الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تاريخ بلاد الأحجار «2» تعدين الفيروز فى أرض المغارة

تاريخ بلاد الأحجار «2»  تعدين الفيروز فى أرض المغارة
تاريخ بلاد الأحجار «2» تعدين الفيروز فى أرض المغارة




كتب - علاء الدين ظاهر


رصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية  والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء آثار الإنسان السيناوى الأول من وجود مبان حجرية يطلق عليها أهل سيناء النواميس ، وأثبتت الدراسات المختلفة أنها تعود لعصر البرونز المبكر، ويعتقد أنها آثار خاصة بسكان سيناء الأصليين فلقد كشف عالم الآثار البريطانى بالمر  عام 1869م عن مجموعة من هذه النواميس قرب عين حضرة ( طريق كاترين – نويبع) وقرب نويبع عثر بها على رءوس سهام ودبابيس نحاس.
وعن سبب تسمية سيناء بأرض الفيروز أوضح الدكتور ريحان أن المصريين القدماء حرصوا على إرسال البعثات لتعدين الفيروز والنحاس بسيناء منذ عهد الدولة القديمة، وبعد ذلك عدّنوا الفيروز فى سرابيت الخادم، والنحاس فى وادى النصب الغربى وكانوا يستخدمون ميناء أبو زنيمة عند التوجه إلى سرابيت الخادم، وميناء أبو رديس عند التوجه إلى وادى المغارة.
ففى الأسرة الثالثة من (2686 - 2613 ق.م.) أرسل زوسر حملة لتأديب بدو سيناء الذين كانوا يتعرضون لحملات الفراعنة ، وفى الأسرة الرابعة (2613- 2498  ق.م.) أرسل سنفرو بعثات لوادى المغارة لإحضار الفيروز والنحاس وهناك نقوش بوادى المغارة عن هذه البعثات وقد اعتبر المصريون سنفرو حامياً لهذه المنطقة بجانب الإلهة حتحور والإله سوبد، والسبب فى ذلك ما قام به من أعمال لتأمين حدود مصر الشرقية وأرسل خوفو بعثات لوادى المغارة لإحضار الفيروز وتوالت الحملات بعد ذلك
ورصد ريحان حضارة عربية قديمة ازدهرت على أرض سيناء «الأنباط» وهم مجموعة من القبائل العربية هاجرت من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها وإلى بلاد الشام وجنوب فلسطين  وتحولوا من حياة البداوة للحياة الزراعية نتيجة علاقاتهم التجارية التى استلزمت إستقرار،وكونوا مملكة متقدمة فى الزراعة والتجارة والفنون فى الشرق الأدنى وعاشوا فى شمال الجزيرة العربية وجنوب بلاد الشام واتخذوا البتراء عاصمة لهم فى القرن الرابع قبل الميلادى.
وتابع ريحان بانهم تحكموا فى منطقة النقب (وهى المشتركة الآن بين سيناء وفلسطين) وذلك لتأمين الطريق التجارى من البتراء مخترقة النقب إلى غزة أو العريش وكان للأنباط طريق بسيناء من أيلة على رأس خليج العقبة إلى ميناء دهب ومنها برياً إلى وادى فيران ماراً بجبل موسى إلى رأس سدر وعيون موسى حتى ميناء القلزم (السويس) ثم براً إلى نهر النيل ومنه للإسكندرية لتبحر إلى أوروبا.
واستخرج الأنباط الفيروز من وادى المغارة والنحاس من وادى النصب بسيناء وتركوا نقوشًا صخرية عديدة فى أودية سيناء مثل وادى المكتب، وادى أجلة فى محيط وادى فيران  ووادى عرادة، هضبة الدفادف، هضبة حجاج بين كاترين ونويبع ودهب، ووادى طويبة، وادى أم سدرة بين طابا والنقب.