الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سعيد عبده رئيس اتحاد الموزعين العرب ورئيس اتحاد الناشرين المصريين: الكتاب «سفير» بلا قيود أو حواجز

سعيد عبده رئيس اتحاد الموزعين العرب ورئيس اتحاد الناشرين المصريين: الكتاب «سفير» بلا قيود أو حواجز
سعيد عبده رئيس اتحاد الموزعين العرب ورئيس اتحاد الناشرين المصريين: الكتاب «سفير» بلا قيود أو حواجز




«قرصنة الكتب».. عنوان ليس مخيفًا لرفع حالة الطوارئ وإنقاذ كل من يعمل فى مجال صناعة الكتب من مؤلفين وناشرين.. فهو وإن كان عدوانًا على حقوقهم الإبداعية وضررًا لاقتصاديات الصناعة إلا أن «قراصنة الكتب» بالنسبة للقراء فى ظل ارتفاع الأسعار ما هم إلا فرق إنقاذ وفاعلون وملاذهم الأخير فى الحصول على كتبهم المفضلة بأقل الأسعار.
وتحتدم المنافسة فى الحصول على كل يصدر حديثًا، وفور وجوده فى المكتبات بدعوى خدمة القراء ونشر المعرفة من الأرصفة والشوارع والأزقة المخفية، إلى المكتبات وشبكة الإنترنت وأخيرًا.. إلى معرض القاهرة للكتاب.. ولما يمثله هذا المصطلح من رعب وتهديد لحقوق الملكية الفكرية للمؤلفين والناشرين فى مصر نستكمل حوارنا مع سعيد عبده رئيس اتحاد الموزعين العرب ورئيس اتحاد الناشرين المصريين والأمين العام لاتحاد الناشرين العرب..

■ ما أضرار القرصنة على صناعة النشر فى مصر؟
- لا أحد يتخيل كم الضرر الذى يقع على دار نشر عملت على موسوعة لسنوات بفريق عمل كامل وفجأة تتم قرصنة هذه الموسوعة فى أى بلد آخر لا المؤلف ولا مجموعة العمل ولا الناشر يحصدون ثمار إنتاجهم فضلًا عن أن الموسوعة تباع بربع ثمنها الأصلى مما يعنى ضرب استثمارات الناشر فى ملايين الجنيهات وبالتالى لن يستمر فى مجاله وتتراجع الصناعة ككل.
■ ما أهم المشاكل التى تواجه الكتاب فى الوطن العربى؟
- حرية انتقال الكتاب فى الوطن العربى إذ أن بعض الدول العربية تفرض عليه رسومًا من 5 إلى 15% فبعد الجمارك والأرضيات يجد الناشر أنه دفع أكثر من قيمة المطبوع، وهناك اتفاقية مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الإليكسو» فى تونس منذ سنوات، ووعد وزير الثقافة التونسى بمتابعة تنفيذ توصيات الاتفاقية وتم بالفعل الاتفاق مع المملكة الأردنية والإمارات والعراق خفضوا جزءًا من رسومها، بفرض جمارك ورسوم على الكتاب لا يمكن للمطبوعات المصرية الانتشار فى كل أنحاء الوطن العربى ومن ثم عدم انتشار اللهجة والثقافة المصرية وهو له أثر كبير جدًا على أجيال فى الوطن العربى، فمع الاختلاف السياسى بين الدول يظل الكتاب سفير بلا حواجز أو قيود.
■ كيف ننمى صناعة الكتاب ونرتقى بها عن شكلها الحالى؟
- أول شيء حل مشكلة الملكية الفكرية بالحزم فى تطبيق القانون وعدم التهاون فيه فالغرامة للمزور لا تردعه عن ارتكاب الجريمة عشرات المرات فأرباحه أكبر من قيمة الغرامة بكثير.. كما حدث فى قضية كتاب كليوباترا والتى غرم فيها الناشر 5000 جنيه، ثانيًا دعم حرية انتقال الكتاب فى الوطن العربي، ثالثًا دعم صناعة النشر ومكوناتها كالورق والأحبار وماكينات الطباعة و رفع الجمارك عنها لدعم صناعة تشكل بناء الإنسان وهو أهم بكثير من بناء مصانع كما قال الرئيس السيسى.. فالكتاب أثره ممتد داخل البيت الواحد يؤثر على أجيال.
■ جودة الكتاب فى بيروت يضرب بها المثل فى الطباعة والنشر.
- صناعة الكتاب سهلة ومتوفرة فى بيروت من جودة الورق والطباعة والتغليف ولا يوجد على أدوات الصناعة رسوم ومدخلات، وطريقة التسعير أيضا تختلف لأنه لا يوزع فى لبنان وحدها وإنما يعتمد على الدول العربية فما على الناشر إلا أن يملأ كونتنر ويسافر به إلى أى دولة عربية، ويطالبك بالنقود فى أى وقت ولديه القدرة والسرعة فى الانتقال لتحصيل ومتابعة إنتاجه، فى مصر لدينا الآن نفس الجودة تقريبًا، ولكن التكلفة تتحدد بنوع القارئ وقدرته الشرائية على سبيل المثال كتب مكتبة الأسرة بأسعارها المخفضة 1 جنيه و2 جنيه فى حين أن تكلفة الكتاب 30 جنيهًا، هى موجهة لنوعية من القراء لن تتحمل تكلفة طباعة وتغليف وتسعير على الطريقة اللبنانية، كذلك الهيئة العامة لقصور الثقافة طبعت كتاب الكوميديا الإلهية لدانتى الثلاثة أجزاء وباعته أقل من 100 جنيه، فى حين أن طباعته تتكلف 350 جنيهًا، كذلك الحال مع مجموعة من الدواوين وكتب التراث، هذه الهيئات تنتج كتاباً مدعماً ليصل إلى مجموعة من القراء فى كل أنحاء الجمهورية بسعر فى متناولهم.. وذلك لأن دورها تنويرى وثقافى وليس ربحى مثل المجلس الأعلى للثقافة، المجلس القومى لترجمة الكتب المنتجة عن هذه الجهات أقل من التكلفة.
■ ما جديد معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام؟
- موقع المعرض الجديد بتجهيزاته أستوعب عدد الجمهور بشكل كبير غيرنا وسائل العرض بما يتواكب مع المعارض الدولية فكان من الممكن شطب معرض القاهرة بسبب صورته العشوائية من أجندة المعارض العالمية، الصالات مكيفة ومجهزة قاعات للعرض مميزة انتقل تصنيفنا الأول من حيث كثافة الحضور عدد دور النشر، عودة دور النشر العربية والعالمية التى هجرت المعرض، عملنا مساحات تكرارية وقرعة عليها، ارتفع السعر قليلا، إيجار الوحدة أعلى بكثير، نقدم الكثير من الخدمات سينما مسرح ندوات دخول الإنترنت، هناك عدد من الملاحظات من الجمهور سيتم تداركها العام المقبل يكون أفضل .نسقنا مع وزارة الثقافة لوضع ضوابط لعملية النشر، فضلا عن توحيد وسائل العرض بمعرض الكتاب لجميع الناشرين، بحيث لا يكون هناك فوارق فى الديكور تؤثر على نسبة المبيعات كما كان يحدث بالمعرض القديم.
ويتم إجراء قرعة لتوزيع وحدات العرض على الناشرين، بحيث لا يحدث اختلاف حول أماكن الوحدات، هناك نسبة رضا كبيرة بين النشارين عن المعرض الجديد.
■ الشارقة تسحب البساط من القاهرة عاصمة للثقافة تفسيرك لتراجع دور مصر ثقافيًا - أين الحراك الثقافى فى مصر؟
- لم ينسحب البساط من القاهرة، أنا أحضر معرض أبوظبى والشارقة من دوراتهما الأولى وأعرف جهودهم جيدًا فى تنظيم المعارض الشارقة الهدف الأساسى أمس واليوم وغدًا هو الكتاب الثقافة فى مفهومها العام وهو ما أسس عليه معرض الشارقة من البداية الإمارات صغيرة جدًا فى المساحة عدد السكان لكن اهتمامها بالثقافة كبير جدًا فهى تسخر كل إمكاناتها لخدمة الثقافة، والآن يتم الإعداد لأكبر مدينة للثقافة تؤسس فى العاصمة الإدارية الجديدة أتمنى أن يكون اتحاد الكتاب له دور وصناعة النشر لها دور، هناك مدن فى العالم تقدم تيسيرات لصناعة الكتاب لتوطين الصناعة وتطويرها أتمنى أن تتخذ كمثل.. الريادة لا تسحب، يوجد تنافس بين الدول العربية إنما لا يسحب البساط من مصر، بدليل أنه عند إقامة مسابقة لتحدى القراءة على مستوى الوطن العربى للشيخ محمد بن راشد كان المستهدف منها أن تصل لمليون مستهدف، فى أول سنة كان العدد 2 مليون وعدد سكان الوطن العربى يتخطى 400 مليون، الآن المستهدف 10 ملايين شخص، 8 ملايين من مصر و2 مليون من كل الوطن العربى، نحن رقم كبير فى المعادلة عدد الناشرين فى مصر 60% من عدد الناشرين على مستوى الوطن العربى يساوى 70% من عدد الناشرين فى أفريقيا، نحن رقم كبير فى المعادلة لكننا لا نجيد التسويق لأنفسنا الثقافة بحاجة إلى راع رسمى فى مصر.
■ وماذا عن العلاقات الثقافية لإفريقية؟
- كنت أسعى لعمل اتحاد الناشرين الأفارقة، فهناك بالفعل شبكة الناشرين الأفارقة والتى بدأت منذ عام 1992 وهى قائمة على منح الدول التى احتلت إفريقيا مثل فرنسا والبرتغال وانجلترا، وهذه الشبكة حصلت على معونات ملايين الدولارات منذ انشأها، ولكن فى المؤتمر الأخير أطلعت على ميزانيتها فلم أجد فى الخزينة إلا 900 دولار والباقى لا أثر له ولم تتحول الشبكة حتى الآن إلى اتحاد ناشرين أفارقة وهو اتحاد الاتحادات والمظلة التى تقوم بالتنسيق لمعارض الكتاب، كما يمثل الحماية للصناعة وكيفية الانتقال والتدريب وحماية الملكية الفكرية وتوفير الورق.
حتى الآن معظم الناشرين يطبعون فى إيران والصين وتركيا ولا يطبعون فى مصر، هناك خطط والدولة الآن منتبهة لإفريقيا لكن فى السابق كنا نولى ظهرنا لإفريقيا..الطباعة والنقل متاح لهم فى مصر خاصة بعد طريق «كيب تاون»، وجود اتحاد ناشرين أفارقة فى مصر نحن بحاجة إلى دعم لوجستى من وزارة الخارجية ووزارة التعاون الدولى ووزارة الثقافة تساهم معنا.
الناشرين العرب فى شمال أفريقيا كالمغرب الجزائر وتونس موريتانيا والصومال وجزر القمر والصومال والسودان وهم أساسيون فى الاتحاد، أما كينيا جنوب إفريقيا والسنغال ليسوا أعضاء نحن بحاجة لاتحاد إفريقى للناشرين العرب، فهناك دول كثر أغلبيتهم مسلمون تلقوا تعليمًا أزهريًا ولكن بعد عودتهم لبلادهم انقطعت صلتهم بمصر، ينقصهم الرابط واستمرار العلاقة الروحية بيننا وبينهم هناك، الشعوب على مستوى العالم بحاجة إلى تواصل أكبر يربطها ببعض زراعة بصناعة بإنتاج عندما تكون هناك وحدة ثقافية ولغة مشتركة لن يكون هناك خلاف وفواصل وحدود.