الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تحريف السيرة النبوية على يد «الإرهابية»

تحريف السيرة النبوية على يد «الإرهابية»
تحريف السيرة النبوية على يد «الإرهابية»




قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة إن بعض التيارات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية تعمل على اختطاف الأحداث العظام كالهجرة النبوية المشرفة وتطويعها لتخدم مصالحها الخاصة وأجندتها الخبيثة وتعيدها إلى الواجهة مرة أخرى عبر سلسلة من الأباطيل والأكاذيب التى توظفها تلك الجماعات لتبرهن على موقفها ودعوتها.

وأكد المرصد أن سيرة المصطفى ﷺ بمعانيها وأحداثها ووقائعها تمثل منهج حياة متكاملا للمسلمين، ونبراسًا يضيء الطريق ويهدى القلوب الحائرة، وينتشل العقول الضالة، يلمح فيه الناظر نموذج حياة المسلمين فى مكة أوائل الدعوة النبوية، ونموذج هجرتهم الأولى إلى الحبشة وحياتهم فيها، ثم بعد ذلك هجرة النبى ﷺ والصحابة الكرام رضى الله عنهم للمدينة واستقرارهم وجهادهم، واكتمال أمر الدين ورسوخ الأحكام الشرعية. إلا أن بعض الطوائف الضالة والجماعات والتيارات المنحرفة، التى انحرفت بمعانى السيرة النبوية الشريفة قد حاولت إسقاط أحداثها ووقائعها على أهدافها وآليات عملها الباطل، واستنطقت أحداث السيرة النبوية بما لم تقله ولا تدل عليه، وقامت باجتزاء بعض أحداث السيرة من سياقها لتجعل منها دليلًا على منهجها الضال، فأنزلت المعانى السامية فى قوالب فكرية منحرفة يتم استدعاؤها وقتما تشاء.
والهجرة أحد أهم المعانى التى قام هؤلاء المضلون بتشويهها، فألبسوها ثوب التنظيم، وجعلوا غايتها الحكم والسلطة، فخرجت مجموعات منحرفة تطلق على نفسها «التكفير والهجرة»، و«شباب محمد»، وغيرهما من الأسماء التى ادعت أنها فهمت الهجرة وتسعى لتكرارها!
وقد كان هذا التضليل جزءا من تضليل أكبر يرفع لافتة «المنهج الحركى فى السيرة النبوية»، والتى سعى منظروها إلى استنساخ الرسالة المحمدية عبر جماعة إرهابية، وانطلق ليعقد المقارنات المشوهة بين واقع الجماعة المأزوم وبين مراحل الدعوة وهجرات النبى إلى الحبشة وإلى المدينة، وكأنهم رسل من عند الله لهداية الناس من الضلال إلى الصلاح! وإمعانا فى التحريف لمعانى السيرة والهجرة النبوية، جعل هؤلاء من سيدنا محمد ﷺ رجلا يقيم التنظيمات السرية على نمط الإخوان ويسعى إلى الوصول إلى السلطة وتثبيت دعائمها، ويكفر الناس ويسفك الدماء، وهذا عين ما يبحث عنه التنظيم.
وحذر المرصد من أن تلك الدعاية السوداء تنطلى على بعض البسطاء ممن لا دراية لهم بمعانى السيرة والهجرة، حيث استطاعت أن توهمهم بأنهم يعملون وفق معانى السنة النبوية المطهرة ومراحلها المتنوعة.
وصل بهم الضلال إلى تشبيه عملهم السرى والإجرامى فى حق المسلمين بتجمع المسلمين فى دار الأرقم بن أبى الأرقم فى مكة، وأنهم يمثلون بذلك مرحلة سرية الدعوة، والتى يتم فيها تكوين الطائفة المؤمنة التى سوف تنطلق بعد ذلك لتحقيق التمكين للدين.
وأضاف المرصد أن تلك الجماعة سعت لشرعنة ضلالها فصكت مفاهيم التكفير والجاهلية وفسطاط الإيمان والكفر وأستاذية العالم وغيرها من المفاهيم التى شكلت البناء الفكرى لأعضائها والمسوغ الحقيقى للعنف والإرهاب، حتى إن بعضهم لا يرى وجوب صلاة الجمعة ولا مشروعية صلاة الجماعة تحت زعم أنه يعيش فى مرحلة الدعوة المكية.
وأكد المرصد أن المناهج المضلة والخبيثة تلك قد أتت على الأخضر واليابس فى العالم العربى والإسلامى، فدمرت الأوطان وخربت بلاد المسلمين، واستحلت دماء الأبرياء، بدعوى أنها تطبق المرحلة المدنية من السيرة النبوية التى شرع فيها الجهاد وقتال الكفار، ومن ثم وجب على المسلمين جميعا أن يحذروا من تلك الجماعة الخبيثة ومناهجها المضللة، والتمسك بما عليه الأمة الإسلامية والمؤسسات الوسيطة المرجعية، مصداقًا لقول النبى ﷺ الذى قال فيه: «إِنَّ الله لَا يَجْمَعُ أُمَّتِي- أَوْ قَالَ- أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ﷺ على ضلالةٍ».
من جهته، يؤكد عبد الغنى هندى عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الإخوان عكفوا على التحريف فى الدين بشكل عام من خلال أيديولوجيتهم المستنبطة من فكر «حسن البنا» و«سيد قطب» وحصروا المفهوم العملى للسنة عليهم واستخدموا ثلاثة شعارات فى هذا الصدد أولها شعار الخلافة على اعتبار أن أكثر من طبقوا السنة هم الخلافاء الراشدون، وكأنهم يصدرون أنهم امتداد لهذا التطبيق للعملى للسنة وأنهم الخلافاء الجدد.
ولفت إلى أن الشعار الثانى الذى استخدمه الإخوان فى استغلال السنة هو شعار الوسطية، حيث صدروا للغرب أنهم الاسلام الغربى رغم أنهم مصدر لظهور الجماعات المتطرفة، ثم بدأوا باستخدام شعار الصحوة الإسلامية.
وأضاف أن علماء الإخوان ليس لديهم دراسات حقيقية فى السنة وهم أبعد ما يكونون عنها، ومع هذا استغلوا السنة وحصروها فى شكليات وأخذوا الدعوة الإسلامية من خلال استغلال السنة للشكل المظهرى فقط وهذه نقطة خطيرة أدت لسلبيات عديدة منها عدم الاعتراف بالآخر، وقتل المخالف، وهدم الحكومات تحت دعوات زائفة.