السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ترامب يناور روسيا بالانسحاب من معاهدتهما النووية.. وموسكو: ابتزاز أمريكى

ترامب يناور روسيا بالانسحاب من معاهدتهما النووية.. وموسكو: ابتزاز أمريكى
ترامب يناور روسيا بالانسحاب من معاهدتهما النووية.. وموسكو: ابتزاز أمريكى




فى أحدث تصعيد معلن فى إطار الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا والتى يبدو أنها لن تهدأ أبدًا، أكّد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس الأول، أنّ واشنطن ستنسحب من معاهدة حول الأسلحة النووية أبرمتها مع موسكو خلال الحرب الباردة عام 1987، متّهماً روسيا بأنّها «تنتهك منذ سنوات عديدة» معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى. وقال ترامب للصحفيين فى مدينة إلكو بصحراء نيفادا: إنّ «روسيا لم تحترم المعاهدة، وبالتالى فإنّنا سننهى الاتفاقية» الموقّعة بين البلدين فى 1987. وأضاف: «لقد انتهكت روسيا الاتفاقية. أنّها تنتهكها منذ سنوات عديدة. لا أعرف لماذا لم يتفاوض الرئيس (باراك) أوباما عليها أو ينسحب منها. نحن لن نسمح لهم بانتهاك اتفاقية نووية والخروج وتصنيع أسلحة (فى حين) أنّنا ممنوعون من ذلك». ردًا على الخطوة الأمريكية، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسى أن الانسحاب الأمريكى الذى أعلن عنه ترامب من المعاهدة النووية التى تم توقيعها خلال الحرب الباردة «خطوة خطيرة». أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجى ريابكوف، أمس أن روسيا تدين محاولات الابتزاز من قبل الولايات المتحدة، الهادفة لتحقيق تنازلات من روسيا فى مجال الاستقرار الاستراتيجي. وقال معلقًا على خطط الولايات المتحدة بالخروج من معاهدة التخلص من صواريخ متوسطة وقصيرة المدى: «إننا ننظر بقلق وإدانة للمحاولات الأمريكية الجديدة للابتزاز للحصول على تنازلات من روسيا فى مجال الأمن الدولى والاستقرار الاستراتيجي. لقد قيل مرارًا من قبل الطرف الروسي، إنه ليس هناك أية أسس لدى الأمريكيين لاتهام روسيا بانتهاك هذه المعاهدة».
وأضاف ريابكوف قائلًا: «إذا واصل الأمريكيون الخروج من جانب واحد من الاتفاقات والآليات الدولية المختلفة، والأمثلة تتضاعف — من خطة العمل الشاملة المشتركة حول إيران حتى الاتحاد البريدى العالمى — فلن يبقى لنا سوى أن نتخذ تدابير ردية، بما فيها ذو طابع عسكرى تقني. لكننا لا نريد أن نصل لذلك». وأشار ريابكوف إلى أن مستشار الرئيس الأمريكى للأمن القومي، جون بولتون، يصل إلى موسكو اليوم الإثنين، وتتوقع موسكو أن يعطى بولتون شرحًا واضحًا للخطوات الأمريكية التالية بشأن معاهدة الحد من الأسلحة النووية.
وفيما يبدو أنه انسلاخ من حقبة سلفه باراك أوباما، أعلن ترامب انسحابه سابقا من الاتفاق النووى المبرم مع إيران، عام 2015، وأيضًا معاهدة باريس للمناخ التى وقعتها 195 دولة فى العام ذاته. لكن حساسية المعاهدة النووية التى انسحب منها ترامب تفرض بالضرورة سؤالًا مهمًا: وماذا بعد؟
وأجبرت المعاهدة، أو هكذا يفترض، الطرفين على سحب أكثر من 2600 صاروخ نووي تقليدي من الأنواع القصيرة ومتوسطة المدى. ويرى الخبراء أن الانسحاب من الاتفاق لا يعنى  بالضرورة اندلاع حرب نووية بين الشرق والغرب، لكن قرار ترامب أثار مخاوف من تسارع السباق المحموم الرامى إلى تطوير وإنتاج الأسلحة النووية، لدى كلا المعسكرين، فضلًا عن حلفاء واشنطن وموسكو. كما قد يكون للانسحاب من هذه المعاهدة تبعات ضخمة على السياسة الدفاعية الأمريكية فى آسيا، وتحديدًا تجاه الصين منافستها الاستراتيجية الرئيسية التى يخوص ترامب معها حربًا تجارية.