الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الاجتهاد الجماعى الفريضة الغائبة

الاجتهاد الجماعى الفريضة الغائبة
الاجتهاد الجماعى الفريضة الغائبة




مع ظهور تقرير عن فوضى الفتاوى لمؤشر الفتوى لدار الافتاء والذى أشار إلى استخدام المنصات الإلكترونية لنشر العديد من الفتاوى المثيرة للجدل أصبحت هناك ضرورة لمعرفة آليات المواجهة العملية.
وقد أكد كبار العلماء المتخصصين أنه لابد من فتح باب الاجتهاد من جديد لمواجهة الفتاوى العشوائية التى تصدر فى قضايا مستحدثة مستغلة الفراغ الدينى لدى العديد من الفئات وبالأخص الشباب، مما يجعل الاجتهاد كما أكد كثير من العلماء الفريضة الغائبة والتى سكت عنها فترة من الزمن.
العلماء المتخصصون شددوا على أن فتح باب الاجتهاد أصبح أكثر وجوبًا فى وقتنا الحاضر لتحقيق التجديد الدينى المطلوب الموافق للواقع، ووفقًا لما يراه د. على جمعة عضو هيئة كبار العلماء فإن الاجتهاد واجب وباق فى كل عصر ومن دعى لوقف الاجتهاد كمن طالب بوقف الزمان.
وحقيقة الأمر فإن الاجتهاد كما يوضح د.جمعة يشمل التجديد فى طريقه الافتاء بإدراك النص الشرعى سواء من الكتاب والسنة أو اجتهاد الفقهاء وفهم الواقع كما أن الاجتهاد يتطلب التجديد فى أصول الفقة.
وتوقف الاجتهاد، والكلام لا يزال للدكتور على جمعة سببه عدم إدراك الواقع، وتصدر غير المتخصصين لإصدار الأحكام الشرعية.
الدكتور مجدى عاشور المستشار الأكاديمى لمفتى الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية يعتبر أن الاهتمام بالاجتهاد هو الأساس الأول فى قضية التجديد والإحياء فى العلوم الشرعيَّة وهو واجب الوقت، لاسيما وأن قطاعا كبيرا اصابه خلل وانحراف فى طريقة فهمه وتفكيره لهذا الدين الحنيف أما إلى التشدد وإما إلى التفريط.
أضاف إن الأولوية فى معالجة الحالة الدينية الموجود حاليا يتطلب بعث معالم الاجتهاد والتجديد والإحياء فى جميع مناحى الحياة لهذه الأمة حتى تعود إلى سيرتها الأولى، خاصة إذا كان هذا التجديد يهدف إلى قضية «تجديد التفكير الديني» واحياء الاجتهاد، لأن الخطأ فى المنهج أو الأدوات يؤدى إلى الخطأ فى الثمرة أو الغايات.
ولكون الاجتهاد واجب الوقت، وفق ما ذكره د. مجدى عاشور، فلقد اهتم به فقهاء الإسلام عبر القرون فلم يقصروا فى النظر الفقهى ولم يألُ جهدًا فى البحث عن حكم الشرع الشريف فى كل ما يجد حصوله فى واقع الناس فى كل عصر،  ومع ذلك يرى د.عاشور ان قضية الاجتهاد لابد وان تكون جماعية وهو ما تعتمد عليه دار الإفتاء المصرية حاليا حيث اصدرت كثير من الفتاوى فى الأمور المستحدثة من خلال ممارسة الاجتهاد الجماعى وترسيخ مسيرة التجديد والإحياء فى صناعة الفتوى وعلومها.. حيث لابد من اجتهاد جماعى وليس فردى ..وهذا الاجتهاد يشمل التجديد فى الفتوى من خلال تطبيق قواعد الافتاء ومراعاة الواقع عند تنزيل الأحكام الشرعية.
وعن رأى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف فهناك قرار بالمجمع بتوسعة الاجتهاد الجماعى باعتباره اصبح امرا لازم لحل المشكلات والنوازل المعاصرة، وفى تجديد الفتوى التى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال والعرف والأشخاص فى جميع مجالات الحياة، فيما لم يرد فيه نص، ووفقا لدراسة بالمجمع فإن الاجتهاد الجماعى أمر مستمر لا يتوقف عند زمان وبيّن أن الاجتهاد فى الإسلام مبدأ مستمر على مدى الأزمان، وإذا كان رسولنا قد فتح باب الاجتهاد على مصراعيه، فليس من حق أحد كائنًا من كان أن يغلق هذا الباب، فإغلاقه يُعدّ إغلاقًا لرحمة اللَّه، وإغلاقًا للعقول ومصادرة على حقها فى الفهم والتفكير.
كما يساعد الاجتهاد، كما يرى د. محى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية على محاصرة أدعياء الدين ممن يحاولون المتاجرة به عبر الفتاوى الشاذة والمضللة التى تؤدى إلى إفساد حياة الناس، وتضليل الشباب، واستباحة حرمة النفس، والأموال، والأعراض من خلال عدم القدرة على التعامل مع النصوص الشرعية، والتعصب والتشدد والتطرف.
ومما لاشك فإن الاجتهاد كفريضة له آلية تشمل، وفق تصريحات د.عفيفى، تتمثل فى تجريد النصوص الشرعية من قيود الزمان والمكان والأشخاص، لأن النصوص الشرعية متناهية، والوقائع والأحداث والنوازل غير متناهية، مما يتطلب إعمال العقول والاجتهاد من أهله فى تكييف الوقائع بحرية مطلقة ضمن حدود القرآن والسنة والفهم الواسع لهما وبمدى ما تتسع له حرية الاجتهاد من معان.