الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيسى فى الأمم المتحدة للمرة الـ5

السيسى فى الأمم المتحدة للمرة الـ5
السيسى فى الأمم المتحدة للمرة الـ5




للمرة الخامسة على التوالى، يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسى فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، حيث يرأس  وفد مصر فى الدورة رقم 73 للأمم المتحدة  ويلقى كلمة مصر أمام اجتماعات الشق الرفيع للجمعية.
مشاركة الرئيس بالجمعية العامة تسجل الحضور الخامس له على التوالى باجتماعات الشق الرفيع للمنظمة الدولية، ذلك أنه يحرص على المشاركة منذ توليه رئاسة الجمهورية فى يونيو 2014، وسجل خلال مشاركاته الأربعة السابقة حضورا قويًا للدولة المصرية، قدم فيها رؤية واستراتيجية وبرنامج الدولة المصرية الحديثة، بجانب الاشتباك مع قضايا المنطقة برؤية وطنية ثابتة.
وتكتسب المشاركة الخامسة للرئيس أهمية كبيرة ذلك أنها المشاركة الأولى للرئيس فى بداية الفترة الرئاسية الثانية.. ويقف الرئيس هذه المرة بالأمم المتحدة، ولديه رصيد من المكاسب الداخلية والخارجية، فعلى مدى أكثر من 4 سنوات حافظ الرئيس على استقرار الدولة المصرية وسط محيط إقليمى مليء بالفوضى فى إطار استراتجية داخلية تقوم على تثبيت دعائم مؤسسات الدولة وتطويرها،، والحفاظ على الاستقرار الأمنى والسياسى وبدء ظهور ثمار برنامج الإصلاح الاقتصادى ونجاح جهود الدولة فى الحرب على الإرهاب.
كما يأتى انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسط تطورات دولية مهمة وتغيرات فى الملفات الإقليمية والدولية، وبالتالى ستشهد مشاركة الرئيس السيسى باجتماعات الأمم المتحدة، كما هى العادة، نشاطًا مكثفًا من حيث اللقاءات الثنائية مع الرؤساء والزعماء وقادة الدول المشاركة والمسئولين فى الإدارة الأمريكية.
من هذا المنطلق، تركز مشاركة الرئيس السيسى الخامسة على تقديم استراتجية الدولة المصرية خلال السنوات المقبلة والتى تركز على بناء الإنسان المصرى، والاستمرار فى برنامج الإصلاح الاقتصادى ومواجهة التطرف والإرهاب، مع التأكيد على مواقف مصر الثابتة تجاه القضايا الدولية والإقليمية.
لكن المراقب لمشاركات الرئيس السيسى الأربعة السابقة، تنوعت واختلفت لغة خطابات الرئيس من مشاركة لأخرى وفيه تفاعل مصر مع القضايا الدولية والإقليمية.. ولاستعراض مراحل تطور مشاركات الرئيس وتقديمه لاستراتجية ورؤية الدولة المصرية نتوقف مع أبرز ما قدم فى كل مشاركة كما يلى:

كيف قدم الرئيس مصر للعالم فى الأمم المتحدة؟

الرئيس يقدم دولة 30 يونيو للعالم

فى 24 سبتمبر 2014، وفى المشاركة الأولى له ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمة مصر أمام الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، وكان أهم ما يميز لغة وخطاب الرئيس هو تقديم دولة 30 يونيو الجديدة أمام العالم وإظهار حجم المساندة الشعبية، وكان أهم ما قدم فى المشاركة الأولى ما يلى:
- استعرض الرئيس ما أسماه « بمعالم اللحظات الفارقة « التى خاضها الشعب المصرى عندما صنع التاريخ مرتين فى ثورتين الأولى فى 25 يناير 2011 ضد الفساد وسلطة الفرد والثانية فى 30 يونيو 2013 ضد الإقصاء وطغيان فئة باسم الدين.
- شرح الرئيس الطريق إلى ثورة يونيو عندما خرج الشعب المصرى ضد قوى التطرق والظلام، وأن التغيير فى مصر جزء من تغيير حقيقى يجب أن تشهده المنطقة ضد التطرف والعنف باسم الدين.
- تحدث الرئيس على مرجعية دولة 30 يونيو كدولة مدنية ديمقراطية، وأنه جاء بناء على إرادة شعبية ترجمتها انتخابات رئاسية حرة، وأنه ملتزم بمبادئ خارطة المستقبل التى توافقت عليها القوى الوطنية فى ثورة 30 يونيو، كما قدم رؤية برنامج التنمية الشاملة 2030.
- وبخصوص الحرب على الإرهاب، اعتبر الرئيس مواجهة الإرهاب قضية مصير فى مصر، وأشار إلى بداية ظهور فكر الإخوان.
- وبخصوص قضايا وأزمات المنطقة، قدم الرئيس رؤية مصر وأكد على أن الحل يأتى من خلال طريقين، الأول تطبيق مبدأ المواطنة وسيادة القانون، والثانى المواجهة الحاسمة لقوى التطرف والإرهاب.
- تحدث الرئيس عن أولويات السياسة الخارجية والملفات التى لها علاقة بدوائر الأمن القومى المباشر، بداية من الوضع فى بليبيا، والوضع فى سوريا ونفس الأمر بالنسبة للعراق وضرورة تبنى حل سياسى لأزمات تلك الدول، بجانب التأكيد على ثوابت مصر تجاه القضية الفلسطينية، ثم تحدث الرئيس عن العلاقة مع إفريقيا وإرتباط مصر بقارتها.

السيسى يستعرض الإنجاز وسط الحرب على الإرهاب

فى الخامس والعشرين من سبتمبر 2015، كانت المشاركة الثانية للرئيس حيث ألقى كلمة مصر أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة .. وفيها تحدث الرئيس بلغة الإنجاز والثقة بعد أن قدم عدد من المشروعات التنموية الكبرى خلال عام واحد بجانب الحفاظ على استقرار الأوضاع الداخلية فى مواجهة موجات الإرهاب.. وبدا ذلك فيما يلي:
- لم يشر الرئيس فى كلمته إلى الثورة.. وإنما تحدث عن مصر الدولة التى تنجز وتخطط وتنفذ مشروعات تنموية.
- تحدث الرئيس عن إنجاز الدولة لمشروع قناة السويس الجديدة فى عام واحد كهدية الدولة المصرية للعالم وتطوير حركة الملاحة بقناة.
- خصص الرئيس مساحة كبير للحديث عن جهود الدولة فى الحرب على الإرهاب، والتأكيد على عالمية مشكلة الإرهاب والتطرف وضرورة مشاركة المجتمع الدولى فى المواجهة.
- قدم الرئيس مبادرة «الأمل والعمل» بمشاركة الأمم المتحدة لاستيعاب الشباب وحمايتهم من الإرهاب التى تقف مصر فى طليعة الدول المواجهة له.
- أكد الرئيس على رؤية مصر لأزمات المنطقة، بداية من الوضع فى ليبيا، والوضع فى سوريا ودعم مصر للحكومة الشرعية باليمن، هذا بجانب التأكيد على دعم العراق فى مواجهة الإرهاب ودعم الجيش العراقى ومؤسساته الوطنية، كما أكد على ثوابت مصر تجاه القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطين المستقلة.
- توقف الرئيس مع قضية اللاجئين.. حيث أشار الرئيس إلى استقبال مصر أعدادًا متزايدة من اللاجئين، يتقاسمون مع الشعب المصرى ذات الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية التى تقدمها الدولة.

مصر تشتبك مع القضايا الدولية

فى 20 سبتمبر 2016، كانت المشاركة الثالثة، حيث ألقى الرئيس كلمة مصر أمام الدورة الواحدة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، وفيها جاءت كلمة الرئيس أكثر وضوحًا برسائل حاسمة وموجهة فى اشتباك مصرى صريح مع القضايا والأزمات الدولية.
- داخليًا أكد الرئيس أن الشعب المصرى فرض إرادته لتحقيق الاستقرار وحماية الدولة، وفى نفس الوقت تمضى مصر فى خطة طموحة للإصلاح الاقتصادى وتنفيذ مشروعات قومية كبرى.
- إقليميًا أكد الرئيس بشكل واضح على أن مصر هى ركيزة الشرق الأوسط لتحقيق الأمن والاستقرار.
- فى حديث الرئيس عن الأزمة السورية كان أكثر حسمًا ووضوحًا، حيث أكد على أن الإرهاب لن يكون جزءًا من مستقبل سوريا، وتحدث عن الوضع الإنسانى هناك وأن مصر تستقبل نحو نصف مليون سورى.. وطالب بوقف فورى لكل الأعمال العدائية فى جميع أنحاء سوريا.
- فى قضية الصراع العربى الإسرائيلى.. اعتبر الرئيس أنها جوهر عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط، ووجه رسالة للفلسطينين والإسرائيليين بالتحرك تجاه السلام واستلهام التجربة المصرية فى السلام.
- فى الملف الليبى باعتباره قضية تمس الأمن القومى المصرى مباشرة، طالب الرئيس بضرورة رفع حظر السلاح المفروض على الجيش الليبى مؤكدًا أنه لا مكان للإرهاب والميلشيات فى ليبيا.
- وفى اليمن أكد الرئيس على دعم الحكومة الشرعية مع التأكيد على أن تأمين حركة الملاحة فى باب المندب دور مصرى أصيل.
- شدد الرئيس على رفض مصر لمحاولات التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية وأن الأمن القومى المصرى يرتبط مباشرة بأمن الخليج.
- وختامًا تحدث الرئيس عن المواجهة الشاملة للارهاب واقتلاع جذوره، وطالب بوقف بث المواقع والقنوات الالكترونية التى يستخدمها الإرهابيون.

الرئيس يخاطب ضمير المجتمع الدولى.. ويفضح ممولى الإرهاب

فى منتصف سبتمبر 2017، كانت المشاركة الرابعة للرئيس السيسى باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجاء خطابه برسائل مباشرة للقوى الدولية بخصوص عملية السلام والحرب على الإرهاب..خاطب الرئيس ضمير المجتمع الدولى ووضعه أمام مسئوليته من خلال مجموعة من الرسائل المهمة كما يلى:
- داخليا، اعتبر الرئيس أن مصر تقع على حافة أخطر بؤر الأزمات في العالم، وتتبنى وسط هذه الظروف استراتجية تنموية تقوم على إصلاحات إقتصادية وتهدف لتمكين جيل الشباب.
- تحدث الرئيس عن مشروع الدولة الوطنية الحديثة كمخرج وحيد لأزمات المنطقة.
- لا مخرج للأزمة الليبية إلا بالتسوية السياسية، ولاخلاص فى سوريا إلا من خلال حل سياسى، وبنفس المنطق فى العراق واليمن.
- توقف الرئيس مع القضية الفلسطينية وأكد على تسوية عادلة وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، كشرط ضرورى لاستقرار المنطقة.
- ووجه الرئيس نداء للفلسطينيين والإسرائيليين، طالبهم بالمضى قدمًا فى طريق السلام وقال أن لدينا فى مصر تجربة رائعة وعظيمة للسلام، ويمكن أن نكرر هذه التجربة مرة أخرى.
- وعن مواجهة الإرهاب خاطب السيسى المجتمع الدولى قائلًا: لا مجال لأى حديث مصداقية نظام دولى يكيل بمكيالين، ويحارب الإرهاب فى الوقت الذى يتسامح فيه مع داعميه.
- الجديد فى هذه المشاركة، كان حديث الرئيس المطول عن قضية سد النهضة حوض النيل وأكد احترام مصر لمبادئ القانون الدولى

الرئيس يستعرض مختلف الإنجازات التى حققتها مصر

وتأتى المشاركة الخامسة على التوالى للرئيس السيسى باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتى ستنطلق الثلاثاء 25 سبتمبر، حيث من المقرر أن يلقى الرئيس السيسى كلمة مصر فى اليوم الأول من جلسات المناقشة العامة والتى تبدأ فى الخامس والعشرين من سبتمبر الجارى.
وحسب العرف المتبع سنويًا فإن الرئيس البرازيلى سيكون أول المتحدثين يليه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، كون بلاده هى الدولة المضيفة للأمم المتحدة، ثم تأتى مصر فى المرتبة الثالثة ضمن الدول الإفريقية بعد المغرب ومالاوى.
ومن ال متوقع أن يتطرق الرئيس السيسى فى كلمته إلى شرح مختلف الإنجازات التى حققتها مصر تحت رئاسته، كما يستعرض جهود مصر فى محاربة الإرهاب، ونتائج العملية الشاملة سيناء 2018، إلى جانب رؤية مصر لتطورات الأوضاع فى المنطقة خاصة فلسطين، وسوريا، وليبيا.
إلى جانب ذلك، وكالعادة، ستكون مشاركة الرئيس باجتماعات الجمعية العامة، فرصة لعقد عدد من اللقاءات مع رؤساء وقادة الدول المشاركة، أبرزهم مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالى جيوسيبى كونتي، فضلًا عن لقاءات مع عدد من الوزراء الأمريكيين وممثلين لدوائر صنع القرار فى الولايات المتحدة..

10 قضايا مصيرية استعرضها السيسى خلال مشاركاته الأربع

1 - الأوضاع الداخلية بمصر:

فى كل ظهور دولى يحرص الرئيس على التأكيد على استقرار الأوضاع فى مصر وتماسك مؤسسات الدولة المصرية، ونجاح جهود تثبيت دعائم مؤسسات الدولة والسير فى طريق التنمية بمجموعة من المشروعات الكبرى، بجانب برنامج لإصلاح الإقتصاد وتمكين الشباب.

2 - الحرب على الإرهاب:

ويأتى ملف مكافحة الإرهاب ومسئولية الدول الكبرى تجاه القضاء على الجماعات المسلحة أحد أهم الملفات التى يطرحها الرئيس، وذلك تأكيدًا وترسيخًا للرؤية المصرية التى تطالب العالم بالمكاشفة والمصارحة حول دور بعض الدول التى تقدم الدعم الإعلامى والمادى والسلاح للجماعات المسلحة.

3 - الوضع فى ليبيا:

دائمًا ما يقدم الرئيس الوضع فى ليبيا كأولوية مصرية تمس الأمن القومى المصرى مباشرة، فالرؤية المصرية ثابتة تقوم على دعم حلول سياسية تحافظ على وحدة الأراضى الليبية ودعم المؤسسات الوطنية ووقف دعم التنظيمات الإرهابية بالسلاح ورفع حظر تسليح الجيش الليبى.

4 - الوضع فى سوريا:

لم يغب الملف السورى عن الأجندة المصرية بالأمم المتحدة ، فدائمًا ما يستعرض الرئيس الرؤية المصرية التى تقوم على حلول سياسية تحافظ على وحدة الأراضى السورية.

5 -  الصراع العربى الإسرائيلى:

دائما ما يدافع الرئيس عن القضية الفلسطينية، ووصفها الرئيس بأنها جوهر عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط، فدائما ما يعرض الرئيس ثوابت مصر تجاه القضية الداعية لإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. بل وجه رسالة للفلسطينيين والإسرائيليين بالتحرك تجاه السلام واستلهام التجربة المصرية فى السلام كتجربة رائدة ومتفرة.

6 -  الأضاع فى اليمن:

وفيه يتحدث الرئيس عن الموقف المصرى والدعم السياسى والعسكرى للحكومة الشرعية، مع التأكيد على أن تأمين حركة الملاحة وباب المندب دور مصرى أصيل.

7 -  التدخل فى الشئون العربية:

رسالة واضحها دائمًا ما يؤكد عليها الرئيس برفض مصر لمحاولات التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية وأن الأمن القومى المصرى يرتبط بشكل مباشر بأمن الخليج العربى.

8 - قضية اللاجئين:

  تحدث الرئيس عن استقبال مصر أعداد متزايدة من اللاجئين، يقارب نحو 5 ملايين لاجئ يتقاسمون مع الشعب المصرى ذات الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية التى تقدمها الدولة، بجانب الجهود التى تبذلها الدولة لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية.

9 - مصر وشواغل القارة الإفريقية:

   دائمًا ما يعبر الرئيس عن شواغل القارة الإفريقية فى ضوء فترة رئاسة مصر لمجلس السلم والأمن الإفريقى وعضويتها فى مجلس الأمن.. بل تحدث الرئيس عن الرؤية المصرية تجاه الأوضاع فى بعض الدول الإفريقية مثل الصومال وبوروندى والسودان وجنوب السودان.

10 - قضية سد النهضة وحوض النيل:

 وهو ملف توقف الرئيس معه بشكل مستفيض خلال مشاركته الرابعة العام الماضى حيث أكد على احترام مصر لمبادئ القانون الدولى، مشيرًا لسعيها لمعالجة قضية سد النهضة من منظور تعاونى وثلاثى، وأشار فى نفس الوقت إلى مبادرة حوض النيل الموقعة عام 1999 التى تحفظ حقوق مصر التاريخية فى نهر النيل.