الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سيدة «المطحن»

سيدة «المطحن»
سيدة «المطحن»




على صوت آذان الفجر تصحو لتتوضأ، وتؤدى فريضة الصلاة، وتبدأ فى تجهيز الطعام لها ولأسرتها استعدادًا لرحلتها اليومية للعمل.
ينتهى الإفطار ويذهب أبناؤها كل إلى مسعاه، هذا إلى الدراسة، وذاك إلى العمل لتنطلق هى الأخرى إلى عملها فى المطحن،  الذى ورثته عن زوجها الذى فارقها منذ سنوات تاركًا لها 6 من الأبناء فى مراحل التعليم المختلفة والمطحن كمصدر رزق وحيد.
مع دقات الساعة السابعة، تفتح هانم على ذات الـ48 عامًا المطحن، لتبدأ يومها بتبادل السلام مع زبائنها، الذين ينتظروها أمام مطحنها قبل موعد الافتتاح، بقليل لضمان سرعة «طحن» ما لديهم من غلال «قمح أو ذرة» والعودة لمنازلهم.. ابنة قرية «شنوان» بمركز شبين الكوم بالمنوفية، يقع مطحنها ذى الطراز القديم على بعد خطوات من محطة القطار.
أهالى القرية تعودوا على الذهاب لمطحن «هانم»، مؤكدين أنها أفضل بكثير من المطاحن الجديدة فهى عادة قديمة تعودوا عليها وورثوها أبًا عن جد، فضلًا عن ضعف المقابل المادى والذى يترواح بين 2 و 5 جنيهات فى الطلبية الواحدة.. «هانم» أو سيدة «المطحن»، كما يلقبها أهالى القرية قالت لـ«روزاليوسف»: إنها تسلمت راية العمل داخل المطحن من زوجها قبل وفاته، بعد أن ورثت منه تركة مكونة من 6 أبناء والمطحن، لتقرر مواصلة العمل بالمطحن لتربية أبنائها، وتصل بهم إلى بر الأمان دون الحاجة لأى شخص.