الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دعم المنتخب المصرى «واجب شرعى»

دعم المنتخب المصرى «واجب شرعى»
دعم المنتخب المصرى «واجب شرعى»




كتب – عمر حسن


وسط أجواء احتفالية، وحالة من البهجة تسيطر على جموع المصريين وأبناء القارة السمراء، حيث روح التلاحم والانتماء تزدهر فى نفوس المصريين، رافعين العلم، ومرددين الهتافات الداعمة للمنتخب الوطني، ينتظر الجميع مشاهدة المباراة الافتتاحية لبطولة كأس أمم إفريقيا، المقرر لها الانطلاق فى تمام العاشرة من مساء اليوم، إلا أن بعض الفتاوى المتشددة تخرج لتعكر على المصريين صفو الفرحة بتنظيم الحدث وتحرم مشاهدة المباريات، وتعتبرها مضيعة للوقت، ووسيلة ماسونية لتغييب عقول المسلمين، كما أفتى بعض المتشددين بأنها لعبة ولا يجوز امتهانها كوظيفة، لما تخالفه فيما يرونه من ضوابط شرعية.
الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وعضو مجلس النواب، قالت إن بعض المتشددين يتصيدون المناسبات العامة لإحداث الفرقة بين الناس، فهم لا يريدون لهذا الشعب أن يتوحد على كلمة واحدة، ولو كانت الهتاف باسم مصر فى بطولة الأمم.
وتابعت نصير: «الله يحرم عليهم عيشتهم.. هما عايزين الحياة بس ضرب نار وإزهاق للأرواح، هؤلاء لا يرون فى استخلاف الإنسان لتعمير الكون إلا بالقتل وإراقة الدماء.. أتعجب أنهم لا يتركون مناسبة يسعد بها الإنسان، ولو حتى مباريات الكرة، فيجب أن يكفّوا عن تدمير الإنسان بآرائهم، فالله خلقه ليسعد بالدنيا ويستعد للآخرة، فالحياة تتضمن الجد والمرح والعبادة.. كفانا الله شروركم وكفى الشعب المصرى ظلامكم».
وشددت أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر على أهمية أن يحرص الإنسان على إسعاد نفسه حتى لو كان عن طريق الرياضة ومشاهدة المباريات مع أسرته، موضحة: «إن لبدنك عليك حق.. والسعادة بالرياضة حق للإنسان، فعندما رأى الرسول أحد الناس يقول إننى أصوم ولا أفطر وأصلى ولا أنام، فصعد الرسول المنبر وقال إننى أصلى وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتى فليس مني.. هكذا سنة الحياة، والرسول حذر من التمادى فى أمر واحد».
المفكر الإسلامى ورئيس قسم الشريعة بجامعة الإسكندرية، الدكتور محمد كمال إمام أشار إلى أن الترفيه فى الإسلام جزء من المنظومة الإسلامية، ومن يستطيع أن يذهب بنفسه لمشاهدة المباراة فليفعل، وصحة الأبدان مثل صحة الأديان، طالما ليست هناك مفسدة للمال مثل شرب المخدرات أو ارتكاب المحرمات فلا مشكلة فى إنفاقه على الترفيه مثل مشاهدة مباريات أمم إفريقيا، وليس هناك أى شكل من أشكال التحريم لمثل هذه الأشكال من أوجه الإنفاق.
وأوضح المفكر الإسلامى أن بطولة أمم إفريقيا مناسبة عامة وطنية، محددة ولها وقت معين حتى يتفاعل معها الناس، والمشاركة فيها إيجابية، ومن يستطيع أن يشارك فى جميع المباريات فليفعل.
الدكتور محمد كمال إمام، شدد على أن من يدعو لعدم تشجيع المنتخب المصرى ليس لهم من التفكير السليم نصيب، فالدينار الذى تنفقه على نفسك هو الأولى، وبالمثل فالأولى أن تساند منتخبك الوطنى وتعزز روح الانتماء له، فالتشجيع للمنتخب جزء من إحساسى الدينى الصحيح.
وأكد إمام أنه لا يقوم بمثل ها الفعل إلا جاهل بقيمة الوطن، فتشجيع المنتخب جزء من حماية الإنسان لوطنه، وهذا ما يطلبه الدين، متسائلا: «إذن لماذا توجد فى المدارس التربية الرياضية والموسيقية وفرق الجامعات؟، كلها عوامل لتعزيز الانتماء»، مختتما: «هذه الأفكار المتطرفة ليست لها مكان إلا فى سلة المهملات».
الشيخ أحمد ترك، العالم بوزارة الأوقاف، قال إن الكرة من أذرع القوة الناعمة لمصر، ومفهومهما التأثير فى الناس، ويجب أن نحرص على أن نقوى فيها فهى لا تقل أهمية عن القوى الاقتصادية للدولة.
وتابع ترك لـ «روزاليوسف»: «حينما نرى كارهى مصر يروجون بأن الكرة مضيعة للوقت، وهناك أمور أهم يمكن الاهتمام بها، نتيقن أن الأمر شرعى ولا مشكلة فيه، فهم دائمًا يعملون ضد الشرع، ونحن دائمًا ضد هوى الأعداء».
وأكد الشيخ أحمد ترك، «دعم الدولة واجب الشرعي، والمنتخب المصرى يمثل الدولة، إذن دعمه وتشجيعه يعد واجبا شرعيا، خاصة فى ظل حالة الحرب النفسية التى يشنها الأعداء على الدولة، ورغبتهم فى إفشال هذا الحدث الرياضى الكبير».
واستطرد ترك: «لو كان المنتخب التركى يلعب فى بطولة ما لقام المتشددون بتشجيعه أمام المنتخب المصري، وفى هذه الحالة تصبح عندهم الكرة حلال وليست مضيعة للوقت».