا خالصًا أو عسرًا محضًا، بل خير وشر، غنى وفقر، صحة ومرض، فما من أحد من الخلق إلا وهو مبتلى إما بمرض، أو فقر، أو فقد ولد، أو غير ذلك من مشاكل الدنيا ومصائبها.. لكن ذلك كله يهون على المسلم بما رزقه الله تعالى من صبر ورضا، فمن رضى فله الرضا، ومن سخط فله السخط، فإذا ما رضى العبد بقضاء الله (عز وجل)، وصبر على المحن والابتلاءات ارتقت درجته عند ربه، فإنه سبحانه وتعالى إذا أحبَّ عبدًا ابتلاه فإذا صبر اجتباه، فعَنْ سَعْدٍ بن أبى وقاص (رضى الله عنه) قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: (الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ، فَالْأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِى دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِى بَلائِهِ، وَإِنْ كَانَ فِى دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ ، وَمَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) (مسند أحمد).
فيما  أشار الدكتور ياسر معروف خليل الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة إلى أن الرِّضا أساس من أسس الإسلام وكمال الإيمان، فلا يكتمل إسلام العبد ولا يتذوق طعم الإيمان حتى يرضى بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد (صلى الله عليه وسلم) نبيًّا ورسولاً، فعن الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (رضى الله عنه) أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) يَقُولُ: (ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً) (رواه مسلم). فنعمة الرضا تجعل صاحبها يتذوق حلاوة الإيمان، بل أقسمَ الله (عز وجل) بأن الوصول لدرجة كمال الإيمان مرهون بالرضا والتسليم والإذعان المطلق لكتاب الله تعالى وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) خاصة عند النوازل، وهذه هى حقيقةُ الرِّضا عن الله (عز وجل). قال تعالى:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِى أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
من جانبه  أوضح الشيخ أحمد سعيد  من علماء الأوقاف  أن الرضا عن الله عز وجل نوعان : الأول: الرضا بفعل المأمور به واجتناب ما ورد النهى عنه ، وهذا هو حال المؤمن التقى النقي، فلسان حاله هو قول الله تعالى: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}، وقوله تعالى:{اللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ}، وهذا النوع من أنواع الرضا واجب على كل مسلم أن يبذل فى تحصيله النفس والنفيس ، قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ}، وقال سبحانه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ}.
ولفت إلى أن النوع الثانى: الرضا بالقضاء، فالإنسان بين حالين، حال السلب وحال العطاء، فعند العطاء عليه الشكر، وعند السلب والمنع عليه الرضا والصبر، ويصل العبد إلى نعمة الرضا بقوَّةِ إيمانه وحُسن اتِّصالِهِ بالله عز وجل، وبالصبر والذكر وحسن الطاعة والمحافظة على العبادة، وهذا هو الطريق الذى رسمه الله تعالى لحصول الرضا ، قال تعالى: {فاصبر على مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشمس وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَآءِ الليل فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النهار لَعَلَّكَ ترضى} وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (رضى الله عنه) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالَ: (عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ)