الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ابن الأصول

ابن الأصول
ابن الأصول




كتب - السيد الشورى

 

أولاد البلد لا يظهرون سوى فى المواقف الصعبة، ومعادن «ولاد الأصول» تتجلى فقط فى الشدائد. ومحمد صلاح واحد من هؤلاء الناس، ملتحم ببلده مهما كان بعيدًا عنه، يحمل بداخله وطنه، بأفراحه وأحزانه، همّه أن تصبح مصر حاضرة فى عيون العالم، حتى وإن كان العالم لم ير سواه، فيحمل على عاتقه أن يكون سفيرا لبلده فى كل فرصه تتاح له.  
لفت محمد صلاح أنظار العالم إلى الجرح المصرى الذى أصابه يوم الجمعة الماضى، بعد أن عبّر عن حزنه الشديد لسقوط ضحايا وقعوا فى وطنه وهم راكعين لله، فرغم إحرازه هدفاً لصالح نادى تشيلسى (الذى يحترف به) جعله يتربع على قائمة هدّافى الدورى الإنجليزي، إلا أن «صلاح» رفض الاحتفال بهذا النصر، واكتفى برفع يده تضامناً وحزنًا على شهداء مجزرة مسجد «الروضة» ببئر العبد فى سيناء.
«صلاح» ابن الأصول، فعل ذلك فى مباراة تعد من إحدى مباريات القمم فى «البريمرليج»، والتى يتابعها نحو مليار شخص حول العالم، ضارباً مثلاً حقيقيًا للوطنية التى تحتم عليه أن يقول للعالم أنه فى اللحظة التى تسعدون فيها بهدف؛ هناك فى وطنى 305 مصريين قتلوا برصاص الإرهاب الغادر وهم ساجدون فى بيت من بيوت الله، «صلاح» أثبت أن ولاءه الأول والأخير لمصر، رافعاً مبدأ «بلدى ومن بعده الطوفان».
الفرعون الصغير، يثبت ـ يوماً بعد يوم ـ أن الانتماء وحب الوطن لا يلقنان ولا يسقيان، إنها فطرة نُخلق عليها، ومن يستقر الوطن فى قلبه لا ينحاز لجماعة أو فصيل، فقط الانحياز يكون للوطن. 
لم يكتف «صلاح» بما يفعله فى الملعب، بل يقدم ذلك على أرض الواقع، فقد سبق وتبرع لصندوق «تحيا مصر» بنحو 5 ملايين جنيه.
«أبو مكة» أكد للجميع أن الوطنية ليست مجرد شعارات ترفع، أو تكتب على «التى شيرت» بل هى إحساس بالمسئولية تجاه بلده ووطنه.