الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الخضوع للكنيسة الرومانية

الخضوع للكنيسة الرومانية
الخضوع للكنيسة الرومانية




حوار - روبير الفارس

نستكمل اليوم الجزء الثانى من حوار الأب اسطفانوس دانيال الذى يعد أحد الباحثين فى تاريخ وطقوس الأقباط الكاثوليك لـ«روزاليوسف»، وفى هذه الحلقة نتحدث جذور الكاثوليك بعدما تطرقنا إلى تعريفهم فى اللقاء السابق..
يقول الأب اسطفانوس إنه وفى المجمع السابع الذى عقد فى أواخر الجيل السابع للنظر فى مسألة إكرام القديسين وصورهم قد رفض البطريرك الإسكندرى الكاثوليكى أنبا بوليشيانوس هرطقة محاربى الصور وأقر وصادق على رسالة البابا أوريانوس التى يقال فيها «بأن الحبر الرومانى هو رأس كل الكنائس وإن كل من شك فى هذه الحقيقة الجوهرية إنما هو هرطوقى وغريب عن شعب الله».

وفى أواخر الجيل التاسع انعقد المجمع الثامن لينظر فى قضية فوثيوس مبدع المذهب اليونانى وقد حضره يوسف الراهب النائب عن بطريرك الإسكندرية أنبا ميخائيل ووقع على حرم فوثيوس وعلى هذا القانون الذى نصه «من يتجاسر مشافهة أو كتابة أن ينشر شائعات تمس بكرسى بطرس هامة الرسل كما فعل فوثيوس وديوسكوروس يلحق بهم العقاب الذى جرى عليهما».
فكل هذا أيها الشعب المسيحى يدل أن بطاركة الإسكندرية فى تلك الأجيال كانوا متمسكين تمسكًا شديدًا بالكرسى البطرسى وخاضعين بكل تواضع لأمهم الكنيسة الرومانية ومقرين بأن إيمان روما وجد دائمًا طاهرًا بلا غش ولا ضلال وأنه سيوجد دائمًا بهذه الصفة تتميمًا لوعد المسيح لبطرس ومعترفين بأن كل مسيحى يشك فى رئاسة الحبر الرومانى على الكنيسة بأسرها إنما هو هرطوقى وغريب عن شعب الله.
أليس هذا اعتقاد الكنيسة القبطية الكاثوليكية أليس هذا مما يدل صريحًا على وجودها فى الأزمنة التى ذكرناها فما بال إذًا أعضاء التوفيق ينطقون بالخلاف ويقولون بحداثة عهدها أما كان الأجدر بهم أن يطالعوا التاريخ لاسيما تاريخ الكنيسة الإسكندرية كنيسة أجدادهم هم الذين يدعون بإحياء معالمها.
لو كانوا سلكوا هذا السبيل لما كانوا وقعوا فى هذا الضلال المبين وكانوا تحققوا أيضًا أنه فى غرة الجيل الثالث عشر كان نيقولاوس بطريرك الإسكندرية كاثوليكيًا كما يشهد بذلك ما كتبه له البابا أينوشنسيوس سنة 1210 مقدمًا له التهانى لالتماسه سلوانًا وتعزية من أمه الكنيسة الرومانية لهؤلاء المسيحيين الموجودين فى سجون القاهرة ومشبهًا الكنيسة المرقسية بالزنبق الزاهر بين الأشواك وفى سنة 1237 اتحد مطران القدس القبطى مع الكرسى البطرسى على يد الأخ فيلبوس رئيس دير عبد الأحد وفى سنة 1320 أتى الآباء الفرنسيسكان إلى مصر وفى أيام الصيام كانوا يعظون الشعب.
وفى سنة 1441تم اتحاد الأقباط قاطعة مع الكنيسة الكاثوليكية فى المجمع الفلورنتينى كما تشهد بذلك أعمال المجمع نفسه الذى ترى فيه مندرجة بالحرف الواحد رسالة البطريرك الإسكندرى أنبا يوحنا الحادى عشر وخطاب نائبه القديس أندراوس رئيس دير مار أنطونيوس وخطاب الراهب نقوديموس رئيس دير الحبشة فى أورشليم والخطاب الذى ألقاه نائبه أمام البابا.
ثم فى سنة 1595 تم انضمام جزء كبير من الطائفة القبطية إلى الكنيسة الرومانية وكان ذلك على يد البابا إكليمنضس الثامن وفى سنة 1637 بعث البطريرك الإسكندرى أنبا متاؤس الثالث بخطاب إلى البابا أوربانوس الثامن يعلن فيه «أنه كما سلك أباؤنا من عهد قديم إلى الآن فى طاعة الكرسى الرومانى بكل وقار ومحبة فسبيلنا أن نقتفى آثارهم ونسلك السبيل عينه أخيرًا فى سنة 1700 قد وعد البطريرك أنبا يوحنا السادس عشر الحبر الرومانى أكثر من مرة بأنه يتبع خطة سلفائه القديسين ويعود إلى الوحدة ولكن تهدده البعض من طائفته فنكص على عقيبيه وقال لسفير البابا إنى لم أشك أبدًا فى استقامة الأمانة الكاثوليكية ولكننى أخاف القيود والسجون. ومن هذا اليوم التعيس انفصل الأقباط الكاثوليك رسميًا عن هؤلاء الرؤساء الذين آثروا الراحة على الحق ولم يعتبروهم رؤساء عليهم وأقاموا لهم رئيسًا متمسكًا بعقيدة أجدادهم ومن ذلك العهد لم يرأس الطائفة القبطية الكاثوليكية الأنواب رسوليون إلى أن أقام الله فى هذه الأيام بطريركًا عالمًا تقيًا أنبا كيرلص مقار. ها كم سلسلة الأقباط الكاثوليك غير منقطعة فى كل أعصر ومتواصلة من ديوسكودس إلى هذا العهد. إذًا لقد اتضح جليًا بطلان كل ما ادعاه أعضاء التوفيق»، «راجع، إغناطيوس برزى «الأنبا»، الرد الوثيق على مفتريات جمعية التوفيق، القاهرة، 1900، ص14-18».
1. كيف بدء الصراع بين الارثوذكس والكاثوليك فى مصر؟ ونشب التشدد بين الارثوذكس والكاثوليك هذا العام بسبب توحيد المعمودية ماهى خفايا الصراع بسبب هذه القضية والى طريق سوف تسير؟
نشرت جريدة مصر فى عدد82، الصادرة بتاريخ 10من شهر أبريل لسنة 1896م، ص3: «أن كلّ رجال الإكليروس القبطى الأرثوذكسى أصبحوا على درجة من الجهل الفاضح بواجباته الدينية والملية. بينما إكليروس الأقباط الكاثوليك على جانب عظيم من التنور بالنسبة له»، وأيضًا وصف أندروا واطسن البروتستانتى الكنيسة القبطية اليعقوبية يومذاك بأنها: «مسيحية بالاسم، مسيحية فى الشكل، إنها تشبه تمامًا جسمًا إنسانياً محنطًا خارجًا من القبور، فمن الخارج جسم كامل، ولكن بلا عقل فى الرأس، ولا حركة فى الأعضاء، ولا حياة فى القلب» «راجع، عونى فرسخ، الأقليات فى التاريخ العربى منذ الجاهلية وإلى اليوم، دبي، 1994، ص336».
فالصراعات ليس وليدة هذه الأيام بل هو من زمن بعيد تبنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هجوم الإنجيليين ضد الكنيسة الكاثوليكية، الذى صدر من الجانب البروتستانتى ميخائيل جرجس إبراهيم مشاقة بنشر عدة كتب: «خطاب مفيد فى الكنيسة والتقليد»، بيروت، 1849م، وأيضًا كتابه «أجوبة الإنجيليين على أباطيل التقليديين»، بيروت، 1853م، وبسبب هذا التبنى الفكريّ اللوثرى تم إلغاء ما تحويه الطقوس والتقاليد من العقائد المسيحية المبنية على تعليم الآباء الأولين.
وأيضًا المؤلفات الأخرى الصادرة عن الروم الأرثوذكس. وأول من تبنى ذلك شخص يدعى أفرآم البرموسى «الأنبا إيسيذوروس» فى عدة مؤلفات ويُعتبر هذا أوّل من هاجم الكنيسة القبطية الكاثوليكية:
1. كتاب: «الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة»، القاهرة، 1884.
2. كتاب: «البراهين الثاقبة فى اعتقاد اليعاقبة»، القاهرة، 1886.
3. كتاب: «البيّنات الوافية والبراهين الثاقبة»، القاهرة، 1887.
وأيضًا الإيغومانس فيلوثاؤس عوض فى كتاب: «الخلاصة التاريخية فى الكنيسة المرقسية»، القاهرة، 1889. وأيضًا الإيغومانس فيلوثاؤس عوض فى كتاب: «الخلاصة التاريخية فى الكنيسة المرقسية»، القاهرة، 1889.
ومن الجانب الكاثوليكي، قام بالرد على هذه الكتب، ويُعتبر هذا أوّل رد من الكنيسة القبطية الكاثوليكية لكلّ من:
1) الطيب الذكر مثلث الرحمات الأنبا أغابيوس بشاى الأسقف الفخرى لكرسى كاريوبوليس والنائب الرسولى لبطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك «1866- 1887»، وقد قام بتأليف كتاب «التحفة الذكية للملة القبطية»، القاهرة، 1886، وقد أعاد طبعهُ ثانيةً ابن شقيقه سنة 1896، وكتاب «رد التهم المرفوعة من جهة الأقباط اليعاقبة»، د.ت، «برهان على أولوية بطرس وخلفائه»، د.ت.
2) المتنيح الأب جرجس مقار «مازال الرد فى مخطوطة وقد حصلتُ على نسخة من ذلك».
3)  جريدة «البشير» الصادرة من بيروت يوم 20 من شهر يونيو لسنة 1888(العدد 926).
4)    مجلة «الكنيسة الكاثوليكية»، الصادرة من بيروت إعداد سنة 1888و1889.
واشعل الحرب مرة أخرى هذا الراهب البرموسى حينما رد على كتاب الأب جرجس مقار «الذى صار فيما بعد غبطة أبينا الأنبا كيرلس الثانى مقار» كتاب وعنوانه «دليل المصريين فى اعتقاد كنيسة الأقباط المرقسيين» باللغة الفرنسية وقام الأب بولس قلادة بترجمته إلى اللغة العربية فى يوم 26 من شهر يوليو سنة 1893، وقد قام السريانى بتأليف كتاب: «البرهان القاطع فى الرد على القبطى التابع»، القاهرة، 1894، وقد قام كل من الأب بولس قلادة بالرد عليه فى  كتاب «الحق الجليل فى الرد على السريانى الدخيل»، د.ت، أيضًا مقالات أكثر من رائعة فى مجلة «الأسد المرقسي» الصادرة من بطريركية الأقباط الكاثوليك فى أعداد سنة 1899و1900، وأيضًا قام المونسنيور فرنسيس قزمان وكيل عام لأسقفية طيبة للأقباط الكاثوليك بالردود التالية:
1- نشرة أولى: «رد الثلاثة وأربعين سهما فى نحر البرموس العليل بالجدال والوهم»، د.ت.
2- نشرة ثانية: «رد الثلاثة وأربعين سهما فى نحر البرموس العليل بالجدال والوهم». د.ت.
3- نشرة ثالثة: «رد الثلاثة وأربعين سهما فى نحر البرموس العليل بالجدال والوهم». د.ت.
4- نشرة رابعة: «رد الثلاثة وأربعين سهما فى نحر البرموس العليل بالجدال والوهم». د.ت.
5- نشرة خامسة: «رد الثلاثة وأربعين سهما فى نحر البرموس العليل بالجدال والوهم». د.ت.
فقام الأنبا إيسوذورس وألّف كتاب: «تنوير الأذهان بالبرهان إلى ما فى عقائد الكنيسة الغربية من الزيغان»، القاهرة، 1928.
فأول من زوّر تاريخ الأقباط الكاثوليك وادعا أنهم دخلاء على مصر هو القمص فيلوثاؤوس إبراهيم بغدادى صالح، فى كتابه «الحجة الأرثوذكسية ضد اللهجة الرومانية»، القاهرة، 1895 وقام العلامة الأنبا إغناطيوس برزى مطران كرسى طيبة الأقصر للأقباط الكاثوليك بالرد على هذا الكتاب بعدة مؤلفات:
1- كتاب «سقوط الحجة اليعقوبية أمام الصخرة البطرسية»، طبع فى القاهرة سنة 1896.
2- كتاب «قيام الأرثوذكسية الحقيقية على الاعتصام بكاتدرائية بطرس الرومانية»،
3-  كتاب «الرد الوثيق على مفتريات جمعية التوفيق»، طبعت بمطبعة هندية بشارع المهدى بالأزبكية بالقاهرة، د.ت.
وقام أيضًا ميخائيل فرج المحامى قبطى يعقوبى سابقًا بعد أن أصبح قبطيًا كاثوليكيًا بالرد على افتراءات جمعية التوفيق فى كتاب: «القول الحقيق فى سير جمعية التوفيق»، طبع بمطبعة الأخبار بمصر.