الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

« » روزاليوسف تكشف رغبة الأشخاص فى الثراء الحرام البحث عن الآثار

« » روزاليوسف تكشف رغبة الأشخاص فى الثراء الحرام  البحث عن الآثار
« » روزاليوسف تكشف رغبة الأشخاص فى الثراء الحرام البحث عن الآثار




تحقيق - حنان عليوه

تجتاح الكثير من قرى محافظات مصر حمى البحث عن آثار، خلال الفترة الماضية بحثا عن وهم الثراء السريع، حيث أصبح البحث عن الآثار حلم يراود مئات المواطنين، عملية الحفر والتنقيب فى المنازل، غالبا ما تكون ليلا وسرا وتكون بأسلوب بدائى غير علمى يتسبب عنه كوارث وخسائر فى الأرواح كانهيار الحوائط أو الممرات والسراديب على رأس القائمين على الحفر.

 

البحث عن الوهم يرجع إلى شائعات تتردد بين المواطنين بوجود منطقة بها آثار، والحصول السريع على المال والطمع هو سبب للإغواء والسير فى هذا الطريق، حيث كثير من الأهالى يتحدثون منذ أعوام عديدة عن منطقة يظن البعض أن بها آثار.. كنا نبحث عن الثراء السريع، واتفقنا على الحفر فى تلك المنطقة لأننا نعلم منذ أعوام عديدة أن بها آثار، بهذه الكلمات يعترف كل من يتم ضبطه فى قضية تنقيب أسفل المنازل أو المناطق المهجورة.


السير وراء الخيال

المنقبون دائما يستعينون بما يطلق عليه شيخ لتحضير الجان ظنا منهم الأرشاد عن مكان الآثار وتحديد موقعه والمسافة التى تبعد عن الأرض.
وبعد أن يتأكد الشيخ من وجود آثار فى منطقة بعينها يبدأ صاحب المنطقة بالاستعانة بالحفارين حيث يستخدمون أدوات الحفر الخفيفة مثل «طوريا ومقطف وحبال» فى المناطق التى يصعب دخول المعدات الثقيلة إليها وآخرين يستخدمون معدات ثقيلة.


معدات الحفر

كشف أحد المواطنين رفض ذكر اسمه، أن معدات التنقيب ليست رخيصة بل وتتكلف عشرات الآلاف، وتضم جهازا إلكترونيا لكشف مكونات التربة وجهاز الكشف عن المعادن والعملات المعدنية الأثرية على أعماق تحت الأرض، موتور يستخدم فى أعمال الحفر، لعمل بريمة كمجسات للتربة ويتصل به كاميرات تستخدم عقب عمل الحفر والمجسات، لاستكشاف ما فى باطن الأرض، بوصلة حديدية، مدقات حديدية «أزميل»، مواسير حديدية مختلفة الأشكال والأحجام تستخدم عقب توصيلها ببعضها، لتشغيلها كبريمة والحفر فى الأرض كمجسات، مشابك المعدنية متصلة بأسلاك كهربائية، وبعض المعدات البدائية مثل الفأس وحاويات.


علم النفس

يقول الدكتور سيد أبوزيد أستاذ علم النفس الإكلينيكي، أن قضية التنقيب ترجع إلى الإحساس بالنقص، كما أن التنافس والتقليد صفات بالطبيعة الإنسانية، وقد يرى البعض ظهور مظاهر الثراء فيلجأ إلى البحث السريع عن المال، وهى ظاهرة سيكولوجية حيث يتميز بها الفاشل بسبب عدم القدرة على الارتقاء بطريقة منطقية وطبيعية.
ويضيف أبوزيد أن حلم الثراء مشروع ولكن لابد أن يصل إلى حلمه بمجهود وتعب وتسخير إمكانياته ومواهبه للوصول لهدفه، أما الفاشل والسلبى فيلجأ إلى الطرق غير الشرعية ولم يختلف عن السرقة والنصب، وبمجرد أن يسير فى هذا الطريق يتحول من عادة إلى إدمان، وكل ما يبحث ولم يجد يكون لديه شغف فى البحث أكثر أملا فى الوصول للوهم.. كما أنه يتميز بالأنانية حيث يفكر فى نفسه فقط ويبحث عن ملكية مجتمع والتى لا تقدر بثمن ليقوم ببيعها بأسعار أقل من قيمتها بكثير، ليمتلكها لنفسه.


علم الاجتماع

ويشير الدكتور أيمن القرنفيلى أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، إلى أن فكرة التنقيب ومحاولة الكسب السريع، اصبح الهدف الأول بصرف النظر عن المصدر مشروع أو غير مشروع، والأهم التنازل عن التاريخ من آثار البلد وترجع إلى الانتماء حيث أصبح يتراجع لدى البعض.
وأضاف البغدادى أن نظرة المجتمع لم تكن سلبية فالبحث عن الثروة فى أسرع وقت أصبح قيمة لبعض المواطنين، لوجود تحلل بين أفراده حيث يضعون مقوله « اللى معاه قرش يسوى قرش»، كما أن التفكك الأسرى أتاح الفرصة أن يحقق الهدف سواء تقديم قربان من أفراد الأسرة مقابل الحصول على قطع قد تكون أثرية ويرحع ذلك الى التفكك الأسرى، وننصح وسائل الإعلام بصفتها تقوم بتوصيل الرسالة لجميع طوائف المجتمع، بالتواصل فى الخطاب الدينى والتوعية المجتمعية بأهمية الكسب المشروع والترابط الأسرى.


القانون
ينص القانون رقم 91 لسنة 2018، والذى حددت المادة الرابعة منه عقوبة السجن مدة لا تقل عن 3 سنوات، ولا تزيد على 7 سنوات وغرامة لا تقل عن 500 ألف جنيه، ولا تزيد على مليون جنيه لكل من هدم أو أتلف عمدًا أثرًا منقولًا أو ثابتًا أو شوهه، أو غير معالمه أو فصل جزءا منه عمدًا، وكذلك كل من أجرى أعمال الحفر بقصد الحصول على الآثار دون ترخيص.. أما التهريب فعقوبته تحددت بالماده الأولى من ذات القانون، والتى تنص على أنه يفرض مشروع القانون عقوبة السجن المؤبد، وغرامة لا تقل عن مليون جنيه، ولا تزيد على 10 ملايين جنيه، على كل من هرب أثرًا إلى خارج مصر مع علمه بذلك، ويحكم فى هذه الحالة بمصادرة الأثر محل الجريمة، والأجهزة والأدوات والآلات والسيارات المستخدمة فيها لصالح المجلس الأعلى للآثار، دون الإخلال بحقوق غير الحسن النية.


تقرير الداخلية

نجحت الأجهزة الأمنية فى ضبط 1764 قضية ومخالفة بمجالات الحفر والتنقيب عن الآثار، والتعدى على أرض آثار، وحيازة قطع أثرية، خلال أسبوع.


مناطق نقبت عن الآثار

ففى قرية طنان التابعة لمركز قليوب، شهدت واقعة القبض على 6 أشخاص أثناء التنقيب عن الآثار بمنزل بالطوب اللبن والقديم جدا، وقال محمد مجدى سواق أحد الجيران، انهم لم يعلموا المترددين على المنزل حيث وجد الأهالى أشخاص غريبة عن المنطقة وعندما استعلمنا من صاحب المنزل أكد أنهم يقوموا بعمل طلمبة حبشيه وشكت الأهالى فى أمره تغير حديثه وقال أنهم يقوموا بحفر لعمل طرنش.


الأهالى
وأضافت عزيزة بخورى ربة منزل احدى الجيران، أن زوجة صاحب المنزل كانت تتردد على المنزل حيث تقوم بتربية دواجن.
واكد « أحمد ع» أحد الجيران، أن صاحب المنزل قام بتأجير نصف المنزل لأحد الأشخاص لإبعاد الشك عن أمره.
ويضيف « رمضان ر»، أن تعجب أهالى المنطقة من قيام مالك المنزل بالتنقيب عن الآثار داخل منزله، حيث ترك المنزل منذ عدة شهور للإقامة فى فى مسكن آخر بذات القرية وكان قليلا التردد على المنزل.
وكشفت « هالة على» إحدى سيدات القرية، أن روى الكبار والمسنين بالقرية، عن تلك المنطقة بوجود مليئة بالآثار حيث كان يقطنها المصريون المقدمات ومعظم المنازل قديمة ولم يتم إعادة بنائها منذ مئات السنين، ولذلك ظن بعض الأهالى بذلك الأمر وقاموا بالتنقيب بحثا عن الآثار.
وأكد أهالى المنطقة، أن مالك المنزل استعان بأشخاص من ذات القرية ولكن تبعد عن المنطقة لعدم فضح أمره ولكن تضرر جاره هو من وقعه فى الفخ وتم القبض على مالك المنزل و5 آخرين أثناء قيامهم بالحفر.
 الواقعة ترجع إلى تلقى اللواء طارق العجيزى مدير الأمن، إخطارا من العميد هيثم حجاج مأمور مكز شرطة قليوب، يفيد بتلقيه إشارة من عمليات النجدة عن تضرر « رفعت. ع» 38 سنة حداد ومقيم قرية طنان بتضرره من أحد الأشخاص لقيامه بالتنقيب عن الآثار داخل منزله والمجاور له بناحية قرية طنان.. تم القبض على 6 متهمين وضبط أدوات الحفر «كوريك حفر – فأس   غلق - حبل» والتحفظ عليها، واعترف مالك المنزل قيامه بالاستعانة بباقى المتهمين للقيام بأعمال الحفر والتنقيب عن الآثار داخل منزله.
وفى كفر شكر ألقت مباحث مركز الشرطة القبض على صاحب منزل لقيامه بالتنقيب عن الآثار أسفل منزله بقرية المنشأة الصغرى، تم التحفظ على أدوات الحفر، وتبين أن المنزل مقام من طابق واحد مبنى بالطوب اللبن مكون من ثلاث غرف: الأولى بها كمية من الأتربة - والثانية بها حفرة على عمق 10 أمتار وقطرها 2 متر، ملك «أ. ف» وشهرته «الشيخ رفيق « 36 سنة كما تبين وجود أدوات حفر عبارة عن أحبال بأطوال مختلفة – خراطيم مياه – موتور رفع مياه.
وفى منطقة المسلة بمحافظة الفيوم أقدم مدرس بمعهد أزهرى، على قتل زوجته وأولاده الـ4 بشقته السكنية، بذبحهم بالساطور، بعد تلقيه تهديدات من تجار آثار على خلاف معه، باغتصاب زوجته وقتل أبنائه.
 وفى عين شمس تحديدا شارع منصور، لقى نجار مصرعه إثر سقوطه فى حفرة أثناء تنقيبه عن الآثار أسفل منزل شقيقه، وتبين أن المتهم استعان بشقيقه، وخلال أعمال الحفر سقطت فى الحفرة وردم بالرمال ما أودى بحياته.
 وفى محافظة الأقصر كشفت أجهزة الداخلية غموض واقعة العثور على جثة موظف بإحدى الوحدات الصحية بأرمنت، حيث تبين أن وفاة مقاولاً، إثر سقوطه فى حفرة داخل كنيسة أرمنت الحيط أثناء التنقيب برفقة آخرين عن الآثار داخل الكنيسة.