الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هكذا احتفل الفاطميون بعيد الفطر

هكذا احتفل الفاطميون بعيد الفطر
هكذا احتفل الفاطميون بعيد الفطر




كانت الاحتفالات بعيد الفطر بالعصر الفاطمى ذات طابع مميز، فهو بالنسبة لهم «الموسم الكبير» على حد تعبير شيخ المؤرخين تقى الدين المقريزى، حيث قالت الباحثة نادية طه عبدالفتاح مفتشة آثار بالقاهرة التاريخية أنه كان يُطلق عليه «عيد الحلل»، ولذلك لتوزيع الكسوات على جميع موظفى الدولة من كبيرهم لصغيرهم بداية من الخليفة حتى أدنى موظف فى القصر.
وقد بدأ الفاطميون احتفالهم الرسمى بهذا العيد منذ قدوم الخليفة المعز لدين الله إلى مصر عام 362هـ /972م، حيث كان يتوجه الخليفة لأداء صلاة عيد الفطر داخل مصلى العيد الذى يقع فى الجهة الشرقية للقصر الكبير بجوار باب النصر والتى بناها جوهر الصقلى لهذا الغرض، كما صلى بها الخليفة العزيز بالله وذلك عام 380هـ / 990م.
ومن أجل ذلك أقيمت مصاطب على الطريق الذى يسلكه الخليفة بين المصلى والقصر، ووضع عليها المؤذنون ويجلس على كل مصطبة جماعة من أنصار الدولة من الشيعة، حيث تخرج أسماؤهم فى كشوف من قاضى القضاة، وكان التكبير والابتهالات تبدأ من القصر إلى المصلى، والخليفة يخترق هذا الطريق الضخم الذى يضم طوائف العسكر فى أبهى زينة، وكان يشترك فى هذا الموكب الفيلة والزرافات والأسود المزينة بالأجلة وعليها قباب من الذهب.
وكان يُوضع على الفيلة المشتركة بالموكب أسرة يجلس فوقها العسكر بكامل زيهم وسلاحهم، والموسيقى المصاحبة للموكب تصدح بأنغام قوية وتحوى بين آلاتها أبواقًا خاصة لطيفة لا تعزف إلى بمصاحبة الخليفة، ويحتشد الناس على جانبى الطريق للتطلع إلى الخليفة ولمشاهدة ما يحييه الموكب من مظاهر القوة والفخامة، وعند وصول الخليفة إلى المصلى كان يؤم الناس فى صلاة العيد.
وفى طريق عودة الخليفة إلى القصر يحتشد الناس لمشاهدة الألعاب التى يقوم بها طائفة من أهل برقة يطلق عليهم «صبيان الخف» تخصصت فى الألعاب البهلوانية، وكانت الدولة تخصص لها اقطاعات ومرتبات ورسوم، ويبدو أن الخليفة كان يقف بموكبه لمشاهدة ألعابهم عند باب القصر.
كما كان من عادة الخلفاء الفاطميين زيارة تربة الزعفران»خان الخليلي»والتى تحوى رفات الخلفاء الفاطميين السابقين للترحم عليهم وتوزيع الصدقات، كما كان من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر توزيع الحلوى على جميع موظفى الدولة، وإقامة الأسمطة موائد الطعام»الضخمة،وأنشئ لهذا الغرض مطبخ ضخم لصنع الحلوى أطلق عليه «دار الفطرة»، والخليفة العزيز بالله هو أول من بنى دار الفطرة وقرر فيها عمل ما يعمل للناس فى العيد من حلويات.