الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

هذا هو الإسلام.. الشائعات ضد الدين

هذا هو الإسلام.. الشائعات ضد الدين
هذا هو الإسلام.. الشائعات ضد الدين




لا تزال الشائعات من الأمور التى نعانى منها فى مجتمعنا، ويعد أخطرها ما نراه من شائعات ضد الوطن فى محاولة لهدمه وعرقلته عن التقدم.. ويظن البعض أن الدين لم يصدر لقضية الشائعات  حكما او يتعرض لها  وهو امر خاطئ، حيث إن الشائعات من الأمور التى انتبه لها الإسلام وحذر منها رسولنا الكريم، حيث قال تعالى:» يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ»، واخطر  تلك الشائعات ما كانت ضد الوطن.
الشائعات وفق احدث دراسات دار الافتاء نوعان؛ الأول: شائعات استراتيجية، تستهدف ترك أثر دائم أو طويل المدى على نطاق واسع يمتد لكل فئات المجتمع بلا استثناء، والثاني: شائعات تكتيكية، تستهدف فئة بعينها أو مجتمعًا معينًا لتحقيق هدف سريع ومرحلي، والوصول إلى نتائج قوية وفورية لضرب الجبهة الداخلية، وربما الجبهة الخارجية أيضًا.
 كل النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، وفق فتوى لدار الافتاء، حرَّمت المشاركة فيما يعرف بترويج الشائعات وترويج الأكاذيب والأقاويل غير المحققة والظنون الكاذبة دون تثبت المرء من صحتها بالرجوع إلى المختصين والخبراء بالأمور قبل نشرها؛ لأنه مما يثير الفتن والقلاقل بين الناس.
ولخطورة الشائعات وكونها ضد تعاليم الدين فإن مواجهتها تعد فريضة مجتمعية يجب أن يلتزم بها الجميع، وذلك لخطورتها الكبيرة على المجتمع، لا سيما أن الناس تغلق عقولها أمام الشائعة ويعظمونها بأفواههم حين ينقلونها، مستشهداً بالشائعة التى انتشرت أيام الرسول صلى الله عليه وسلم عن السيدة عائشة رضى الله عنها، وما أحدثته هذه الشائعة النكراء من تأثير أشبه بالزلزال فى جيل يعد هو أفضل ما عرفته البشرية، حتى وصل الأمر إلى أنها أثرت فى نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أن أنزل الله تعالى براءة السيدة عائشة فى سورة النور، والناس تغلق عقولهم أمام الشائعة ويعظمونها بأفواههم حين ينقلونها، حيث قال تعالى «إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ».
الرسول صلى الله عليه وسلم حارب الشائعات بشدة من أجل تحصين المجتمع من أى أكذوبة تعمل على خلخلة استقراره وأمنه وسلامته، حيث إن الكلمة الواحدة التى لا تمت للصدق بصلة كفيلة أن تدمر مجتمعًا بأكمله، فى حين أن كلمة صادقة عليها من البراهين والأدلة ما يؤيد صدق وقوعها تبنى مجتمعا بأسره وتعمل على أمنه واستقراره.