الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

عيد الفطر.. مكافأة الله لعباده الصائمين

عيد الفطر.. مكافأة الله لعباده الصائمين
عيد الفطر.. مكافأة الله لعباده الصائمين




يختتم المسلم مشقة الصوم بعد رمضان بالاحتفال والتكبير والتهليل على مدار 3 أيام، فى عيد الفطر المبارك، الذى يشهد زحف الملايين من المسلمين سنويًا حول العالم لساحات المساجد، ويبدأ التكبير والتهليل لقدومه بعد عشاء آخر يوم فى رمضان، لكن ربما يتساءل المسلم عن سبب الاحتفال بالفطر بعد الصوم، والحكمة الإلهية من ذلك، وكيف كان يقضيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بما يضمن الاحتفاظ بثواب الشهر الكريم.
عيد الفطر بمثابة تكليل فرحة تحمل المسلم مشقة الصوم لثلاثين يومًا فى رمضان، وفق توصيف الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فى القاهرة، موضحًا:» الصوم تكليف شرعى يعقبه فرح؛ لأن إتمام العمل لابد له من جائزة، ومن هنا كان العيد فرحا بإتمام الصائم لصومه، كما أخبر بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويوم العيد يوم فرح وشكر لله الذى تفضل على العبد المكلف بأنه أقدره على إتمام التكليف».

يستشهد الدكتور العوارى على حديثه بقول الله – عز وجل – (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم)، فالتكبير والتهليل من العبد لله يأتى عقب تمام عمل، فالفرحة تعقب تمام وكمال العمل، ومن هنا يعيش المسلمون عيد فطرهم، لأنهم أدوا ما كُلفوا به.
يتابع عميد كلية أصول الدين: «الحكمة الثانية أن فى العيد ترويح عن النفس، ولما كانت التكاليف تعد بمثابة المشقة على النفس، تأتى الأعياد لتروح على تلك الأنفس التى احتملت المشقات، وفى الحديث )روحوا عن قلوبكم ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت) - وعظمة التشريع الإٍسلامى أنه يسعى لإسعاد المُكلفين».
كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يقضى العيد مكبرا ربه ومهللا له، ويلبس الجديد، ويأخذ طيبه ويخرج للمصلات مبكرا، ولا ينقطع التكبير إلا بعد صلاة عيد الفطر، ويستكمل «العواري» قائلًا: «كان الرسول يدخل السرور بعد صلاة العيد على أهله، فقد كان يرفع زوجته أم المؤمنين عائشة فوق كتفه، حتى ترى الحبش وهم يتسابقون بالحراب فى مسجده»، مضيفًا: « دخل أبوبكر الصديق - رضى الله عنه - صبيحة العيد على ابنته عائشة فوجد عندها جاريتين تغنيان، فقال أبو بكر لرسول الله: أمزمارة الشيطان فى بيت رسول الله.. فقال له يا أبا بكر، إن لكل قوم عيد، وهذا عيدنا، دعهم حتى تعلم يهود أن فى ديننا فسحة»،
يختتم العواري: « نتعلم من هدى النبى أن ندخل السرور على بيوتنا، ونعمل جاهدين حتى تتم الفرحة بعد صلة الأرحام، ولا بأس من الخروج للتنزه فى الحدائق العامة، وشراء الألعاب للأطفال، فهكذا أمرنا الإٍسلام وحثتنا الشريعة، والإسلام دين يسر وسماحة، أتى لإسعاد البشرية».. من جانبه يوضح الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالجامع الأزهر، الحكمة الإلهية من عيد الفطر المبارك: «قال الرسول: “للصائم فرحتان يفرحهما، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه”.. فحينما يفرح الصائم فى يوم فطره بأن الله أعانه على صيام شهر كامل، وقرأ القرآن خلاله، فهو يفرح بتوفيق الله له»
ويتابع الأطرش: «النبى بين أن العيد فرحة للصغير والكبير، ومسرة للغنى والفقير، فالأعياد فى حياة المسلمين فرح بريء بأن الله أكرمهم وأعانهم على أداء صيام هذا الشهر، وأحل الله لهم ما حرمه قبل ذلك على مدار شهر كامل».
وعن أدبيات الاحتفال بصلاة العيد قال «الأطرش»: «يبدأ المسلم ليلة العيد بالذكر والاستغفار والابتهال والدعاء عملًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»، وتابع: « يخرج المسلم فرحًا سعيدًا لأداء الصلاة بعدما أعانه الله على صيام رمضان فصامه، وقيام ليله فقامه، وعلى قراءة القرآن فتلاه».
واستطرد رئيس لجنة الفتوى الأسبق قائلًا: «يذهب المسلم إلى المسجد فى سكينة ووقار ويؤدى صلاته فى الخلاء إذا أتيح ذلك، وإن لم يستطع يؤدى صلاته فى المسجد»، موضحًا أن صلاة العيد يشهدها الرجال والنساء والأطفال والحُيّض.
واختتم قائلًا: «فرحة عيد الفطر تكمن فى أداء صلاته، على عكس فرحة عيد الأضحى التى تتمثل فى الأضحية وتكبيرات أيام التشريق الثلاثة عقب الصلوات الخمسة عشر فهى أيام الطعام والشراب»، وتابع: «نتمنى عدم حدوث التجاوزات فى الاحتفال بالعيد مثلما يفعل البعض كل عام، فلا يجوز الاحتفال به بالرقص والملابس الخليعة والانكباب على الملاهى الليلية».
فى سياق متصل، يؤكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة والفقه المقارن بجامعة الأزهر، على ضرورة الالتزام بالسنة النبوية فى قضاء العيد، وتأدية صلاته، مستشهدًا بما كان يفعله الرسول  –صلى الله عليه وسلم-  حينما كان يفرغ من أداء صلاة العيد وإلقاء الخطبة، حيث يذهب إلى مصلى النساء ليختصهن بعظة، وهذا إن دل فإنه يدل على أن النساء لا بد أن يكن لهن مكان خاص لتأدية صلاة العيد بعيدًا عن أعين الرجال.
وأشار أستاذ الشريعة والفقه المقارن إلى ضرورة حضور خطبة العيد، لأن فيها خير وبركة كما قال الرسول –صلى الله عليه وسلم- متسائلًا: «لماذا ينصرف المصلون مباشرة بعد أداء الصلاة؟.. فهل الخطبة ستعطلهم عن الاحتفال مثلًا!».
وشدد «كريمة» على أن الترويح عن النفس فى العيد لا بد أن يأتى فى إطار الآداب الشرعية، بعيدًا عن الرقص بين الفتيات والشباب على السماعات الصاخبة أو شرب المحرمات وما شابه ذلك.