الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اشتـعـال غـابــــات الأمــــازون رئة الأرض تحترق

اشتـعـال غـابــــات الأمــــازون رئة الأرض تحترق
اشتـعـال غـابــــات الأمــــازون رئة الأرض تحترق




كتبت - أمانى عزام

تستعر غابات الأمازون المطيرة فى البرازيل بآلاف الحرائق على نحو مكثف لم تشهد له مثيلا منذ نحو عشر سنوات.، ما جعلها تتصدر مانشيتات الصحافة العالمية.
وتعتبر المناطق الأكثر تأثرا بالحرائق هى ولايات رورايما وروندونيا والأمازون فى شمالى البلاد.
ودشن النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعى وسم #PrayforAmazonas  أو «صلوا من أجل الأمازون»، تبادلوا فيه بعض الصور لحرائق الغابات المطيرة.
وعبر الرئيس البرازيلى جير بولسونارو عن غضبه من تصريحات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والتى وصف فيها حرائق غابات الأمازون المطيرة بـ»أزمة دولية»، مطالبًا بوضعها على جدول أعمال قمة مجموعة الدول السبع فى باريس.
وكان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، قد كتب فى تغريدة له عبر  تويتر «منزلنا يحترق بالمعنى الحرفى غابة الأمازون المطيرة، رئة كوكبنا التى تنتج 20 % من الأوكسجين، تحترق، إنها أزمة دولية»، ودعا إلى مناقشة هذه الأزمة خلال اجتماعات قمة الدول السبع، قائلًا :«أعضاء قمة G7، دعونا نناقش حالة الطوارئ الأولى هذه فى غضون يومين»، واختتم تغريدته بهاشتاج #ActForTheAmazon.
وانتقد رئيس البرازيل اليمينى المتطرف جير بولسونارو، عرض ماكرون واتهمه باستخدام الحرائق لتحقيق مكاسب سياسية.
وقال بولسونارو، فى تغريدة على تويتر: «يؤسفنى أن الرئيس ماكرون يسعى إلى تفعيل قضية داخلية فى البرازيل وفى بلدان الأمازون الأخرى لتحقيق مكاسب سياسية شخصية».
وأضاف فى تغريدة ثانية، أن «اقتراح الرئيس الفرنسى بأن تناقش قضايا الأمازون فى مجموعة السبع بدون مشاركة دول فى المنطقة هو عقلية استعمارية غير ملائمة فى القرن الحادى والعشرين».
وتضم مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى كلًا من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وقال مركز أبحاث الفضاء البرازيلى (INPE) هذا الأسبوع، إن حرائق غابات الأمازون هذا العام شهدت زيادة بنسبة 80%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وقال ألبرتو سيتزر، العالم فى معهد INPE لـCNN، إن 99% من الحرائق ناتجة عن أفعال بشرية «إما عن قصد أو عن طريق الصدفة»، وتقول منظمات بيئية وباحثون :إن حرائق الغابات تسبب فيها مربو الماشية الذين يريدون تجريف تلك الأراضى بتشجيع من الرئيس البرازيلى المؤيد لهذا القطاع من الأعمال فى البلاد.
وقالت منظمة العفو الدولية، :إن المسئولية عن الحرائق «تقع مباشرة على عاتق الرئيس بولسونارو وحكومته»، مضيفة أن «حكومته» تتبنى «سياسة كارثية» متمثلة فى فتح الغابات المطيرة للتدمير، الأمر الذى مهد الطريق لهذه الأزمة الحالية.
وفى فيديو مباشر على Facebook Live ، ألقى الرئيس البرازيلي، بالمسئولية على أطراف متعددة، بما فى ذلك مربى الماشية والمنظمات غير الحكومية ومجتمعات السكان الأصليين.
وقال بولسونارو :«من الذى يقوم بهذا؟ لا أعرف. المزارعون، المنظمات غير الحكومية، أيا كان الأمر»، وناشد الشعب البرازيلى مساعدة الحكومة فى مكافحة الحرائق.
فى المقابل، اتهم زعيم السكان الأصليين فى البرازيل راونى الرئيس جايير بولسونارو بالسعى لتدمير غابات الأمازون المطيرة، وطالب بمساعدة دولية لإخماد الحرائق المندلعة فى هذه المناطق.
كما دعا زعيم قبيلة «كايابو» المعروف بصفيحة الشفاه التقليدية وغطاء الريش على رأسه، إلى إزاحة بولسونارو عن السلطة، مع تنامى الغضب الدولى والاحتجاجات حول العالم بسبب هذه الكارثة.
وسجلت حرائق غابات الأمازون المطيرة رقما قياسيا هذا العام، وسط تحذيرات من تداعيات تلك الحرائق على البيئة فى الأرض، حيث ارتفعت نسبة الحرائق 83% عن نظيرتها فى العام الماضي، وتعد هى النسبة الأعلى منذ بدء عملية تسجيل الحرائق فى غابات الأمازون فى عام 2013.
ويطلق على غابات الأمازون المطيرة، اسم «رئة الأرض»، إذ تبلغ مساحتها نحو 5.5 مليون كيلو متر مربع، وتعتبر أحد الأماكن المهمة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحرارى، وتضم تلك الغابات التى تعد الأكبر فى العالم من حيث المساحة، نحو نصف أنواع الكائنات الحية على كوكب الأرض.
وفرضت حرائق غابة الأمازون الهائلة نفسها فى اللحظة الأخيرة كقضية رئيسية على جدول قمة دول مجموعة البلدان الصناعية السبع الكبرى المنعقدة فى بياريتس حيث يتابعها بدقة الرأى العام العالمى الذى ينتظر منهم حلولا عملية لهذه الكارثة البيئية.
 ومن المقرر أن تكون الأزمة ضمن جدول أعمال المناقشات فى العشاء الذى سيحضره الرئيسان الفرنسى والأمريكى إيمانويل ماكرون ودونالد ترمب، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورؤساء الحكومات البريطانى بوريس جونسون والإيطالى جوزيبى كونتى واليابانى شينزو آبى والكندى جاستن ترودو.
من جهتها، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن «مبادرات عملية» لمكافحة الحرائق «يمكن أن تصبح واقعا» خلال القمة، مطالبة بجعل هذه «الأزمة الدولية» أولوية للقمة.
فى حين، قال الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو يوم الجمعة: إنه سيرسل قوات اتحادية مزودة بالمعدات الملائمة لمكافحة الحرائق فى غابات الأمازون المطيرة منحيا باللوم فى زيادة اندلاع الحرائق هذا العام على الطقس الجاف بشكل أكثر من العادى.
وأضاف بولسونارو فى كلمة فى التليفزيون البرازيلى إن الحكومة تدرك جيدا الوضع وستكافح «الجريمة البيئية» بنفس الطريقة التى تكافح بها الجريمة العادية، مؤكدًا أن انتشار «المعلومات الكاذبة» فيما يتعلق بالوضع فى شمال البرازيل «لا يساعد فى حله».