الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طبول الحرب تهدد الشرق الأوسط

طبول الحرب تهدد الشرق الأوسط
طبول الحرب تهدد الشرق الأوسط




كتبت - نشوى يوسف وأميرة يونس

 

بدأت طبول الحرب تدق فى الشرق الأوسط بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى الذى وقعته واشنطن إلى جانب روسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، مع إيران فى 2015، فعقب الإعلان عن الانسحاب مباشرة، بدأت المناوشات بين تل أبيب وطهران على الأراضى السورية، حيث ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن دوى انفجارات سمعت قرب منطقة الكسوه وأن الدفاع الجوى السورى تصدى لصاروخين إسرائيليين كانا أطلقا تجاه ريف دمشق.
ومن جانبه أكد مدير المرصد  السورى، رامى عبدالرحمن، أن قصفاً صاروخياً طال مستودع أسلحة تابعاً لمقاتلين من الحرس الثورى الإيرانى ما أسفر عن مقتل تسعة مقاتلين موالين للنظام، مشيراً إلى أنه لم يعرف بعد إذا كان بينهم إيرانيون. وكان رجح فى وقت سابق أن يكون المستودع تابعا لإيرانيين أو لحزب الله اللبناني.
ومن ناحية أخرى أشارت تقارير إعلامية إلى أن إسرائيل هاجمت قواعد الاتصالات العسكرية الإيرانية فى دمشق.. مؤكدة أن هناك نشاط جوى إسرائيلى على مرتفعات الجولان السورية.
وتزامن ذلك مع إعلان جيش الاحتلال فتح الملاجئ فى شمال إسرائيل، كما جرى استدعاء قوات الاحتياط تحسبا لاندلاع حرب مع إيران تنطلق من سورية، فيما تحدث وزير الجيش الاسرائيلى افيجدور ليبرمان مع نظيره الأمريكى واطلعه على آخر التطورات.

مصر تتابع باهتمام

وتوالت ردود أفعال المجتمع الدولى ما بين مؤيد ومعارض  للانسحاب، فقالت وزارة الخارجية المصرية فى بيان، إن مصر تتابع باهتمام كبير القرار الأمريكى الخاص بالانسحاب من الاتفاق المبرم بين مجموعة الدول الـ5 + إيران بشأن البرنامج النووى الإيراني.
وأكدت الوزارة موقف مصر الثابت الداعى إلى ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها، معربة عن قلقها البالغ من أية سياسات تستهدف توسيع رقعة النفوذ فى المحيط العربى والتأثير السلبى على الأمن القومى العربى.

المؤيدون للاتفاق

وقال زعماء بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، فى بيان مشترك أصدره مكتب رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي: «نحث الولايات المتحدة على عدم المساس بهيكل الاتفاق النووى وتجنب اتخاذ إجراءات تعرقل تنفيذه بالكامل من قبل الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق».
فيما أعلنت موسكو فى بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية عن «خيبة أمل عميقة لقرار الرئيس ترامب الأحادى الجانب رفض تنفيذ التزامات خطة العمل الشاملة المشتركة»  أى الاتفاق النووي، معتبرة أن تصرفات واشنطن «تدوس أعراف القانون الدولي».
ودعت الصين، جميع الأطراف المشاركة بالاتفاق الوفاء بالتزاماتها، وقال مبعوث الصين الخاص لقضايا الشرق الأوسط جونج شياو شنج، إنه على جميع الأطراف المشاركة فى الاتفاق النووى مع إيران، الالتزام به واستخدام الحوار والمفاوضات لحل الخلاف.
وأعربت الخارجية الكويتية عن دعمها للاتفاق النووى المبرم بين إيران ومجموعة «5+1» فى عام 2015، على خلفية قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الانسحاب منه.
وأشار نائب وزير الخارجية الكويتية خالد الجارالله إلى أن بلاده رحبت بالصفقة النووية منذ البداية.
وأدان مصدر فى الخارجية السورية قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووى الإيراني، معتبرا أن هذا الانسحاب يثبت تنكر الولايات المتحدة الأمريكية لالتزاماتها الدولية.
وأكد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أن أمريكا لم تلتزم بالاتفاق النووى الإيراني، وأنها ستكون الخاسرة بانسحابها من الاتفاق.

تهديد إيرانى

أما إيران فتعهدت بالالتزام بالاتفاق النووي، رغم إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سحب بلاده منه الاتفاق، وقال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس الأول، إن بلاده سوف تبدأ بتخصيب اليورانيوم «دون قيود فى حال فشل الاتفاقية لمصالحنا لكننا سننتظر عدة أسابيع قبل ذلك».
كما شن المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى هجوما حادا على ترامب لقراره ترك الاتفاق النووي، وقال إن إبقاء الصفقة يتطلب تقديم الأوروبيين ضمانات كافية لطهران.
وقال: «إيران باقية بينما ترامب سيموت وستنهش جثته الأفاعى والديدان».
ولاحظ المرشد الأعلى أن إبقاء الصفقة النووية لا يبدو منطقيا دون حصول إيران على ضمانات كافية من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، مقرا بأن طهران لا تثق بالدول الأوروبية الثلاث بشأن الاتفاق النووى مثلما لم تثق سابقا بالولايات المتحدة.

إسرائيل تشكر ترامب

وكانت اسرائيل أول المرحبين بقرار الانسحاب، حيث اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن «ترمب يتخذ قراراً شجاعاً وصحيحاً»، قائلا: إسرائيل تقدر قرار ترمب بشكل كبير.

تأييد خليجى

كما أيدت السعودية، ورحبت بالخطوات التى أعلنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووى مع إيران.
ومن جهتها، أعلنت الإمارات تأييد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بالانسحاب من الاتفاق النووى مع إيران للأسباب التى أوردها الرئيس الأمريكى فى كلمته التى أعلن فيها قرار الانسحاب مساء أمس الأول، «التى لا تضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووى فى المستقبل»، ورحبت باستراتيجية الرئيس ترامب فى هذا الخصوص.
وأيدت البحرين بدورها قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووى مع إيران واستئناف العقوبات المشددة على النظام الإيراني، مؤكدة دعمها التام لهذا القرار.

توقعات ما بعد الانسحاب

وحول المتوقع حدوثه فى الأيام القادمة، قال مدير المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط د.محمد مجاهد الزيات، أنه ربما تطرح فكرة تعديل للاتفاق خاصة برنامج الصواريخ الباليستية، معتقدا أن الأمور لن تذهب لمواجهة عسكرية حاليا وأن إيران ستكون أكثر ضبطا للنفس.
وأوضح أن  الموقف الأوروبى لن يظل بنفس الدرجة من التماسك مستقبلا إذا لم تقدم لهم إيران شيئا إيجابى يواجهون به ترامب، وأن التهديد الإسرائيلى حول سوريا لايتضمن جديدا لكنه فى إطار الحرب النفسية، والتأكيد على ثوابت الموقف من التمركز الإيرانى فى سوريا ولا أعتقد أن أى من الطرفين سيسعى لمواجهة مفتوحة فى هذا التوقيت.
ولفت إلى أنه بالتأكيد ستكون هناك مشاكل كبيرة للشركات الأوروبية والروسية والصينية والهندية وهى متغيرات جديدة ستترك تأثيراتها على مواقف تلك الدول.
وأشار إلى أن علاقات قطر بإيران سوف تكون على المحك، وستواجه الدوحة صعوبات كبيرة كما أن مجمل هذه التطورات يمكن أن تؤثر على مجريات الانتخابات العراقية.
وأكد الزيات أن  القرار سيترك تأثيرات على الداخل الإيرانى، فهناك توترات شعبية مرتبطة بظروف معيشية والقرارات، وما يتضمنه من إعادة فرض عقوبات سيحد من قدرة الحكومة على الوفاء بوعودها لتلك القطاعات، وهو هدف تسعى أميركا إليه لضرب شعبية النظام.