الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. لا عليكِ

واحة الإبداع..  لا عليكِ
واحة الإبداع.. لا عليكِ




اللوحات للفنان:  خالد خالد

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]

 


 

 لا عليكِ

قصيدة

 

شعر - عبدالناصر الجوهرى

 

لا المساءُ الذى أتْعبته المفازاتُ ..
غنَّى
ولا النَّورسُ المُسْتجيرُ ..
يحطُّ على راحتيكِ
لا عليكِ !
إننَّى لا أخافُ الوقوفَ على سور حاميتى
وأخاف من العسسِ المُتربصِّ ..
فى ناظريكِ
لا عليكِ !
كلُّ تلك القلاع يُحصِّنها
فيلقُ الشِّعْرٍ ..
والشِّعْرُ ينْبعُ .. من خافقيكِ
فالمغاويرُ
لا يرتضون التَّناحرَ،
أو خَصْلةَ الغدْرَ،
والارتداد إلى شاطئيكِ
علَّ قافلة العتْق تاهتْ
بجوف البرارى
وطيفى يلوح على وجْنتيكِ
أشْطبينى مِنَ الرَّكبِ ،
مِنْ بين قائمة النازحين ،
ومن قيْظ ذاك الهروب ،
وردِّى الصَّباباتِ مِنْ مُقْلتيكِ
أشْطبينى من الغزل الماجن الآن ..
إنَّ بريدَ الحصون أتى
فوق عيرٍ جريحٍ ،
يفرُّ إليكِ
هذه رُسلُ الفاتحين ..
استعانتْ بمن يقْتفى الأثرَ
الآن تفتشِّ عن نزْف راحلة الغوْث ..
تتبعُ وسط العراءِ دمْوعًا لعينيكِ
ارحمى مُهْجةً للرؤي،
أعْلنِى سرَّ تيْه مُعلَّقتى
أعلنى سرَّ عشْقى ،
حرامٌ عليكِ
فالطيورُ تحنُّ لأسرابها
وشغافكِ أنتِ..
يضيقُ عليكِ
عُدْتُ ...والحُزْنُ يهْمِىِ ذبيحًا كسا ما لديكِ
لا عليكِ
لا عليكِ سوى
أنْ تمدِّى لنا - مّرةً - ساعديكِ .