الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدول العربية قلقة من الحالة السياسية الصعبة التى تمر بها مصر




أكد د. صفاء الصافى وزير الدولة لشئون مجلس النواب بمجلس الوزراء العراقى أن الدول العربية تنظر بقلق للحالة السياسية الصعبة التى تمر  بها مصر، مشيرًا فى حواره لـ«روزاليوسف» أن أى شيء غير إيجابى فى مصر سيؤثر على الوطن العربى بأكمله وأوضح أن تركيا قامت ببعض التصرفات الخارجة عن سياق الدبلوماسية وعن حسن الجوار ما أثر علي العلاقة بين البلدين.. وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى المشهد الآن فى العراق؟

- العراق لا يزال فى إطار عملية بناء المؤسسات الدستورية وإقامة دولته وذلك، فى ظل المتغيرات الإقليمية المضطربة فى الوضع العربي ومحيطه الخارجي، ومع وجود قوى لا تريد للمنطقة العربية ان تستقر وتبنى نفسها، ومن بينها بعض الارهابية ومن أهمها تنظيم القاعدة الذى يسبب قلقًا للعراق لأنه يعلم أن العراق يسير بخطى ثابتة وتنمية لإعادة بناء وإصلاح جميع مرافق الدولة السياسية والاقتصادية والثقافية فى عملية تنموية شاملة، ووجود بعض المعوقات عملية طبيعية جدًا فى ظل عملية إعادة لهيكلة، فعملية التنمية بالعراق تحتاج لوقت طويل فى القضاء على جميع المعوقات.
■ هناك اتهامات بأن العراق تدعم  نظام بشار الأسد كيف ترى ذلك؟

- العراق لا يدعم أنظمة قط بل يدعم الشعوب وهناك من يحاول أن يصف العراق بأنه يدعم النظام السورى فالعراق موقفه واضح فى حماية الشعب السورى وحماية الدولة السورية ومكونات سوريا المختلفة فمبادرة العراق واضحة جدًا وهى ألا يكون هناك فرقة بين الأخوة فى سوريا حكومة والمعارضين بالسلاح وحتى لا تزيد الأزمة أكثر من ذلك لوقف الاقتتال بينهم لذلك طرح العراق مبادرة إصلاحية كاملة وموقفه واضح فالعراق قدم كل الدعم والرعاية للاجئين السوريين فى العراق وهم بالآلاف.
■ كيف ترى توتر العلاقات العراقية - التركية فى الآونة الأخيرة؟

- تركيا قامت ببعض التصرفات الخارجة عن سياق الدبلوماسية وخارجة عن حسن الجوار وطبيعة ما يجب أن تكون عليه العلاقات العراقية التركية والتى يراها العراق تجاوزًا للحدود بشكل قد يؤثر على شكل العلاقات بين الطرفين، فالزيارة التى قام بها وزير الطاقة التركى لإقليم كردستان دون الحصول على الموافقات الرسمية من الحكومة العراقية تعد انتهاكاً لسيادة العراق وتجاوزًا للاعراف الدبلوماسية مما أدى إلى رفض الحكومة العراقية الهبوط بطائرته فى اقليم بكردستان ونتيجة للاستفزاز التركى للعراق وعدم احترام سيادته بالتأكيد سيعطى الحق للعراق باتخاذ إجراءات دبلوماسية ضد تركيا وهو ما لا نتمناه لهذه العلاقات، لأن الشركات التركية كبيرة داخل العراق ويصل حجم التبادل التجارى مع تركيا 15  مليار دولار سنويًا، حيث فتحنا أبوابنا فى العلاقات مع تركيا باعتبارها جارة اسلامية شقيقة وبالتالى كنا نتمنى أن تنظر تركيا إلى كل هذه الجوانب بعين الاعتبار بحيث تكون العلاقات مع العراق حسنة تحترم العراق ومكوناته ومحايدة فى علاقاتها مع جميع القوى السياسية.
■ لماذا قمت بالمبادرة العراقية لحل الأزمة الدستورية فى دول ثورات الربيع العربي؟

- حقيقة هذه المبادرة التى قام بها العراق باعتباره رئيس القمة العربية التى عقدت مؤخرًا وتقوم على اهتمام العراق بدول ثورات الربيع العربى باعتبارها ثورات على أنظمة الطغيان، والعراق قد عانى من الأنظمة وقام بكتابة دستوره رغم التنوع القومى والدينى وكذلك المذهبى ما أعطاه قدرة على خلق حالة من التوافق والمصلحة الوطنية والمشتركات بين أطياف الشعب العراقى على القواسم المشتركة وحماية الحقوق والحريات وتداول السلطة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والابتعاد عن الحكومات المستبدة.
■ كيف ترى الحل للخروج من البند السابع؟

- أعتقد أن العراق الآن بدأ فى سلم الخروج من البند السابع،  والعراق نفذ جميع التزاماته المتعلقة فى تلك الحالة مع الكويت ولقد تمكنا من حل المشاكل وقريبًا سوف يخرج العراق من البند السابع.
■ ما الحل لمشكلة كركوك؟

- كركوك تعتبر مشكلة نتيجة لخصوصية هذه المحافظة المكونة من قوميات متعددة منها العربية والكردية والتركمانية، وكركوك لديها خصوصية حتى فى الدستور ولها روابط معينة والحوار الجاد سوف يحل هذه المشكلة وإن كان هناك بعض الصعوبات، فكل مشكلة لها خصوصية وسوف تحل هذه المشكلة نتيجة للثقة المتبادلة بين سكان كركوك وهم متعاونون فى سبيل ذلك.
■ ماذا عن العلاقات المصرية العراقية؟
- العلاقات المصرية - العراقية تسير تدريجيًا للكمال لأن الثقل المصرى والعراقى فى الوقت الحاضر قد يشكل قوة عربية من الناحية السياسية والاقتصادية والثقافية، وما تتمتع به مصر من دور ثقافى وعمق سياسى يعطيها تلك القوة فى دفع العلاقات بينهما للأفضل، ولذا نحن نتطلع للحالة السياسية الحالية فى مصر بكل قلق لأن أى شيء غير إيجابى فى مصر سيؤثر على الوطن العربى بأكمله ونتمنى أن تخرج مصر من أزمتها الحالية قوية متماسكة حتى تشعر الشعوب العربية بأن اختهم الكبرى بعافية .