الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأزهر والأوقاف فى مواجهة التطرف

الأزهر والأوقاف فى مواجهة التطرف
الأزهر والأوقاف فى مواجهة التطرف




كتب - صبحى مجاهد


مع انتصاف عام 2019، استطاع الأزهر والشريف ووزارة الأوقاف اطلاق العديد من المبادرات والمشاركة فى مبادرات اخرى استهدفت النهوض بالفكر الدينى وتحصين الشباب، وخدمة المجتمع ورفع الوعى الكامل فى المجتمع.
الأزهر عكف خلال هذا العام على اطلاق عدد من المبادرات الفكرية والمجتمعية والبيئية للحفاظ على المجتمع وتحصين شبابه من الفكر المتطرف بالإضافة الى نشر الوعى البيئى والمجتمعي.


وكان من مبادرات الأزهرية الفكرية والتوعوية قيام مجمع البحوث الإسلامية نشر إصداراته من السلسلة العلمية على موقعه الإلكترونى الرسمى عبر بوابة الأزهر الشريف، لإتاحة محتوياتها العلمية بشكل ييسر للقارئ الحصول عليها داخل مصر وخارجها، وذلك بهدف تحقيق مزيد من التواصل الثقافى الفعّال بين الأزهر الشريف وجميع الناس فى مختلف أنحاء العالم.
واستهدفت المبادرة تعظيم سبل الاستفادة من إصدارات المجمع، واستعادة دوره فى تشكيل وعى ووجدان المجتمع، وحماية العقول من محاولات العبث الفكرى التى تتم ممارستها باسم الدين؛ لأن الوطن يمر بمرحلة حاسمة تستوجب التركيز على قضية الوعي، والمواجهة الحاسمة للتحديات الراهنة التى تتعلق بسوء فهم الدين مما أدى إلى انتشار الإلحاد والتطرف، بسبب سوء الفهم للدين وسوء التناول والعرض، وطريقة التعامل مع القضايا الجدلية.
الأزهر شارك فى تنفيذ فعاليات مبادرة «أنت اقوى من المخدرات» التى يتم تنفيذها على مستوى المؤسسات الحكومية والخاصة فى مصر للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة وحماية الشباب من نتائجها السلبية، حيث عقد ندوة توعوية بكلية الدراسات الإسلامية بنين بالقاهرة بالتعاون مع صندوق مكافحة الإدمان بحضور طلاب من كليات الجامعة المختلفة ومحاضرين من الصندوق.
كما ساهم الأزهر فى دعم مبادرة «إسكات البنادق» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتى تستهدف احتواء النزاعات والصراعات داخل القارة بحلول ٢٠٢٠، والتخلص من الحروب الأهلية والنزعات الطائفية، وحل المشكلات من خلال المفاوضات والطرق السلمية، والقضاء على الاٍرهاب وتخليص القارة من شروره، وكان للأزهر بادرة فى هذا الشأن من خلال دوره التوفيقى فى احتواء النزاعات فى جمهورية إفريقيا الوسطى.
وعكف الأزهر على تفعيل دوره داخل القارة السمراء من خلال الطلاب الأفارقة الدارسين فى أروقة الجامع وكليات الجامعة، ويبلغ عددهم أكثر من خمسة آلاف طالب من ٤٦ دولة إفريقية، فى مختلف المراحل التعليمية، وكل المجالات التعليمية من علوم دينية، ولغة عربية، وعلوم تطبيقية واجتماعية، وغيرها من العلوم، وكذلك من خلال القوافل الدينية والطبية والتعليمية التى تستهدف سد الاحتياجات الأساسية لأبناء قارتنا الإفريقية، ومعظمهم حاصلون على منح دراسية، يتكفل الأزهر بمصاريف دراستهم وإقامتهم.
وكان الأزهر قد أعلن عن خطته للتحرك فى إفريقيا خلال عام ٢٠١٩، حيث تم تشكيل لجنة مختصة بالشئون الإفريقية بالأزهر، وذلك بمناسبة تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، واستكمالًا لدور مصر والأزهر فى دعم شعوب القارة الإفريقية على كل المستويات التى تمثلت فى مضاعفة عدد المِنَح المقدمة من الأزهر الشريف لطلبة إفريقيا، ومضاعفة عدد الأئمة الذين يستضيفهم الأزهر من إفريقيا؛ لتدريبهم على نشر تعاليم الإسلام الصحيحة، وعلى منهج الأزهر القائم على الحرية والتسامح، والتوسع فى إقامة مراكزَ لتعليم اللغة العربية لأبناء القارّة، وزيادة عدد القوافل الطبية والإغاثية، وإرسال المزيد من المبعوثين من الأزهر لإفريقيا، وقيام المركز الدولى الإسلامى للدراسات والبحوث السكانية التابع لجامعة الأزهر بنشاطٍ مُكَثَّف فى القارّة الإفريقية.
ولا تقتصر جهود الأزهر التعليمية فى إفريقيا على استقبال الطلاب الوافدين للدراسة بالقاهرة فحسب، بل حرص الأزهر الشريف على المبادرة والذهاب بمنهجه وعلمائه إلى قلب إفريقيا، وذلك من خلال ١٦ معهدًا أزهريًا ينتشر فى كل من: الصومال وتنزانيا وجنوب إفريقيا وتشاد ونيجيريا والنيجر وأوغندا، وذلك وفق بروتوكولات تعاون.
مبادرات الأوقاف:
من جهتها استطاعت الاوقاف خلال فترة وجيزة فى عام 2019 تقديم العديد من المبادرات التى ساهمت فى تحقيق ضبط العمل الدعوى والنهوض به بالاضافة الى دعم التجديد، وقد بدأت الأوقاف عام 2019 بإطلاق ثلاث مبادرات مهمة هى: مبادرة مكارم الأخلاق، ومبادرة وطن بلا إدمان، ومبادرة التوعية بمخاطر الانفجار السكاني، بالإضافة إلى تبنى مشروع تنوير يستهدف إصدار عدد من الكتب التى تنشر الوعى الدينى وتحارب الفكر المتطرف كان من اهمها كتاب «قواعد الفقه الكلية رؤية عصرية»، وكتاب « حماية دور العبادة «، وكتاب الكليات الست، وكتاب الإلحاد ومخاطره.
وكانت احدث مبادرة للاوقاف ما اعلنته مؤخرا عن دورة فى قضايا التجديد لمحررى الشأن الدينى بالأوقاف فى إطار دور وزارة الأوقاف ورسالتها، كما يعد التوسع فى المدارس القرآنية من أبرز المبادرات التى قدمتها وزارة الأوقاف لحماية النشء من استغلال جماعات التطرف لما يعرف بالكتاتيب لتحفيظ القرآن كى يسيطروا على عقول النشء.
الأوقاف من جانبها اعلنت أنها تستهدف الوصول إلى ألف ومائتى مدرسة فى ٢٠١٩ وبواقع خمسين مدرسة كل ثلاثة أشهر، حيث تعد المدارس العلمية صورة أخرى من مبادرة الأوقاف التى تعمل على تحصين المجتمع وبخاصة الشباب من الفكر المتطرف، حيث بلغ عددها ٢٦٥ مدرسة علمية خلال العام الحالى وتستهدف الوزارة الوصول إلى ٣٠٠ مدرسة علمية خلال 2019.
وكان من بين مبادرات الاوقاف المهمة لتوسعة نطاق مشاركة الدعاة مجتمعيا مبادرة إمام منطقة حيث اعتبرها نواب البرلمان «مبادرة فى غاية الاهمية» ويجب العمل على إنجاح هذه التجربة الفريدة وغير المسبوقة فى تاريخ وزارة الاوقاف، وتستهدف اختيار إمام لكل منطقة محددة جغرافيًا فى نطاق عمله ويكون مسئولا بالتنسيق مع مدير المديرية التابع لها عن التواصل المجتمعي، وحضور المناسبات الاجتماعية، وكذلك يكون مسئولاً فى منطقته بالتنسيق مع مدير المديرية أيضًا عن التواصل مع مؤسسات المجتمع من مراكز الشباب وقصور الثقافة والإدارات التعلمية، وممثلى المجلس القومى للمرأة، كما يكون مسئولا بالتنسيق مع مدير المديرية عن المشاركة فى المناسبات الخاصة بأشقاء الوطن سواء أكانت مناسبة اجتماعية أم عامة وذلك فى ضوء تحديد هذه المهام من وزارة الاوقاف، على ان يمنح كل إمام مكافأة عبارة عن مبلغ شهرى قدره ألف جنيه لكل من يحصل على كارنيه إمام منطقة من الموارد الذاتية للوزارة كجهود غير عادية.