الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نساء تركيا فى قبضة الديكتاتور

نساء تركيا فى قبضة الديكتاتور
نساء تركيا فى قبضة الديكتاتور




بأفواه نساء مناضلات، كتبن أيقونة الحرية بتمردهن على نظام ديكتاتورى، اهتزت جدران مدينة اسطنبول بصيحاتهن، ولم تستطع ضربات هراوة الأمن على أجسادهن أن تخرصهن، ليكشفن للعالم حقيقة نظام كامل فى تعامله مع معارضيه وبشكل خاص النساء، إذن يمكن اعتبار أن تلك الكدمات الزرقاء التى لونت ذراعهن وأرجلهن هى مرآة لسلوك الديكتاتور ورموز نظامه.
كان تلك تغريدة للكاتبة الكردية «نورجان بايسال»، كتبتها متأثرة بما عانته المرأة التركية بالأمس، حينما لجأت قوات الشرطة لفض المظاهرات النسائية بالقوة، ورغم سلمية الاحتجاجات، إلا أنه سرعان ما تطور الأمر الى استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق التظاهرة بدعوى أنها تظاهرة غير مرخصة، على الرغم أنها تأتى بمناسبة اليوم العالمى لوقف العنف بحق النساء، كما أفاد مراسلون لفرانس برس.
وبعد تحذيرات عديدة عمدت عناصر شرطة مكافحة الشغب إلى تفريق ألف شخص غالبيتهم من النساء بالغاز المسيل للدموع، تجمعوا فى جادة استقلال الأكثر اكتظاظا فى اسطنبول.
ورددت المتظاهرات «لن نسكت ولسنا خائفين ولن نرضخ» وحملن يافطات كتب عليها «ضد العنف بحق النساء» و»ندافع عن الحياة» و»النساء قويات متحدات».
وحملن لافتات، كان على بعضها صور «أوزكه جان أصلان»، وهى طالبة تركية قتلت أثناء مقاومتها لمحاولة اغتصاب فى عام 2015.
وبالأمس منعت الشرطة تجمعًا آخر غير مرخص فى إسطنبول على الضفة الآسيوية للمدينة، ولا تجيز السلطات التجمعات إلا نادرًا منذ التظاهرات الضخمة المناهضة للحكومة فى 2013.
تفشى ظاهرة العنف دفع آلاف النساء للنزول إلى الشارع فى مظاهرة لم تسمح بها السلطات
وقالت منظمة حقوق المرأة التركية «سنوقف قتل النساء»، إن العنف ضد المرأة فى تركيا شائع إذ يسجل قتل مئات النساء سنويا، فقد قتل أكثر من 300 امرأة بسبب العنف فى تركيا هذا العام فقط.
وفى وقت سابق من هذا الشهر، تسببت المغنية الشهيرة سيلا جينك أوغلو فى إثارة ضجة عندما قالت إنها تعرضت للضرب على يد شريكها السابق، وهو ممثل.
«المتناقض»
التناقض سمة أردوغان وحكمه، لذا ليس غريبًا فيما أطلقته الرئاسة التركية هذا الاسبوع، وهى حملة توعية مع شعار «العنف الأسرى لا عذر له».
 وكانت وزارة الأسرة أصدرت إحصائيات صادمة حول العنف الموجة ضد المرأة، لكن هذه النتائج لم تشمل بالتغطية الإعلامية اللازمة كإحدى خطوات التنديد بها، ومن الواضح أنه أريد أن تمر هذه الأرقام مرور الكرام، وقد ورد فى إعلان الوزارة وفاة 950 امرأة بين عامى 2009 و2017 نتيجة للعنف داخل العائلة
وأوضحت الوزارة أن حالات الوفاة ليست ناجمة عن عنف الزوج فحسب، وإنما أيضا من أفراد الأسرة جميعا سواء كان أخًا، أو أبًا، أو عمًا، أو خال، وأشارت إلى أن الأسباب الرئيسية لزيادة نسبة الطلاق متعلقة بالدرجة الأولى بالعلاقات الزوجية والهيكل الاقتصادى للأسرة والثقافة الاستهلاكية ومتغيرات أخرى.
ولكن حتى وإن أدان الرئيس أردوغان بانتظام العنف بحق النساء تتهم جمعيات الحكومة الاسلامية- المحافظة بعدم اتخاذ تدابير كافية لا بل تشجع الإفلات من العقاب.
فى السياق ذاته، حذر المجلس الأوروبى السلطات التركية من ارتفاع معدلات العنف ضد المرأة، مطالبًا باتخاذ المزيد من التدابير والإجراءات الأكثر فاعلية بهدف التصدى لهذه الظاهرة.
«العدل فى زمن الديكتاتور»
إن كان للديكتاتور من عمل عادل فهو العدل فى توزيع الانتهاكات زمانيًا ومكانيًا على النساء والرجال، فلا يزال يملؤوا سجونه بأبرياء عارضوا كلمته، إذ أصدرت نيابة أنقرة مذكرة اعتقال بحق 51 عسكريا، بينهم 43 فى الخدمة بالقوات البرية لاتهامهم بالمشاركة فى الانقلاب عبر دعم حركة الخدمة.
وتبين أن من بين المعتقلين 5 برتبة رائد، و7 برتبة نقيب، و35 برتبة ملازم أول، بالإضافة إلى ثلاثة موظفين مدنيين، ووجهت النيابة إلى العسكريين تهمة الانتماء إلى حركة الخدمة ودعمها.
وبلع عدد السجناء والمعتقلين فى سجون تركيا، 260 ألف شخص وفقًا لأرقام رسمية، فيما تم رفع 289 دعوى قضائية ضد متهمين بالمشاركة فى انقلاب 2016.