تطوير المناطق التراثية والتاريخية «مهمة قومية»
حسن أبوخزيم
كتب - حسن أبوخزيم
ملف تطوير المناطق التراثية والتاريخية، هو أحد أهم أولويات أجندة الحكومة، والتى تسعى من خلاله ﻻستعادة الوجه الحضارى والتراثى للمناطق الأثرية المصرية، وهو ما سيسهم بدوره فى زيادة الحركة السياحية لتلك المناطق، لذا قام د. مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أمس بجولة تفقدية للمتحف القومى للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط، تابع خلالها أعمال تنفيذ المتحف وتطوير بحيرة عين الصيرة، رافقه خلالها عدد من الوزراء المعنيين، ومحافظ القاهرة.
وفى مستهل الجولة تفقد رئيس الوزراء، بحيرة عين الصيرة واستمع إلى شرح حول ما يتم من أعمال لتطوير منطقة الفسطاط وبحيرة عين الصيرة، حيث أشار وزير الإسكان إلى أن شركة الكراكات المصرية بدأت فى أعمال تطهير وتكرير وتوسيع بحيرة عين الصيرة ـ المجاورة لمتحف الحضارة ـ وذلك فى إطار تنفيذ مخطط لتطوير وإعادة تأهيل البحيرة والقضاء على أسباب التلوث فيها، لتعظيم اﻻستفادة منها كمتنزه سياحى، عبر إنشاء مجموعة من المطاعم، وإقامة العديد من اﻷنشطة التى تتناسب مع المنطقة وما تحويه من عدد من المزارات السياحية والأثرية.
«رئيس الوزراء»، وجه خلال الجولة بوضع خطة عمل مكثفة للانتهاء من أعمال التطوير خلال الأشهر القليلة المقبلة، بما يشمل الوصول بالبحيرة إلى التصور المثالى لها، واتمام أعمال تنسيق الموقع، لإبرازها بالصورة الجمالية والحضارية المطلوبة فى هذه المنطقة الأثرية المليئة بالتاريخ والتراث.
مخطط تطوير منطقة الفسطاط، يتضمن تطوير طريق الفسطاط أمام متحف الحضارات وفتح امتداد له ليصل إلى طريق الأوتوستراد، وكذا تطوير طريق عين الحياة وربطه مع طريق الخيالة والطريق الدائرى، بالإضافة إلى تطوير تقاطع شارع مجرى العيون مع طريق صلاح سالم، وفتح طريق جديد داخل حديقة الفسطاط يصل بين طريق صلاح سالم وطريق الفسطاط.
«مدبولى» حرص خلال الجولة على تفقد المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، واستمع إلى شرح حول مراحل إنشائه، حيث أشار وزير الآثار إلى أن المتحف يقع على مساحة 135 ألف م2، بالقرب من منطقة مجمع الأديان، ويطل على بحيرة عين الصيرة، وتتضمن المرحلة الأولى منه، والتى تم اﻻنتهاء منها بالكامل «مبنى اﻻستقبال، ومخازن الآثار، والمنطقة الإدارية، بالإضافة إلى معامل الترميم، ومنطقة الجراجات»، فيما تتضمن المرحلة الثانية والتى تصل نسبة تنفيذ الأعمال بها إلى نحو 95%، جميع الأعمال الكهروميكانيكية والمعمارية الداخلية لمبنى اﻻستقبال، وكذا الأعمال الإنشائية الخاصة بالهرم الزجاجى، وتجهيز مخازن الآثار ومعامل الترميم، فضلاً عن اﻻنتهاء من نظم مكافحة الحريق الخاصة بهما.
كما أشار الشرح إلى الأعمال الخاصة بالمرحلة الثالثة «أسبقية أولى»، والتى تبلغ نسبة تنفيذها نحو 96%، تتضمن قاعات العرض المتحفى «قاعة العرض المركزى بمسطح 2570م2 ـ قاعة عرض المومياوات الملكية بمسطح 2810م2 - قاعة متحف العاصمة بمسطح 910م2»، كما تشمل أعمال المرحلة إنشاء محطة كهرباء، وكذا أعمال المحوﻻت والمولد اﻻحتياطى، إلى جانب أعمال مكافحة الحريق داخل تلك القاعات وأعمال الإنارة والعرض المتحفى.
وعقب جولته بالمتحف القومى للحضارة المصرية، توجه مدبولى والوفد المرافق له، إلى منطقة سور مجرى العيون، لمتابعة آخر المستجدات المتعلقة بتنفيذ الإزالات بالمنطقة عقب نقل المدابغ إلى مدينة الروبيكى، وكذا خطة تطوير المنطقة وفق رؤية تخطيطية حديثة تعظم من الاستفادة من هذه المنطقة على المستوى الاجتماعى والاقتصادى.
ووجه رئيس الوزراء بإزالة المبانى داخل المنطقة بالكامل، ووضع خطة عمل يومية عن موقف الإزالات لمتابعتها، حتى اتمامها، على غرار ما حدث فى منطقة مثلث ماسبيرو، تمهيدًا لبدء تنفيذ مخطط التطوير الطموحة للمنطقة، حيث استمع مدبولى إلى عرض من محافظ القاهرة حول آخر المستجدات المتعلقة بالمدابغ، أشار فيها إلى أن المحافظة قامت بهدم 117 مدبغة من المدابغ التى تم تعويضها ماليًا أو بوحدة فى مدينة الروبيكى، وبهذا يصل إجمالى المدابغ المتبقية والمفترض هدمها مع تعويض مالى لأصحابها المستحقين وفق الضوابط والإجراءات التى وافق عليها مجلس الوزراء هو 156 مدبغة، بالإضافة إلى الأنشطة التجارية فى نفس المنطقة «محلات ومخازن ومصانع غراء ومقاهى ومطاعم»، وذلك للمستحقين وفق الضوابط والإجراءات، مضيفًا أن المحافظة حددت مدة زمنية للانتهاء من أعمال إزالة المنطقة مع إعطاء مهلة واضحة لأصحاب الأنشطة لنقل جميع متعلقاتهم.
وفيما يتعلق بالوحدات السكنية، فقد أشار العرض إلى أنه تم الانتهاء من نقل 356 أسرة من منطقة أبوالسعود إلى حى الأسمرات 3 فى وحدات جديدة مفروشة، وجار متابعة نقل جميع المواطنين المستحقين من المنطقة إلى الوحدات السكنية المتاحة فى حى الأسمرات 3.
وتعتمد فكرة التطوير على خلق محور ربط من الشمال إلى الجنوب يربط بين الحيز الجغرافى للقاهرة التاريخية بحواضرها التاريخية من خلال دعم دمج عدة أنشطة تجارية وحرفية وسياحية وثقافية على طول هذا المحور، لتأكيد الاستمراية التاريخية للقاهرة التاريخية، ويتيح لأول مرة الاستمتاع بأكثر من 313 أثرًا مسجلاً بنطاق القاهرة التاريخية، هذا إلى جانب العمل على تعزيز الربط بين الموقع وبين المناطق التاريخية المحيطة به من خلال نظم نقل عام نظيفة ومتنوعة ومتكاملة تتيح انتقالاً أكثر استدامة مثل الأتوبيسات الكهربائية البانورامية وحركة المشاة والدراجات وتقليل الحاجة إلى استخدام السيارات الخاصة فى الانتقال.
فيما يتضمن المخطط العام للفكرة التصميمية لمشروع التطوير، إقامة منطقة الثقافة والفن، والتى ستتيح مساحات تستخدم كمسرح مفتوح، ومسارح وسينمات، بالإضافة إلى متحف ومعارض للفنون التشكيلية، ومكتبة عامة، وقاعة للندوات والمؤتمرات، إلى جانب أماكن مخصصة للعروض الفلكلورية، ومركز للفنون الحركية، فضلاً عن إقامة منطقة للخدمات الترفيهية والسياحية تشتمل على عدد من المطاعم وفراغات وساحات مفتوحة، مع التركيز على جذب نوعية المطاعم التى تقدم المطبخ المصرى التقليدى، هذا إلى المطابخ الأخرى العربية والعالمية، كما يتيح المخطط منطقة للتسوق لمختلف المنتجات الحرفية والتراثية، كما يتيح منطقة سكنية تعبر عن الطابع التاريخى للموقع.