الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

3 أحداث مهمة تنتظرها الكنيسة 2018

3 أحداث مهمة تنتظرها الكنيسة 2018
3 أحداث مهمة تنتظرها الكنيسة 2018




كتب – بيشوى فخرى

تنتظر الكنيسة هذا العام الاحتفال بثلاث مناسبات غالية عليها، بدأت فى التجهيز لها منذ فترة ليست قليلة حتى يخرج الحدث يليق بمكانته فى الكنيسة وفى قلوب أولادها وهذه الأحداث هى:


1-الاحتفال بمرور مائة عام على إنشاء مدارس الأحد:

تقوم الكنيسة على ساقين هما : الرهبنة، والخدمة.. الرهبنة وهى تمثل الكلام مع الله عن الناس- بالصلاة - والخدمة هى الكلام مع الناس عن الله-بالوعظ- ولذلك أنشأ حبيب جرجس مدارس الأحد سنة1918م لتعويض النقص الذى يعانيه الطلبة الأقباط فى دراسة مادة الدين فى المدارس الأميرية، فإنه وإن كان مرقس بك سميكة نجح فى تقرير دراسة الدين المسيحى فى المدارس الأميرية، لكن عدم وجود أساتذة متخصصين واعتبار مادة الدين إضافية إلى إهمال دراسته.
وكان هذا بمباركة البابا كيرلس الخامس للاهتمام بالنشء وظل الكرسى البابوى يطرح تشجيعه لخدام مدارس الأحد فقد بارك البابا يوساب الثانى الـ115 فى مؤتمر لجنة مدارس الأحد عام1949م «إننا نُقُّدر رسالة مدارس الأحد بنوع خاص حق قدرها، ونعرف أن لها مهمة سامية تهدف إلى تكوين الجيل الناشئ على أسس دينية صالحة».
بدأ حبيب جرجس مدارس الأحد على نطاق ضيق بتوزيع الدروس مع الصور مطبوعة معاً، وقد كتب أيضاً العديد من الكتيبات والكتب عن التعليم الكنسي، والحياة الروحية، وعلم اللاهوت، وتاريخ الكنيسة القبطية، علاوة على بعض الترانيم الدينية.
فهو صاحب الشعار المعروف «ابدأ بالطفل»، وعندما أسس مدارس الأحد وضع لها 6 أهداف رئيسة كلها تتعلق بالطفل وتنشئته على حب الكنيسة وهى:
تنشئة الطفل منذ طفولته على تقديس يوم الأحد والحضور إلى القداس. تعلّم الأطفال حقائق العقيدة الأرثوذكسية.
توعية الأطفال بتاريخ الكنيسة القبطية وكتابات قديسيها وآبائها.
تربية الاطفال على ممارسة الفضائل والأخلاق المسيحية وتحذيرهم من الوقوع فى الخطايا المنتشرة، بث الروح القومية فى الأطفال وتعويدهم على خدمة شعبهم وتأصيل حب الوطن والولاء له.
العناية بصحة الأطفال الروحية والنفسية والجسدية.
ولم تكن رسالة مدارس الأحد سهلة فى ذلك الوقت فقد هاجمها المتمسكون بالقديم ومن يعارض التحديث وكان منهم الأنبا غبريال أسقف دير الأنبا أنطونيوس وبوش حيث كتب عن مدارس الأحد ونشأتها فقال: «إنها جماعة مدسوسة على الكنيسة، استغلت بعض السذج من الشعب فى صورة حملة المشاعل بين أبناء الكنيسة، وتمكنوا بالخديعة والمكر أن يلفتوا إليهم أنظار الناس ويكسبوا إعجابهم، تلك هى مدارس الأحد المرفق الذى أخذوا ينفقون عليه بلا وعى وذلك فى سبيل نشر المبادئ التى تصبو إليها أنفسهم، فأى تعليم هذا الذى يسمح باختلاط الشبان والشابات فى مكان واحد» واتهم الأنبا غبريال مدارس الأحد أنها تتجاهل القيادات الكنسية ورجال الدين وتستأجر الأقلام القبطية فى الدعوة إليهم!! وقال عن مجلة مدارس الأحد أنها طفحت بمساعيهم فى الطعن على المطارنة والقسوس.
ولازمت مدارس الأحد عدة حروب وصراعات حتى بزغت للنور من خلال صدق رسالتها وسمو أهدافها، حتى كتب عنها البابا كيرلس الخامس مقالاً قال فيه: «من ترونهم اليوم أحداثًا هم رجال المستقبل، رجال الكنيسة، فعلموهم واعتنوا بهم وربوهم على الحق والفضيلة وازرعوا فى نفوسهم أغراس البر والنعمة، اجذبوا الشبان إلى الكنيسة وعلموهم أن يذكروا خالقهم فى أيام شبابهم».
وزاد انتشار مدارس الأحد فى القاهرة ثم امتد للإسكندرية و باقى المدن أيضا، ثم إلى القرى حيث خرج الخدام يبشروا فى الكنائس لأطفال الأقباط بالمسيح وامتدت خدمه مدارس الأحد إلى السودان وأثيوبيا.
وقد أصدر فى عام 1904 مجلة الكرمة التى تهتم بالحياة المسيحية والتعليم وتاريخ الكنيسة وعلم اللاهوت، وهى تعتبر أول مجلة تصدر من هذا النوع.
ثم جاء عصر جديد لمدارس الأحد بسيامة الأنبا شنودة أسقف للتعليم والتربية الكنسية عام1962م، مرورا بجهود الانبا أثانسيوس الذى أسهم فى وضع مناهج لمدارس الأحد، والأنبا غريغوريوس الذى استلم الشعلة بعد حبيب جرجس، والأنبا موسى أسقف الشباب الطاقة المتفجرة فى الكنيسة القبطية والذى أنشأ مهرجان الكرازة والذى حصل مؤخرأ على شهادة الأيزو، إلى أن جاء البابا تواضروس الثانى محبًا للطفولة ومشجعًا للنشء متذكرًا تعب خدام قرن من الزمن ليحتفل بهم فى هذا العام. وقد أسند البابا تواضروس الثانى إلى الأنبا دانيال أسقف المعادى برئاسة لجنة الاحتفال بمئوية خدمة مدارس الأحد.
واللجنة اختارت بعد موافقة البابا تواضروس الثانى أن يعقد مؤتمراً كبيراً بهذه المناسبة لمدة يومين خلال الفترة من 8 10 أكتوبر 2018، ختاماً للاحتفالات التى سوف تقام بهذه المناسبة، وقد تم اختيار شعار الاحتفالية والمؤتمر: «مُعَلِّمِينَ كُلَّ إِنْسَانٍ، بِكُلِّ حِكْمَةٍ» (كولوسى 1 : 28).
ومن ضمن تقدير البابا تواضروس الثانى لشخص حبيب جرجس مؤسس مدارس الأحد هو الاعتراف بقداسته وحسبه ضمن قديسين الكنيسة حيث اعترف المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثانى بقداسة حبيب جرجس فى جلسته بتاريخ 20 يونيو 2013م .

2-الاحتفال بمرور 50 عامًا على افتتاح الكاتدرائية بالعباسية

كان البابا كيرلس تواقًا الى بناء ماتدراشية جديدة تليق بمكانة الكنيسة القبطية لكنه لم يكن يريد أن يلجأ الى دعم مادى خارجي، فهو رجل الصلاة لم يلجأ إلا إلى الله...فجاء الدعم من حيث لا يحتسب وتبرع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمبلغ كبير، وكلف الرئيس إحدى شركات القطاع العام بأن تقوم بعمليات بناء الكنيسة الكبرى، وأسرعت الشركة فى بنائها بحيث انتهى الهيكل الخرسانى فى سنة واحدة، على هذا الحجم الضخم، والديون التى بقيت صدر قرار بالتنازل عنها فى عهد عبد الناصر، وبعض منها فى عهد الرئيس السادات..
بلغت التكاليف المبدئية حتي25 يونيو1968 نحو350 ألف جنيه مصري. أقيمت الكاتدرائية على مساحة6200 متر مربع. يوجد بالكاتدرائية مدفن خاص بالقديس مرقس كاروز الديار المصرية والذى عادت رفاته من كاتدرائية سان ماركو بفينيسيا بإيطاليا.
والكاتدرائية فيها تسعة أبواب وتبلغ مساحتها2500 متر مربع, وارتفاعها نحو25 مترًا, وتسع لعدد8000 شخص. مساحة قدس أقداس الكاتدرائية (الذى يطلق عليه اسم الهيكل) نحو126 مترا مربعا. يعلو الهيكل قبة كبيرة ارتفاعها نحو55 مترًا...تعمل الآن اللجنة المختصة برسمها بأيقونات بارعة الجمال والدقة.
وقد شهدت الكاتدرائية حفل تتويج البابا شنودة الثالث والبابا تواضروس الثاني.
وبادر بوضع حجر الأساس فى حفل مهيب يوم 25 يونيو 1968م مما كان له وقع طيب على نفوس الاقباط وحضر حفل الافتتاح الامبراطور هيلاسلاسى والشيخ الباقورى..وصّرح البابا كيرلس السادس إن «مجلس الكنائس العالمى ترجم خطاب الرئيس عبد الناصر فى احتفال وضع حجر أساس بناء الكاتدرائية، وارسلها إلى جميع كنائس العالم كمثل أعلى للتسامح الدينى».
جدير بالذكر أن المقر البابوى انتقل فى عدة أماكن فقد بدأ فى الإسكندرية واستمر فيها حتى القرن الحادى عشر ثم انتقل إلى القارة فى الكنيسة المعلقة الى كنيسة العذراء حارة الروم، وكنيسة العذراء حارة زويلة، والكنيسة المرقسية بالأزبكية ثم كاتدرائية الأنبا رويس بالعباسية، على أنه حيثما يوجد البابا هناك يكون المقر البابوى!
وقد كلّف البابا تواضروس لجنة كبيرة من المتخصصين المعماريين والفنانين لتطوير الكاتدرائية فنيًا ومعماريًا وتم أعتماد 170 أيقونة قبطية تناسب حجم الكنيسة، بالإضافة لعمل الزجاج المعشق وتوسيع خورس الشمامسة، وإبراز الجانب الفنى والروحى لبناء والرسم الجداريات.
وسوف يتم اصدار كتاب بهذة المناسبة يسجل فية كل شيء عن أعمال تطويرالكاتدرائية بكل أسماء المهندسين والفنانين والفنيين والمعمارين وكل من له تعب فى هذا العمل ويتم الإعداد لإصدار فيلمين تسجيليين الأول قصير يرصد الأعمال التى تمت بصورة سريعة، والثانى فيلم مطول يشرح بالتفصيل وبدقة كل جزئية تم تجهيزها.
ولقداسة البابا قول مُحفز للعاملين :
«أن الكاتدرائية هى عنوان كل المسيحيين فى مصر، اعملوا كل مجهودكم لتخرج الأعمال بالصورة المرجوة التى تليق بهذا الصرح الكبير»
وهنا التاريخ أعاد نفسه هذا العام بكاتدرائية رائعة فى العاصمة الإدارية الجديدة بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي.

3-الاحتفال بمرور 50 عامًا على ظهور السيدة العذراء بالزيتون

كانت بداية ظهور العذراء فى الزيتون يوم الثلاثاء 2 إبريل 1968م الساعة الثالثة والنصف ليلاً، حينما شاهدها بعض عمال جراج هيئة النقل العام الذى كان مواجهًا للكنيسة فتاة ظنوها قادمة للانتحار فأبلغوا البوليس، ثم عرفوا أنه ظهور للسيدة العذراء وشاهدها أباء أساقفة منهم الانبا أثناسيوس المتنيح والانبا غريغوريوس، وعقد مؤتمرا صحفيا بعدها وأصدرت الكنيسة بيانا تؤكد الظهور ونشر الخبر عدة صحف محلية وبعض الصحف الأجنبية مثل: العنوان الرئيسى لجريدة البروجريه ديمانش التى تصدر بالفرنسية هو قداسة البابا كيرلس السادس أكد الظهورات الإعجازية للعذراء مريم على الكنيسة القبطية لسيدتنا».
ونشرت جريدة النيويورك تايمز الأمريكية تفاصيل الظهورت الإعجازية ومعجزات الشفاء وحوارات مع الذين حدثت لهم معجزات شفاء فى أكثر من عدد...
يعتبر ظهور السيدة العذراء بكنيستها فى منطقة الزيتون فريداً وغريباً من نوعه لأنه تميز عن ظهورتها السابقة واللاحقة فى عدة وجوه منها:
أولاً: تعدد ظهور الروحانى.. صاحب ظهورها ظهور كائنات روحية مثل حمام وأشعة نورانية وغيرها.
ثانياً: فترات ظهورها.. لم تظهر لفترات محدودة ولكن استمر ظهورها عدة شهور بصورة مستمرة ويومية وقد يكون ظهورها عدة مرات فى اليوم.
ثالثاً: لقد رآها الجميع.. لم يقتصر رؤيتها على قلة محدودة ولكن الذين رآوها ملايين من جميع الأديان، مسلمون ومسيحيون من جميع الطوائف.
رابعاً: صاحب ظهورها معجزات عديدة.. والعجيب أن من كان يطلب شفاءه منها يحصل عليه حتى ولو لم يذهب ليطلبه منها فى كنيستها بالزيتون أثناء فترة ظهورها.
وكان هذا الظهور هو الظهور الأول الذى تم تصويره فوتوغرافياً وأذيع تليفزيونياً، فقد صوره مئات المصورين المحترفين والهواة وأذاعه التلفزيون المصرى ونشرت أخباره جميع الصحف ووكالات الأنباء المحلية والعربية والعالمية، وكانت العذراء تستمر فى الظهور الواحد فترة تتراوح ما بين دقائق قليلة إلى تسع ساعات! وكان ظهورها يتكرر فى اليوم الواحد عدة مرات، وكان يشاهدها فى الظهور الواحد عشرات الآلاف، وقد قدر عدد الذين كانوا يحضرون فى الأسابيع الأولى، بعد الظهور الأول، بـ250,000 شخص فى الليلة الواحدة.
وسأل أحد الصحفيين الأنبا أغريغوريوس رئيس لجنة الكنيسة القبطية لتوثيق الحدث: هل هذه الظاهرة مقبولة دينياً وعلمياً؟
فأجاب: نعم.. فظهور العذراء وتجليها ليس بالحدث الجديد، فقد ظهرت لأفراد كثيرين بطول التاريخ لتطمينهم أو تبليغهم رسالة خير أو شفاء ... لعل هذا الظهور بشير خير وعلامة من السماء على أن الرب معنا، وأنه سيكون فى نصرتنا، ولن يتركنا، فنحن نسمع منذ يونيه الماضى أن الله تخلى عنا.. أما لماذا ظهرت السيدة العذراء فى مصر بالذات، فهذا فضلمن الرب وبركة لأرضنا الطاهرة، وشرف لبلادنا المقدسة، ويوم أن هربت العائلة المقدسة من وجه هيرودس، ولم تشأ أن تهرب إلى بلد آخر غير مصر، وقد كان ذلك ولا يزال بركة من الرب لنا.
هكذا تشتاق السيدة العذراء لزيارة مصر وظهورها فيها من آن لآخر وفى هذا العام نحتفل بمرور 50 عامًا لهذا الظهور المتميز.