الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قطر تقايض على دم الشهداء وكرامة الشعب الفلسطينى وتتوسط لإسرائيل

قطر تقايض على دم الشهداء وكرامة الشعب الفلسطينى وتتوسط لإسرائيل
قطر تقايض على دم الشهداء وكرامة الشعب الفلسطينى وتتوسط لإسرائيل




كتبت ـ أميرة يونس


لم تتهاون قطر عبر تاريخها المعاصر فى التطبيع مع الكيان الصهيونى فى الخفاء والعلن، إذ يسعى الحمدين دوما إلى إرضائهم بكل الطرق الممكنة لخلق علاقات دافئة على حساب العرب وقضيتهم الأولى «فلسطين».
وبعد تضرر إسرائيل المحتلة من الاحتجاجات الفلسطينية وإرسال الطائرات الورقية الحارقة عبر الحدود لتلحق الضرر بالأفدنة الزراعية والغابات فى جنوب إسرائيل، همت قطر لعدم تحملها رؤية شبرا واحدا من إسرائيل يحترق، لترسل العمادى «مندوب إسرائيل فى غزة» كما يسميه الشباب الفلسطينى للتوسط لدى الإسرائيليين، فى الوقت الذى تشعل فيه الفتن وتسفك الدماء وتستبيح الدول العربية لتنفيذ مخططها الدنيء.
وفى لقاء للمبعوث الدبلوماسى القطرى لغزة «محمد العمادى» مع هيئة البث الإسرائيلية العامة «ريشيت كان» مساء الأحد طالب الفلسطينيون بضرورة التوقف عن الاحتجاجات، وعن إرسال الطائرات الورقية الحارقة عبر الحدود، مقابل أن تمنح إسرائيل تصاريح عمل لنحو خمسة آلاف من سكان غزة.
كما أكد العمادى صاحب «واقعة الأحذية» خلال لقائه أنه لم يتم إحراز أى تقدم فى الجهود الرامية للإفراج عن الإسرائيليين المفقودين أو المحتجزين فى أسرى فى غزة، مضيفا ان صيغة إعادة تأهيل غزة مقابل عودة الأسرى الإسرائيليين «أمر غير ممكن»، وأن الصيغة التى سيتم العمل بها هى «سجناء مقابل سجناء» ولا يمكن استبدال السجناء بميناء أو مطار. الأمر الذى أثار غضب العديد من الشباب الفلسطينى الذين اعتبروا اقتراح مبعوث الحمدين ما هو إلا رغبة فى إذلال الفلسطينيين أمام الإسرائيليين، متهمينه بخيانة القضية الفلسطينة لصالح إسرائيل.
وكتب الشباب العربى والفلسطينى تعليقات على مواقع التواصل الإجتماعى معلقين على اقتراح العمادى من بينها «سلموا رقبتهم لقطر وللإخوان ويتم بيعهم قريبا بأبخث ثمن»، «لماذا لا يتم دعم سكان غزة اقتصاديا وماليا دون اذلالهم عند المعابر الإسرائيلية من أجل حفنة شيكالات»، «القطرى محمد العمادى فعلياً هو مندوب إسرائيل فى غزة»، «خليك فى مشكله بلدك واذا حلتها شوف مشاكل غيرك».
واللافت أن السفير القطرى لم يشر من قريب أو بعيد عن الإقتحامات التى نفذها وزير الزراعة الإسرائيلى «أورى أريئيل»، وعضوة الكنيست «شارين هيشكل» لباحات المسجد الأقصى الشريف برفقة عشرات المستوطنين فى جولات استفزازية عقب قرار رئيس الوزراء الإسرائيلى برفع الحظر عن زيارات أعضاء الكنيست إلى المسجد الأقصى، ليتيح بذلك لأول مرة منذ أكتوبر 2015، صعود أعضاء الكنيست المتطرفين من اليمين إلى الحرم القدسى الشريف وسط حماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية.
الجدير بالذكر أن المتحدث باسم المعارضة القطرى «خالد الهيل» كان قد أكد فى تغريدة سابقة له على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعى، أن العمادى من أصل إيرانى واسمه «محمد عماد دهى»، ولكن بعد عملية تجميل لتعريب الاسم جعلوها «العمادي»، مضيفاً أن سبب اختياره فى غزة لأنه يتحدث الفارسية ويشرف على البرنامج القطري- الإيرانى فى غزة لذلك تكثر سفرياته لطهران.
كما يذكر أنه حين اقترحت قطر عام 2014 تشغيل 20 ألف فلسطينى فى الدوحة رفض العديد من الفلسطينيين الاقتراح ووصفوا الخطوة القطرية بـالحقيرة و«الداعمة للاحتلال»، فيما اعتبرها البعض هجرة مقنعة للشباب الفلسطينى، وجزءا من تصفية قضية اللاجئين، مؤكدين أن من يريد مساعدة الفلسطينيين اقتصاديا فعلية إقامة مشاريع تنموية فى فلسطين، لتشغيل الأيدى العاملة، مما يعزز صمود الفلسطينيين على أرضهم»
وعلى صعيد متصل نقلت صحيفة «يسرائيل هايوم» العبرية أمس الاثنين عن مسئولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن وزير الحرب الإسرائيلى «أفيجدور ليبرمان» يشترط إعادة «جثث» جنود الاحتلال المحتجزين فى قطاع غزة مقابل أى تخفيف للحصار المفروض على القطاع،الأمر الذى يوضح تورط نظام الحمدين وخضوعه للإملاءات الإسرائيلية فقط دون النظر للقضية الفلسطينية وكرامة الشعب الفلسطينى.
وأضافت الصحيفة العبرية أنه من المتوقع أن يتم إدخال «مساعدات إنسانية ضخمة» لغزة خلال الأسابيع المقبلة  باشتراط الاحتلال وهو حل قضية أسراه لدى المقاومة الفلسطينية، وهو الشرط الذى سيعرقل تخفيف الحصار، فى ظل تمسك حركة «حماس» بضرورة الفصل بين الملفات.