الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء دوليون:31 بليون يورو تكلفة «مزاج» الأوروبيين

خبراء دوليون:31 بليون يورو تكلفة «مزاج» الأوروبيين
خبراء دوليون:31 بليون يورو تكلفة «مزاج» الأوروبيين




كتب - محمود ضاحى

يتزايد انتشار المخدرات  بين الحين والآخر فى دول العالم  بل وتظهر أنواع جديدة وتصنيفات غير معروفة  فمازالت خطورتها تقلق العالم أجمع، لكن إن لم تتضافر الجهود فالنتيجة واحدة وهى تدمير حياة الأفراد المتعاطين.
لكن عدداً من الخبراء الدوليين فى مكافحة انتشار المخدرات، أكدوا أن جميع دول العالم تعانى من انتشار المخدرات، لكن الكارثة فى أن ثلث متعاطى المخدرات من الإناث خاصة الذين يعملون بالجنس، مشيرين إلى أن تجارة المخدِّرات غير المشروعة  تبلغ خُمس العائدات الإجرامية العالمية.

بداية يقول اللواء أحمد كمال الدين سمك، عضو الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، إن ثلث متعاطى المخدِّرات فى العالم هم من النساء والفتيات، بينما نسبة الإناث بين متلقى العلاج من تعاطى المخدِّرات هى واحد إلى خمسة، وأنَّ عدد النساء اللاتى يُلقى القبض عليهن بتهم متعلقة بالمخدِّرات فى تزايد.
أضاف أن مصر تدير منظومة بكل وسائلها ومؤسساتها بالتنسيق مع دول شمال البحر المتوسط والدول الإفريقية فى مكافحة المخدرات، إضافة إلى وزارة الداخلية التى تؤدى عملها بصورة جيدة جدًا، فالمشكلة اقتصادية اجتماعية تحتاج إلى المدارس والإعلام والكنيسة والمسجد وجميع المؤسسات.
 وأشار إلى أن الهيئة الدولية للرقابة الدولية هى أحد أفرع الأمم المتحدة التى تتابع الاتفاقيات الدولية، وهناك دول تجهل آليات التعامل مع أزمة المخدرات، مضيفًا أنه يوجد قصور فى عدم وجود حق المرأة فى التوعية والعلاج، وتخجل من الاعتراف بالإدمان، فالمرأة مهمشة وظروفها الاجتماعية صعبة جدًا.
  وقال «فيرنر سيب»، رئيس الهيئة الدولية لمكافحة المخدرات»:  إن نسبة النساء والفتيات بين متعاطى المخدِّرات فى العالم الثُّلُثَ، وهى الأعلى بين النساء فى البلدان المرتفعة الدخل، غير أنَّ النساء يشكِّلن الخُمُس فقط من مجموع الحاصلين على العلاج، وذلك بالنظر إلى الحواجز النظامية والهيكلية والاجتماعية والثقافية والشخصية الكبيرة التى تحد من قدرة المرأة على الاستفادة من خدمات العلاج من تعاطى مواد الإدمان.
 ونوه إلى أن المرأة عرضة أكثر من الرجل لأن يوصف لها استعمال العقاقير المخدِّرة والأدوية المضادة للقلق، ومن ثم، فهى أكثر عرضة لإساءة استعمال تلك الأدوية.
وأشار إلى أنَّ السجينات من النساء العاملات فى مجال الجنس معرضات بخاصة لخطر تعاطى المخدِّرات، وحدثت زيادة كبيرة فى أعداد النساء المقبوض عليهن بسبب جرائم متعلقة بالمخدِّرات، ولوحظ أنَّ تعاطى المخدِّرات، بمجرد دخول السجن هو ظاهرة أكثر انتشاراً لدى السجينات مما هى لدى السجناء، كما أنَّ هناك ربطا قويا بين العمل فى مجال الجنس وتعاطى المخدِّرات، فبعض النساء يعمدن إلى العمل فى مجال الجنس لتدبير النفقات اللازمة.
 وعن برامج الوقاية التى تستهدف بخاصة السجناء والحوامل والمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/الأيدز والعاملين فى مجال الجنس، دعا إلى جمع وتبادل البيانات من أجل التوصل إلى فهم أفضل للاحتياجات الخاصة للمرأة التى تعانى من مشكلة تعاطى المخدِّرات بهدف تحسين خدمات الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل.
وأكد أن أفريقيا واحدة من مناطق العبور الرئيسية المستخدمة فى أنشطة الاتجار بالمخدِّرات،  ومعبراً هاما لتهريب المخدِّرات،  وتحولت إلى سوق لاستهلاك جميع أنواع المخدِّرات المتعاطاة ومقصداً لها.
 وبين «على البربرى» مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات، أن عشب القنَّب المخدر هو عقار التعاطى الرئيسى فى أفريقيا، والعقار الذى يسعى معظم متعاطى المخدِّرات للعلاج من تعاطيه، حيث يقدَّر معدل الانتشار السنوى لتعاطيه ٦,٧ فى المائة (ضعف المتوسط العالمى البالغ ٨,٣٪).
وأوضح أنه  ١١% من متعاطى الأفيون على المستوى العالمى  يعيشون فى أفريقيا ويعيش أكثر من نصفهم فى غرب أفريقيا ووسطها، ويتزايد تهريب الأفيون الأفغانى إلى شرق أفريقيا ، إمَّا من أجل الاستهلاك المحلى وإمَّا من أجل شحنها إلى مناطق أخرى.
وأشار إلى أنَّ عدد الأشخاص الذين أفادوا بتعاطيهم الهيروين فى الولايات المتحدة قد تضاعف ثلاث مرات تقريباً فيما بين عامى ٢٠٠٧ و٢٠١٤،  وتسببت المؤثرات الأفيونية بما فيها الهيروين ومسكنات الوصفات الطبية مثل  الأوكسيكودون، فى وفاة أكثر من ٢٨ ألف شخص من بين ما يزيد على ٤٧ ألف حادث .
وأكد إنتاج أفغانستان من الأفيون غير المشروع يرتفع من جديد بعد الانخفاض الكبير، الذى شهدته فى زراعة خشخاش الأفيون، وتظهر أرقام عام ٢٠١٦ تزايداً من جديد فقد ازداد إجمالى المساحة المزروعة بخشخاش الأفيون على نحو غير مشروع فى ٢٠١٦ بنسبة ١٠% مقارنة بعام ٢٠١٥ ، وتوقفت جهود القضاء على الأفيون بشكل شبه تام وزاد تدهور الأوضاع الأمنية فى البلد، مهيبًا بالمجتمعات الدولية  بمواصلة الجهود المبذولة لمكافحة المخدِّرات فى أفغانستان من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
وفى منطقة جنوب آسيا أكد أن  الاتجار بأقراص «يابا» (ميثامفيتامين) المهرب من ميانمار إلى بنجلاديش تضاعف، وتم  ضبط أقراص «يابا» ثلاث مرات بين عام ٢٠١٤ وعام ٢٠١٥؛ وضبطت كمية  قياسية من أقراص الميثامفيتامين فى يناير من عام ٢٠١٦ بلغت ٨,٢ مليون قرص.
وتدر تجارة المخدِّرات غير المشروعة حوالى خُمس العائدات، الإجرامية العالمية، وينفق مواطنو الاتحاد الأوروبى وحدهم ما بين ٢١ و٣١ بليون يورو سنوى على المخدِّرات غير المشروعة، وويقدَّر أنَّ ٥,٥١ مليون من الذكور البالغين و٤,٣٢ مليون من الإناث البالغات قد استهلكوا القنَّب مرة واحدة على الأقل فى حياهتم (٨,٢٤٪).
وأضاف أنه تم ضبط كميات كبيرة من  الهيروين فى الاحشاء والملابس الى السعودية ويتم غشه داخل المملكة، ومن بين أكبر البلدان الخمسة المنتجة للقنب افغانستان وباكستان ولبنان، والسعودية ضبطت 3 اطنان 2015 ، كما  أن مضبوطات الكوكايين تضاعفت  50% من مضبوطات الشحنات فى الشرق الأوسط وكانت اسرائيل هى الوجهة الرئيسية قادمة من أمريكا اللاتينية.
أما اللواء هشام الزغبي،  مدير التعاون الدولى لمكافحة المخدرات بوزارة  الداخلية، قال إن مشكلة المخدرات ليست مقتصرة على مصر فقط لكنها مشكلة عالمية، لابد فيها من تتضافر كافة الجهود بين الدول من خلال مكتب الأمم المتحدة وتطبيق الاتفاقيات.
 وأشار إلى أن المخدرات لها خطوط سير وتهريب، وبدون تعاون الدول لن تخرج بالمطلوب، مضيفًا أن قطاع الأمن الاجتماعى وإدارة المخدرات، تنفذ استراتيجية الوزارة سواء على الصعيد الدولى أو الصعيد المحلى، وخلال الشهر المقبل سنطلق التقرير السنوى للإدارة العامة لمكافحة المخدرات.
وأكد أنه  تراجع مضبوطات عشب القنب من 54 طناً فى 2015 إلى 33 مليون طن فى 2017، واستأنفت السلطات حملات واسعة لإبادة المحاصيل التى تستهدف زراعة المحاصيل فى شمال سيناء وضبطت 360 من عشب القنب فى 2016.
كما أن وزارة الصحة  المصرية أجرت دراسة جدوى بمؤثرات الافيون فكانت النتيجة أن هناك قرابة 100 الف شخص مخدر بالهيروين و50% منها ترامادول ووجود حوالى 50 ألف شخص محتاج للعلاج.