الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

انقطاع الكهرباء يشعل الاحتجاجات فى العراق

انقطاع الكهرباء يشعل الاحتجاجات فى العراق
انقطاع الكهرباء يشعل الاحتجاجات فى العراق




كتبت - أمانى عزام

 

اجتاحت المظاهرات عددًا من المحافظات العراقية مثل البصرة، والنجف، وميسان وذى قار، وبابل، احتجاجًا على تردى الخدمات وانقطاع الكهرباء والمياه، وانتشار البطالة، واقتحم متظاهرون عراقيون مطار النجف، وتوقفت حركة الطيران به، وكذلك مجلس محافظة النجف؛ ما دفع السلطات العراقية إلى إجلاء الطائرات التى كانت موجودة فى المطار إلى بغداد، كما اقتحم المتظاهرون مقر حزب الدعوة بنفس المحافظة، وأطلق حرس المقر النار على المحتجين.

 

وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات فى البصرة بعد أن أطلقت الشرطة النار الأسبوع الماضى لتفريق عشرات المحتجين قرب حقل غرب «القرنة 2»؛ ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 3، كما أغلق عدد من المتظاهرين فى المدينة منفذ سفوان الحدودى الواقع على الحدود بين الكويت والعراق، ما دفع وزارة الداخلية الكويتية لرفع درجة التأهب عند الحدود الشمالية.
ودعا زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر، المتظاهرين إلى الحفاظ على الممتلكات العامة، وحض قوات الأمن على عدم استخدام القوة والعنف ضد المحتجين.
وقال الدكتور على الربيعي، السياسى العراقى والأستاذ الجامعى بجامعة أبيردين البريطانية، إن عامة الشعب يتظاهرون فى البصرة والجنوب لعرض مطالبهم والتنديد بتردى الخدمات والوضع الأمنى الناتج عن تراكم فشل الحكومات المحلية فى الجانب التنموى خاصة فى ظل انتشار البطالة وغياب مؤسسات الدولة.
وأكد «الربيعى» لـ«روزاليوسف»، أن هناك جماعات متطرفة وميليشيات معروفة تعيق المواطنين من الحصول على فرص وظائف فى قطاعات النفط الأبعد دفع آلاف الدولارات لهم، مشيرًا إلى أن انقطاع الكهرباء أزمة تراكمية منذ نحو 15 عامًا، لافتًا إلى أن العراق تشترى الكهرباء من إيران، وقد دفعت الأسبوع الماضى 800 مليون دولار لحل الأزمة ولكن التيار ما زال ينقطع؛ ما أدى إلى تفاقم الأزمة.
وأشار السياسى العراقي، إلى أن المشكلات المتلاحقة التى يعانى منها العراق تعود إلى جوانب سياسية وإدارية وسيطرة نفوذ بعض الجهاد الخارجية، وتردى الخدمات وانتشار الفساد وغياب القانون، لافتًا إلى الحكومة الحالية عاجزة عن حل هذه الأزمات لأنها متراكمة وكبيرة.
ولفت إلى أن الحكومة الحالية كانت مطالبة بإصلاح إدارى واقتصادى ومحاربة الفساد، ولكنها عجزت عن تحقيق ذلك، مؤكدًا أن الحل يتطلب إجراء إصلاحات سياسية جدية فعلية.
ومن جهته قال الدكتور غالب الدعمي، رئيس قسم الصحافة فى جامعة أهل البيت بالعراق، إن الأسباب الحقيقية للتظاهرات هى عدم توافر الخدمات وبالدرجة الأولى الكهرباء ومن ثَمَّ الماء وباقى الخدمات الأخرى التى يحتاجها الإنسان.
وأضاف «الدعمى» لـ«روزاليوسف»: «لم نجد أيّ أثر لأى إعمار أو بناء منذ الاحتلال فى ٢٠٠٣ حتى اليوم؛ لذا فإن الناس خرجوا للشوارع ليعبروا عن رأيهم».
وأشار رئيس قسم الصحافة فى جامعة أهل البيت بالعراق، إلى أن التظاهرات قد ابتعدت تماما عن محاسبة الجهات والأحزاب التى تسببت فى هذا الدمار، ما يكشف أن الأحزاب الفاسدة التى نهبت العراق أدخلت أنصارها بين المتظاهرين حتى يحرفوا هذه التظاهرات عن مسارها الداعى إلى توفير الخدمات الأساسية وإيجاد فرص عمل للشباب العاطل.
وتابع رئيس قسم الصحافة فى جامعة أهل البيت: «لا أعتقد أن هذه الحكومة قادرة على حل الأزمة لأن الفساد قد نخرها».
فيما قال الدكتور تيسير عبدالجبار الألوسي، رئيس المرصد السومرى لحقوق الإنسان، إن اندلاع التظاهرات الاحتجاجية مؤخرًا لا يقتصر على المطالب الآنية مثل أزمة الكهرباء التى باتت معضلة متكررة كل صيف؛ حيث تنقطع عن بيوت الفقراء والمستشفيات والمدارس على الرغم من عشرات المليارات من الدولارات المهدورة التى نهبها المفسدون بوضح النهار، وتركوا الأزمة تستفحل سنة بعد أخرى.
وأوضح الألوسى لـ»روزاليوسف»، أن التظاهرات الأخيرة لم تخشَ الرصاص الحى الذى تم توجيهه تحت أنظار السلطات المحلية والاتحادية إلى صدور المتظاهرين السلميين، كما لم تخشَ تهديدات بلطجة الميليشيا الإرهابية المختلفة، لأنها لم تخرج لأمر عابر من المطالب الكمالية؛ بل خرجت بجملة مطالب مهمة تمس تفاصيل اليوم العادى للمواطن وحياته ومصير عائلته وأبنائه
وأشار رئيس المرصد السومرى لحقوق الإنسان إلى أن الحركة الاحتجاجية رفعت شعارات لم تكتفِ بالمطالب، وإنما نادت بالتغيير بعد أن أفلست كل ادعاءات الإصلاح المزعوم لنظام نخر البلاد واستغل العباد واستبد بقمعه الحقوق والحريات.
فى السياق ذاته قال وليد الجبوري، رئيس تحرير وكالة القلم الأبيض للأنباء، إن الأزمة ليست فى البصرة بمفردها ولكنها امتدت لتشمل العراق بالكامل، من انقطاع الكهرباء والماء.
أوضح «الجبوري»، لـ»روزاليوسف»، أن المشكلة ليست نقص خدمات ولكنها سوء إدارة فى الحكم أفضت إلى تفشى الفساد والطائفية والإرهاب، بالإضافة إلى إقصاء الكفاءات العراقية من المشهد السياسى والإدارى؛ ما أدى إلى تدخلات إقليمية تعمل بشكل حثيث على إفشال الدولة؛ تمهيدا لتفكيكها.
كما أكد أن مهمة الإصلاح تقع على عاتق الحراك الشعبى الواعى من كفاءات العراق، والابتعاد عن المطالب الفئوية المحدودة ويتجه إلى إصلاح الحكومة وآلياتها العقيمة التى تمثل جوهر الأزمة، مؤكدًا على ضرورة الدفع بكفاءات العراق نحو السلطة السياسية والإدارية لأنها المعادل البشرى فى سكة الإصلاح.
وتابع: «تجب المحافظة على استقلالية الحراك الشعبى عن الأحزاب الحاكمة ورموزها السياسية والدينية، والحفاظ على الطابع الوطنى له، وعدم السماح لأى قوة أجنبية للتحكم به أو التأثير عليه، وعدم اللجوء للتعدى على المنشآت العامة والشركات الأجنبية لأنها أساس التقدم وليس المشكلة».
وبدوره قال الناشط السياسى العراقى أحمد الهاشمي:إن عدم توفير أبسط حقوق المواطنين مثل الكهرباء والماء وراء اندلاع المظاهرات الحالية.
وأشار «الهاشمی» لـ«روزاليوسف»، إلى أن بلد الخيرات والمنتجات النفطية يفتقر إلى سبل الراحة التى يجب على الحكومة المحلية والمركزية تقديمها إلى مواطنيها بعد أن وضعوا ثقتهم بهم وانتخبوهم، مضيفًا: « الحكومة على الشعب الذى جاء بها بعد حكم ديكتاتورى ظالم وإذا بهم امتداد لذلك الحكم ما جعل بعض المواطنين يترحمون على النظام السابق».
ولفت الناشط السياسى العراقى، على أن البلد يسير نحو المجهول بسبب  مطامع السياسيين والفساد الذى يعم مؤسسات الدولة فضلا عن التدخلات الخارجية فى شئون البلاد، مؤكدا أن الحل هو فض هذه الحكومة بأكملها، وإيجاد البديل الذى يراعى مصالح الشعب بعيدا عن التطرفات القومية والمصالح الشخصية.