أبناء وأسر الشهداء «فى حضن مصر»
روزاليوسف اليومية
«الدولة لا تنسى أبناءها».. بهذه الكلمات دائمًا ما يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسى دعمه وتقديره لأسر شهداء وضحايا العمليات الحربية والإرهابية عرفانًا من الدولة المصرية بتضحيات أبنائها من رجال القوات المسلحة والشرطة فى مواجهة تنظيمات الإرهاب ودفاعًا عن تراب وطنهم.
ومع احتفال الأمم المتحدة باليوم العالمى لضحايا الإرهاب بالأمس، كان من المهم تأكيد الحرب التى تقودها الدولة المصرية فى مواجهة قوى الشر والإرهاب، ذلك أن الدولة المصرية هى أكثر دولة بالمنطقة تواجه تنظيمات الإرهاب وتخوض مواجهة طويلة على مدى السنوات الماضية.
وفى ظل هذه المواجهة نجحت القوات المسلحة والشرطة فى التصدى لعنف جماعة الإخوان التى تعد المنبع الرئيسى للإرهاب بالمنطقة والتنظيمات الموالية لها، وتوجيه ضربات قاصمة لها ولعل أبرزها العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨، التى طهرت سيناء من هذه التنظيمات.
ومع هذه المواجهة كان دومًا شهداء وضحايا قدموا الغالى دفاعا عن تراب وطنهم، وفى المقابل دائمًا ما يؤكد الرئيس السيسى على تقدير الدولة لكل من ضحى بدمه من أجل وطنه.
من هذا المنطلق تضع الدولة فى حسبانها التكريم المستمر لكل من ضحى من أجل وطنه، وتتجلى مشاهد التكريم فى فعاليات كثيرة، بداية من احتفالات أعياد الشرطة واحتفالًا بيوم الشهيد واحتفالات أكتوبر وفى المؤتمرات الوطنية للشباب وفى احتفال يوم المرأة المصرية والندوات التثقيفية للقوات المسلحة والافتتاحات الرسمية للمشروعات، كلها فعاليات شاهدة على تكريم الدولة لأسر الشهداء وأبنائهم والمصابين.
واحدة من أبرز المشاهد التى ارتبطت بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى للفعاليات والاحتفالات العامة والرسمية، تلك المشاهد الإنسانية التى تجمعه باستمرار مع أبناء وأسر الشهداء والمصابين للعمليات الإرهابية والحربية.
مشاهد إنسانية كثير ما تدمع العين، من فرط تأثيرها الإنسانى وصدق مشاعرها من القيادة السياسية لأسر الرجال الذين ضحوا بأرواحهم فداء لبلدهم.. حتى بات الأمر أيقونة مميزة تتجلى فيها مشاعر الحب والعرفان والدعم لأسر الشهداء، إذ يحرص الرئيس باستمرار على توادهم وتكريمهم فى مختلف الأحداث بين الاحتفالات والمناسبات الوطنية وافتتاح المشروعات الكبرى، لتظل ذكرى شهداء الوطن حاضرة دائمًا.
الاحتفال بالعيد
تتجلى هذه المشاهد فى حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على الاحتفال بعيد الفطر المبارك عامين متتاليين مع أبناء وأسر الشهداء والمصابين، عرفانا بالجميل وتقديرًا لهم، وفى هذا الاحتفال تكتمل كل المشاعر الإنسانية فى رسم الابتسامة على أبناء الشهداء فى هذا اليوم.
ويبدو ذلك فى مشاهد عديدة بداية من اصطحاب الرئيس للأطفال بنفسه لقاعة الاحتفال بمركز المنارة، واحتضان أبناء الشهداء، ومشاهد العروض الفنية مع الأطفال، ثم تقديمه للحلوى والمثلجات بنفسه لأبناء الشهداء، ومشاركته اللعب مع أطفال الشهداء بنفسه والتقاط الصور التذكارية معهم.
وتكرر اهتمام السيسى بأبناء الشهداء فى مناسبات منها مثلا خلال احتفال الشرطة بعيدها الـ67، وأثناء تكريمه لأسر الشهداء حرص على احتضان أبناء الشهداء ومنهم ابن الشهيد شريف طلعت. مشاهد أخرى يمكن حصر أبرزها فيما يلي:
- فى حفل عيد الشرطة العام الماضي، وخلال تكريمه زوجة أحد الشهداء ونجله، هرول الطفل الصغير، متجها للسيسى واحتضنه، فحمله الرئيس على كتفه، وقبّل رأسه وأعطاه الدرع.
- وفى 23 ديسمبر 2017، خلال افتتاح السيسى مشروعات قومية فى الإسماعيلية، بينها الكبارى العائمة، وهى كوبرى الشهيد أحمد المنسي، وكوبرى الشهيد أبانوب جرجس، لربط شرق القناة بغربها، حرص الرئيس على وجود أفراد أسرة الشهيد البطل أحمد المنسى للحفل، وصافح نجله الصغير بحرارة، الذى ارتدى بذلة عسكرية، ووقف إلى جانبه خلال افتتاح الكوبري.
- وفى يوليو الماضي، وخلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الشرطة وقسم الضباط المتخصصين، بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، الذى شهده السيسي، حضرت الطفلة عالية، ابنة الشهيد العميد ياسر الحديدي، الذى استشهد فى تفجيرات 9 مارس 2017، بالعريش، وقالت ابنة الشهيد: إنها حزنت عندما علمت بسفر والدها للعريش، وأخبرها أنه سافر ليحمى الوطن، وقال: «لو أنا مسافرتش مين هيسافر»، وبعد أيام تلقت نبأ استشهاده، وأثارت الطفلة التى لم تتجاوز العاشرة من عمرها، مشاعر الحضور من رجال الدولة، لذلك وفور انتهائها من كلمتها، اتجه الرئيس لتحيتها وتقبيلها.
- وفى الحفل ذاته، حضر الملازم تحت الاختبار عمر محمد جبر، نجل الشهيد اللواء محمد عبدالمنعم جبر مأمور مركز شرطة كرداسة، الذى اغتيل فى هجوم على المركز، قائلًا: «أنا ابن الشهيد ومشروع شهيد، وفخور أن والدى استشهد، وأصريت أن أدخل كلية الشرطة عشان أكمل مشواره فى البطولة اللى هو فخر بالنسبة لي، وأجيب حق الشهداء وأقول للعالم كله إننا مش خايفين»، وصافحه السيسى على الفور.
- وخلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ25 للقوات المسلحة، فى 23 مارس 2017، التى شهدت تكريم عدد من أسر الشهداء، بينهم الشهيد رائد الشرطة حازم أسامة محمد أبوالمعاطي، الذى وجّه نجله رسالة للرئيس، قائلًا: «أنا عاوز أبقى ضابط زى بابا»، فسارع السيسى بتقبيله.
- وتأثر السيسى ودخل فى نوبة بكاء فى الحفل ذاته، خلال حديث زوجة الشهيد العقيد أركان حرب أحمد درديري، وسردها لشجاعة وقوة زوجها، وبعد انتهاء كلمتها، اتجه لتحيتها، واحتضن وقبّل نجلها الذى ألقى التحية العسكرية للرئيس.
- وخلال احتفالية عيد الشرطة الـ65، فى 24 يناير 2017، بمقر أكاديمية الشرطة فى القاهرة الجديدة، والذى حضره أيضًا عدد من أبناء الشهداء، لتكريمهم ومنحهم أوسمة، تقديرًا لدور آبائهم، حمل السيسى نجل الرائد الشهيد محمد عادل السولية، الرضيع، وقبّله والتقط معه صورة تذكارية، كما احتضن وداعب ابن الشهيد محمد فتحى الزملوط.
الدولة لا تنسى أبناءها
فى الوقت الذى تقوم فيه الجماعة الإرهابية بالتخريب والدفع بعناصرها للموت أو السجن ثم تتخلى عنهم، تقوم الدولة المصرية برعاية أبناء وأسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداءً لوطنهم وتوفر لهم كل سبل الحياة الكريمة، حيث تنوع الدعم المقدم لأسر الشهداء بين مالى وخدمى وصحى واجتماعى.
تعويض أسر الشهداء
وافق مجلس النواب على نص المادة 6 من مشروع قانون تعويض أسر الشهداء والمصابين فى العمليات الإرهابية والمدنيين، والخاصة بفرض ضريبة دمغة على بعض الأوراق والمستندات.
رعاية أسر الشهداء والمصابين
المجلس القومى لرعاية أسر الشهداء والمصابين، هو الجهة الرسمية فى مصر التى تختص بتقديم أوجه الدعم والرعاية والمساندة ل إعفاء من المصاريف الدراسية
أسر شهداء ومصابى الوطن.
فى أغسطس 2017، صدر القرار رقم (282)، والذى تضمن إعفاء الطلاب من أبناء شهداء القوات المسلحة بالمدارس الحكومية من الرسوم الدراسية، وحصل ألف و486 من أسر الشهداء والمصابين على إعفاء تام من المصروفات الدراسية بالمدارس، وتم إعفاء ألف و834 من الأسر والمصابين من تحصيل المصروفات الدراسية بالجامعات الحكومية.
بطاقات تموينية ورحلات
كما أُصدرت وزارة التموين 358 بطاقة تموينية لمن لا يمتلك بطاقة، علاوة على تنظيم رحلات لهم.
وحدات سكنية واشتراكات بالمواصلات
خُصصت ألف وحدة سكنية لأسر الشهداء والمصابين بمساحات 90 مترًا، وفى مجال النقل تم استخراج 4 آلاف و215 اشتراك مترو أنفاق مجانًا لأسر الشهداء والمصابين، و3 آلاف كارنيه لهيئة النقل العام لركوب المواصلات مجانًا، و6 آلاف تذكرة مجانية للقطارات.
توفير الرعاية الصحية:
وزارة التعليم العالي، فى تصريحات سابقة له، التزمت بتوجيهات وتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالاهتمام بأسر وأبناء الشهداء، جهزت المستشفيات الجامعية لتقديم الرعاية الصحية لأسر الشهداء.
تعيين أبنائهم
يتم تعيين أبناء الشهداء والمصابين وفقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم (2804 ) لعام 2017 بشأن تخصيص نسبة 2% من مجموع وظائف كل وحدة لأسر الشهداء ومصابى العمليات الحربية والأمنية وشهداء الثورة ومصابيها.
صندوق لرعاية شهداء وضحايا العمليات الحربية والإرهابية
اهتمامًا من الدولة المصرية بملف أسر شهداء ومصابى العمليات العربية والإرهابية والأمنية، قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى إنشاء صندوق خاص لتكريم شهداء وضحايا ومفقودى ومصابى العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم.
وكان الظهور الأول لهذا الصندوق فى اجتماع للرئيس السيسى فى منتصف شهر يونيو الماضى عندما عقد الرئيس السيسى اجتماعًا مع اللواء سيد الغالى رئيس صندوق المحاربين القدماء، وذلك لعرض الموقف التنفيذى لصندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودى ومصابى العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم الجارى تأسيسه، والذى يهدف إلى تكريم شهداء الوطن ومصابيه، وتقديم الرعاية لأسرهم وذويهم، تقديرًا لما بذله هؤلاء الأبطال من تضحيات هائلة من أجل الحفاظ على الوطن وحماية الشعب المصرى من مختلف التحديات الإرهابية.
خلال الاجتماع استعراض إجراءات عمل الصندوق، بما فى ذلك مقترح الهيكل التنظيمى للصندوق وأساليب عمله وتمويله، والمقر الدائم للصندوق الجارى إنشاؤه بالعاصمة الإدارية الجديدة.. ووجه الرئيس السيسى خلال الاجتماع بمواصلة العمل الجارى لتفعيل آليات عمل صندوق تكريم الشهداء والمصابين، مشددًا على التنسيق الكامل بين جميع الجهات والهيئات المعنية بالدولة لضمان سير العمل فى الصندوق على أكمل وجه وتحقيق هدفه السامى فى تقديم الرعاية والتكريم اللازمين للشهداء والمصابين وأسرهم.
وكان الظهور الثانى لهذا الملف فى اجتماع عقد الثلاثاء 20 أغسطس الجارى للرئيس السيسى مع اللواء السيد الغالى رئيس مجلس إدارة الصندوق، حيث وجه الرئيس بالاستمرار فى الجهود المكثفة لتفعيل آليات عمل الصندوق بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة.
