الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عذرا أردوغان.. الإعلام التركى أصم أبكم أعمى

عذرا أردوغان.. الإعلام التركى أصم أبكم أعمى
عذرا أردوغان.. الإعلام التركى أصم أبكم أعمى




مقال للكاتب التركى محمد يلماز

نقلا عن موقع «T24» التركى

ترجمة - خلود عدنان

هل الرئيس رجب طيب أردوغان ينتقد العنف المفرط من قبل الشرطة الفرنسية فى محاولتها فض الاحتجاجات فى فرنسا؟
أم ينتقد العنف المفرط من قبل الشرطة التركية فى فضها المظاهرات والاحتجاجات السلمية ببلدنا، من سحل واعتقال وتعذيب لمجرد مطالبتهم بخفض سعر سلعة غذائية أو دواء؟
إذا نظرنا إلى الطقس العام الذى يسيطر على خطابه، سنتفهم أنه يثقل كاهلنا بحديثه المضلل.
ففى كلمته، كرس مكانة خاصة لهذا الموضوع، إذ يقول: إن الدول التى كانت تصرخ بحقوق الإنسان اليوم تبين للعالم أن لديهم أسوأ سجل فى ملف حقوق الإنسان، خاصة أولئك الذين دافعوا عن حقوق الإنسان واتهموا تركيا بانتهاكها فى احتجاجات «جيزي» التى وقعت فى اسطنبول، وهاجمتنا وسائل الإعلام العالمية، أما الآن فقد أصبح الإعلام العالمى أعمى، أصم، أبكم فى مواجهة ما حدث فى باريس، ولم نر للإعلام أى رد فعل تجاه احتجاجات هولندا وبروكسل.
نعم.. بالفعل احتجاجات «جيزي» لقيت اهتماما عالميا، ولكن لماذا؟ لأن هذه هى تركيا.. وها هو أسلوبها فى فض المظاهرات والعنف المفرط هو المعتاد من قبل الشرطة التركية؟
من أين يأتى الرئيس أردوغان بهذه المعلومات الخاطئة!
لم تكن وسائل الإعلام العالمية عمياء، صماء، بكماء فى مواجهة ما حدث فى باريس، بل كرست هذه الوسائل تغطية شاملة لأحداث باريس لم تكن أقل من المكرسة لاحتجاجات «جيزى».
هناك العشرات من المستشارين تحت قيادة أردوغان يمكنه استشارتهم قبل أن يخرج علينا بمعلومات خاطئة.. ولكن اسمح لى سيدى الرئيس بأن أقدم لك معلومات عن كم عدد الأعمدة التى خصصها أكبر كتّاب العالم لتحليل أحداث فرنسا، وكم قناة قامت بتغطية الحدث، وكم عدد الدقائق التى تم عرضها على التليفزيون، كل هذه البيانات من السهل الوصول إليها، ولكن يبدو أنك لم تتفرغ لمتابعتها.
من ناحية أخرى، لم ينتقد المدافعون عن حقوق الإنسان استخدام الشرطة للعنف المفرط  فحسب، بل ذهب نجوم دوليون من بينهم أوما ثورمان إلى باريس لدعم المحتجين.
لا ينبغى لرئيس الجمهورية تقديم أى تعليقات تستند إلى معلومات غير واقعية.
من الواضح أن المقصود من هذا الخطاب هو محاولة تضليل المواطنين.
وهل من المناسب أن نعلق على أحداث باريس وننصح «ماكرون» بمراعاة حقوق الإنسان؟ فى حين أن الرئيس لا يجرؤ على ذكر عدد الأطفال المعتقلين فى سجون تركيا، وعدد الرضع الذين حرموا من أمهاتهم بسبب اعتقالهن بتهم مزيفة، ولم يذكر أيضا كم شخصا تعرض للتعذيب والإهانة، وكم أم مسنة فقدت ابنها ونزلت تطالب بمحاسبة المجرمين فاعتقلت، لم نسمع كلمة من فم الرئيس ينتقد بها هذا الوضع المزري.
ليس ذلك فحسب، بل إن الإعلام المؤيد لأردوغان ساعد فى تضليلنا وكان هو الأعمى والأصم والأبكم متجاهلا هذه الأحداث المأساوية.
والآن الرئيس ينظر فإذا تمكنت فرنسا من هزيمة المعارضين، بالأسلوب ذاته الذى انتقده أردوغان أو بأساليب أبشع هل سيحاول أن يهزم المعارضة فى تركيا؟