الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

معتوقة على بك الكبير التى خلدت اسمها بعمل الخير

معتوقة على بك الكبير التى خلدت اسمها بعمل الخير
معتوقة على بك الكبير التى خلدت اسمها بعمل الخير




هى سبيل؟.. بالتأكيد سمعت أو قلت هذه العبارة فى لحظة ما من حياتك، لكنك لا تعرف أنها تخفى وراءها تاريخًا كبيرًا لأحد أروع أمثلة العمارة الإسلامية وهى الأسبلة التى كانت تقدم الماء للمارة مجانًا، ومن أشهرها سبيل نفيسة البيضا بجوار باب زويلة فى القاهرة التاريخية.
وهذا السبيل أنشأته نفيسة البيضا معتوقة على بك الكبير عام ١٢١١هـ/ ١٧٩٦م فى أواخر العصر العثماني، وتزوجت نفيسة البيضا من مراد بك، وحظيت بمنزلة كبيرة عند قواد الحملة الفرنسية على مصر، وسميت البيضا نظرًا لتمتعها بالكرم والإحسان الكثير على الفقراء والمحتاجين.
والمبنى ليس سبيلًا فقط، بل يضم وكالة كانت مخصصة لبيع السكر واللوز والبندق والسمن والبيض، والجزء السفلى منها لتخزين البضائع، والجزء العلوى للسكن ومبيت التجار فيه، وما زال سكان المنطقة يستخدمون الوكالة للغرض التجارى حتى الآن.
ويتكون السبيل من صهريج لتخزين المياه فى تخوم الأرض، تعلوه حجرة التسبيل التى تحوى أحواضًا رخامية لتسبيل المياه، ويغلق على واجهة الحجرة ثلاثة شبابيك معدنية نحاسية مقوسة يتقدمها رف رخامى لوضع كيزان الشرب عليه لسقاية المارة.
ونجد لوحة رخامية مصاصة بجانب واجهة السبيل خصصت لشرب الأطفال وكبار السن عليها كتابات نصها «يا وارد الماء الزلال الصافى، اشرب هنيئًا صحة وعوافى ١٢١١»، وتزخر واجهة السبيل والكتاب بروائع وجماليات الزخارف الحجرية والرخامية والنحاسية والخشبية من الوحدات الهندسية والنباتية المجسمة التى انتشرت فى العصر العثمانى.