الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«العذراء والموت».. قصة مؤلمة فى أجواء شاعرية ممتعة

«العذراء والموت».. قصة مؤلمة فى أجواء شاعرية ممتعة
«العذراء والموت».. قصة مؤلمة فى أجواء شاعرية ممتعة




«العذراء والموت» قصة إنسانية بامتياز قدمتها المخرجة والممثلة سماء إبراهيم ضمن فعاليات المسابقة الأولى بالمهرجان القومى للمسرح على خشبة المعهد العالى للفنون المسرحية؛ فى منزل دافئ وأجواء مسرحية هادئة استطاع مهندس الديكور الإيحاء بها ونقلها إلينا باقتدار،

دارت أحداث العرض المؤلمة لقصة امرأة سجنت وعذبت واغتصبت ضمن مجموعة حكم عليها أثناء حكم ديكتاتورى فى تشيلى حيث كان يتم القبض على الطلاب وتعذيبهم والتنكيل بهم من قبل البوليس السري؛ تدور أحداث العرض بعد انهيار الحكم الديكتاتورى داخل منزل باولينا أحد من تعرضوا لهذا التعذيب، وفى مفاجأة كبرى ترى باولينا الرجل الذى اغتصبها ونكل بها عدة مرات بعد انقضاء سنوات طويلة من الأذى النفسى الذى أثر على حياتها وعلاقتها بزوجها بشكل كامل.
كان هذا الطبيب يستمتع بتعذيب واغتصاب ضحيته على أنغام موسيقى «الموت والعذراء» لفرانز شوبرت؛ تذكرت باولينا الزوجة المضطربة نفسيًا بعد هذا الحدث الكبير صوت وضحكات هذا الرجل المتقطعة وقررت الانتقام منه بتعذيبه أولًا ثم قتله، فى البداية لن يصدق زوجها الاتهامات التى توجهها له ويتواطئ معه فى انتزاع اعترافاته كى يرضيها ويريحها من نشر أجواء التوتر بالمنزل وفى مشهد بديع يختفى الزوج ويبدأ الطبيب فى إعادة تذكيرها بما سبق وأن صنعه بها فى محاولة لاغتصابها من جديد بعد نزع سلاحها ويدخل الزوج بشكل مفاجئ فيعود الطبيب لتمثيل دور الضحية، وكأنه لم يفعل شيئًا فى اللحظة التى يكتشف فيها الجمهور حقيقية هذا الرجل الماكر ينخدع الزوج للمرة الثانية ويحاول النيل من زوجته معه وهكذا تقهر هذه المسكينة وتقتل بتواطؤ الزوج مع مغتصب زوجته ويغلق العرض على صوت إطلاق الرصاص وكأن الاثنين شاركا فى اغتيال هذه المرأة معنويًا وجسديًا.
بدأ العرض بإيقاع هادئ بطىء إلى حد الرتابة إلى أن وصل إلى لحظة الذروة بالاشتباك بين الرجل والزوج والمرأة ويعد هذا المشهد أقوى وأبلغ ما عبر به العمل عن مضمون الاغتيال النفسى والمعنوى بالمكر والحيلة والخداع قدم الممثلون فى ثلاثية فنية متقنة الصنع عملًا مسرحيًا راقيًا كشف عن موهبة تمثيلية كبيرة لمحمد يوسف الذى تمكن من خداع الجمهور فى البداية بالتعاطف معه ثم تحول فى النهاية إلى هذا الوحش الماكر وكذلك إيهاب محفوظ فى دور الزوج وسماء إبراهيم فى دور الزوجة والتى كانت هنا مخرجة متمكنة أكثر منها ممثلة ففى هذا العرض كشف صريح عن موهبتها الإخراجية، نجحت إبراهيم فى تقديم قصة إنسانية مؤلمة فى أجواء شاعرية ممتعة.