الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مريم قلوز رئيس مهرجان أيام قرطاج: «الأخلاق الحميدة» تعطلنا عن مواكبة حركة الرقص المعاصر

مريم قلوز رئيس مهرجان أيام قرطاج: «الأخلاق الحميدة» تعطلنا عن مواكبة حركة الرقص المعاصر
مريم قلوز رئيس مهرجان أيام قرطاج: «الأخلاق الحميدة» تعطلنا عن مواكبة حركة الرقص المعاصر




للعام الثانى على التوالى تواصل المصممة والمخرجة مريم قلوز نجاح تجربة «أيام قرطاج الكريغرافية» ففى الدورة الثانية للمهرجان حرصت قلوز على إضافة المزيد من التنوع واتساع الرؤية فى العروض التى واصلت بنفس شعار الدورة السابقة «لا رقص دون كرامة جسدية» وإلى نص الحوار..
■ ما الذى يمثله لك شعار «لا رقص دون كرامة جسدية»؟
- فى افتتاح الدورة الأولى العام الماضى كان يناسب اليوم العالمى لمناهضة التعذيب وفى خطاب سهرة الافتتاح ذكرت اننا فى تونس عشنا نوعا من انتهاكات حرمة الجسد والحرية لمدة طويلة هذه الذاكرة موجودة فى اجساد كل المواطنين ذاكرة جسد المواطن لا يمكن فصلها عن ذاكرة جسد الفنان الراقص، وهو فضاء لهذه الذاكرة الاجتماعية والسياسية ومن الناحية الأخرى فى تونس احيانا يتعرض الراقص لبعض الصعوبات مثل ألا يتوفر له استوديو رقص أو امكانيات مادية للتمارين وممارسة حقه إذا لم نحترم كرامة جسد الراقص فإن الإبداع وحرية التعبير الفنى ستصبح مشكلة فعندما نتحدث مع الراقصين الشبان نجد أن لديهم أزمات دائمة فى مسألة التنقل والسفر هم لا يتمكنون من السفر لأسباب مثل التأشيرة يتعرضون لنوع من الإهانة من قبل المؤسسات لذلك أرى أن الفنان له حق التنقل بجسده وكل هذا يمس كرامة الجسد.
■ وهل كان للأمر علاقة باضطهاد المرأة خاصة الممارسة لهذا النوع من الفن؟
- له علاقة بالعنف بصفة عامة والهيمنة فمن يعنف يعتبر نفسه يمتلك هيمنة على الأخر، والهيمنة عادة ما تكون ذكورية وفى كل العالم هناك هيمنة ذكورية على جسد المرأة وخاصة جسد المرأة الفنانة هناك نوع من التحكم والسلطة على بدل الرقص مثلا لدينا قوانين مقيدة لشكل الملابس ثم حدثت فى وقت ما الهمينة الاستعمارية من خلال النظرة الغربية على اجساد العرب الهيمنة الرأسمالية ومشكلة البروجوازية النسوية وحقوق المرأة لا يمكن فصلها عن صراع الطبقات العاملة.
■ هل واجهتى صعوبة فى إقامة مهرجان للرقص المعاصر بتونس؟
- المهرجان ليس فكرتى وإقامة مهرجان للرقص هذه تسمية رسمية من قبل وزارة الثقافة نفسها تم إقرار إنشاء مهرجان ممول من المال العام للدولة، ومنذ فترة التسعينيات كان يطالب المصممون دائما بضرورة إقامة مهرجانا لهم هناك الكثير من المهرجانات بالقطاع الخاص، لكن كنا نتسأل دائما لماذا هناك ايام قرطاج السينمائية، أيام قرطاج المسرحية، وأيام قرطاج الموسيقية، وليس لدينا أيام قرطاج الكريغرافية، والعام الماضى تحقق الحلم الكبير لتثمين الإبداع التونسى وتثمين الإبداع حول العالم وهذه خطوة هامة.
■ هل حدثت تطورات ضمن فعاليات المهرجان هذه الدورة؟
- كان لدى هدف فى تقديم شيء جديد وأن تكون البرمجة راقية لدى تفكير ورؤية فنية مبنية أكاديمية وثقافية احببنا أن يرى الجمهور التونسى أنه ليس مجرد تسلية أو هواية فقط، هو مهنة احتراف وحياة فهناك من ناضل لرفع مستوى هذا النوع من الفن.
■ ألم تري أن جمهور الرقص المعاصر نخبوى إلى حد كبير؟
  -  لا اخشى النخبوية، وهو بالفعل جمهور نخبوى الى حد كبير لكن هناك من حضر وتمتع بالعروض فوجدت بعض العائلات فى عرض «بدون خسائر» فكان هناك جمهور نخبوى وهناك اهل المهنة ولدى طموح خلال عشر سنوات قادمة أن يكون كل الجمهور نخبوي، لأننى اثق فى جمهور تونس.
■ فى رأيك كيف ترين الفرق بين حركة الرقص المعاصر فى العالم العربى واوروبا؟
- أزمة الرقص الحديث ممكن طرحها بأن الحداثة كونية بمعنى كل مكان له حداثة خاصة به من ناحية تاريخ الرقص المعاصر فى اوروبا كان تواصل ثم انفصال عن البالية الكلاسكيى ثم نحن شعوب بدأت تعيش نهاية الإستعمار أو نهاية جسد الهيمنة كنا مهيمن علينا وبالتالى لا نمتلك نفس تاريخ تكوين الجسد فنحن لدينا مشاكلنا الخاصة بنا، وكذلك فى أوروبا لديهم مشاكلهم الخاصة بهم ففى فرنسا كانت مشكلة التحرر الجنسى وحقوق المرأة الشباب ثار فى السوربون ثورة يسارية مهمة  ونحن مازالنا خارجين من الاستعمار، لذلك الرقص مرتبط بتاريخ أجساد أخرى وليس تاريخ العالم العربى لكن هذا لا يمنع أن هناك إبداع عربى هام.
■ هل مازال يعانى الرقص بشكل عام من محدودية جمهوره؟
- من الستينيات كان لدينا الفرقة الوطنية للفنون الشعبية ثم تكون فريق باليه للرقص المعاصر فى التسعينيات والباليه عادة كان عليه إقبالا كبيرا من الجمهور لأن الجمهور كان يحب اكتشاف هذا الفن الجديد لكن هذا يخص تونس العاصمة، لكننى حاليا أفكر فى اللامركزية، ولدينا خطة مستقبلية أن نخرج من تونس العاصمة ونسير للجهات ليس مجرد الإنتقال إليها فقط، بل كيف نستطيع عمل شبكة تواصل مع فنانين موجودين فى الجهات يقترحوا علينا مشروع كامل يحمل منهجية وفكرة فنية.
■ ما الذى يعطلنا عن مواكبة حركة الرقص المعاصر فى أوروبا؟
- قانون الأخلاق الحميدة.. أو بمعنى آخر علاقة الدولة بالجسد بصفة عامة، ففى تونس مازال لدينا قوانين تمكن الدولة من الهيمنة على الجسد لدينا قوانين تمنع العلاقات المفتوحة والمساكنة دون زواج لدينا قوانين تقنن وتحجم حياة العامة وعلى سبيل المثال هناك قيود على الإبداع وعلى سبيل المثال أثناء برمجة المهرجان لابد أن نحرص ألا تتضمن العروض أجساد عارية لأن الجمهور سيرى اننا لا نحترمه بجانب أننا لا نريد عمل رقابة على العروض وبالتالى المسألة معقدة.
■ إذن كيف ترين دورة هذا العام؟
- أشعر بالتفاؤل هناك نوع من التحرر من القيود على الإبداع كل يوم لدينا عرض او عرضين من الفنانين الشباب جاءوا من المغرب والجزائر ومصر اتمنى أن يصبح المهرجان شبكة تواصل كبيرة بين الفنانين العرب، هناك دعم جيد من الدولة ومساعدة ومسااندة للإبداع دعم للرقص والموسيقى وان يكون هناك مهرجانا للرقص المعاصر هو نواع من الاعتراف الحقيقى بمهنة الرقص.
■ هل لديك خطط مستقبلية لتطوير المهرجان؟
- شعرت بإقبال كبير هذا العام من الجمهور والتواصل معه اتمنى فى العام القادم إقامة برمجة فى السجون بالجهات وافكر أكثر فى تقديم ندوة لفتح نقاش مع الفنان بعد كل عرض حتى يكون هناك تواصل بين العرض والفنان والجمهور.