الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

منصات التطرف بوابة الإرهاب

منصات التطرف بوابة الإرهاب
منصات التطرف بوابة الإرهاب




تعتبر المواقع السلفية نبتة التشدد والتطرف التى يتم من خلالها إعداد المتطرف والإرهابى فكريًا ومنهجيًا والتى تستغلها فى الترويج لفتاويه ولخطورتها، دعت اللجنة الدينية بمجلس النواب الى غلق هذه المنافذ التى تجاهر بما يخالف صحيح الدين حيث قال الدكتور عمر حمروش أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن دعوته لحجب المواقع السلفية بسبب ما  تنشره من فتاوى شاذة تثيرالرأى العام وتتسبب فى الكثير من الأقاويل غير الصحيحة وهذه الأمور تحتاج إلى ضوابط حقيقية لمنع أى أحاديث فى الأمور الدينية وأمور الفتوى لغير المختصين من رجال الأزهر والإفتاء والأوقاف.

وأضاف الفترة الماضية شهدت انتشار كبير من الفتاوى والخطب التى تروج عبر مواقع السلفية وصفحاتهم الإلكترونية، وتسبب ذلك فى حالة عدم وعى لدى المواطنين لأن التيارات الإسلامية كل أغراضها معروفة وهذه تهدم الأفكار الوسطية وتجديد الخطاب الدينى.
  وأشار إلى أنه سيتقدم مع بداية دور الانعقاد المقبل إلى المجلس بطلب عاجل الى المجلس موجهًا إلى الجهات الإعلامية لبحث ما يتم ترويجه عبر مواقع التيارات الإسلامية والسلفية وهذه المواقع لا تزال يتنشر عليها الكثير من الفتاوى والخطب الدينية.
ويعد التيار السلفى أحد أخطر التيارات المتطرفة، بعدما استطاع التوغل داخل المجتمع الذى يعانى من الفقر والجهل وهى الأدوات التى تسهل من مهمة التطرف وتمكنه من السيطرة بصورة أكبر وبحسب إحصاءات غير رسمية، فإن عدد مرتادى تلك المواقع شهريا 25 مليونًا 70% من أسئلتهم تتعلق بالفتاوى التى يجيب عنها شيوخ التيار السلفى الذين يميلون إلى التشدد.
ومن أبرز المواقع السلفية التى يرتادها عدد كبير من المواطنين «أنا السلفى – صوت السلف_ إسلام ويب»، أما أشهر الشيوخ الذين يلجأ إليهم فهم «ياسر برهامى - محمد حسين يعقوب - محمد حسان - أبو إسحاق الحوينى».
وبجانب تلك المواقع هناك آلاف من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى المتخصصة فى منح الفتوى ويلجأ إليها شريحة كبيرة من المواطنين
السلفيون لا يعتمدون فقط على المواقع الإلكترونية بل ينشرون أفكارهم ويشوهون قيم المجتمع، عبر عدة طرق أهمها الفضائيات، حيث يحتشد مشايخ السلفية عبر 6 فضائيات دعوية تشمل «الرحمة، والندى، وصفا، ووصال، والمحبة»، فيما يظهر الشيخ محمود عبدالرازق الرضوانى عبر قناة البصيرة المملوكة له، ويظهر فى تلك القنوات عدد من مشايخ الصف الثانى وتتنوع برامج السلفية بين شئون المرأة والسحر والعلاج بالقرآن والمغفرة والمعصية وبرامج للفتوى.
وبعد المطالبات الأخيرة بغلق المواقع السلفية وتضييق الخناق على قنواتهم الفضائية لجأ السلفيون الى التواصل مع أتباعهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر» حيث دشن الدعاة السلفيون عددًا من الصفحات للتواصل والتى وجدت تفاعلًا كبيرًا كما استخدم السلفيون مواقع «ask» و»live» للتواصل مع أتباعهم.
كما دشن مشايخ السلفية مواقع خاصة لنشر دروسهم وندواتهم ونصوص من كتبهم وفتاويهم عليها ومنها مواقع الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور «أنا سلفى» و»صوت السلف» ويشرف عليهما ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية و»المدرسة الربانية» لمحمد حسين يعقوب وموقع محمد سعيد رسلان و»موقع البصيرة» لأحمد النقيب رئيس الأكاديمية السلفية بالمنصورة وموقعا قناة «الرحمة» ومحمد حسان ويشرف عليهما أسرة «حسان» وكذلك موقع الشيخ محمد الزغبى.
كما تعد المساجد من وسائل تقديم فتاوى التيار السلفى حيث خصصت فى معظم مساجدها مجموعات من الشباب لتلقى أسئلة رواد المساجد والحصول على إجابتها من الشيوخ الكبار ثم توصيل الإجابات لأصحاب الأسئلة.
ويصدر برهامى سنويًا ما يزيد على 4 آلاف فتوى فى مجالات مختلفة يليه الدكتور سعيد حماد وأحمد حطيبة ومحمد إسماعيل المقدم وهم من أشهر شيوخ الدعوة.
فيما تصل مجمل الفتاوى التى تصدر عن الدعوة السلفية فقط  كل عام إلى نحو 200 ألف فتوى من الشيوخ المعروفين والمشهورين، كما تقدم الدعوة السلفية كل أسبوع 20 ألف خطبة فى 15 ألف مسجد تابع لها فى المحافظات، حيث تمتلك الدعوة السلفية حوالى  15 ألف مسجد على مستوى الجمهورية أغلبها فى محافظات الإسكندرية وكفر الشيخ والبحيرة ويعمل بتلك المساجد عدد كبير من أبناء الدعوة.
ومن جانبه قال الداعية السلفى حسين مطاوع أن تجديد الخطاب الدينى إن كان المقصد منه منع الخطاب المتشدد الذى يحض على الفوضى ولا يستفيد منه المتلقى سوى إيغار صدره تجاه بلده وقيادتها فهذا هو المطلوب بل ومنع هؤلاء الدعاة السلفيين أمر ضرورى جدًا.
وأوضح أن المؤسسة الدينية الرسمية وهى الأزهر الشريف هو المخول له هذا الأمر وهو ما نثق أنه سيقوم به إن شاء الله على الوجه اللائق الذى يحقق الوسطية والاعتدال الذى يتميز بهما ديننا الحنيف.
وقال هشام النجار الباحث فى شئون الحركات الاسلامية: إن المواقع السلفية  تحض على الكراهية وعلى الصراعات والفتن الطائفية وهى نبتة التشدد والتطرف ومن خلالها يتم اعداد المتطرف فكريًا ومنهجيًا وتزويده بما يدعم تكوينه الجديد من آراء الفقهاء الأوائل الذين يقدسونهم.
وأشار إلى أن خطورتها تكمن فى أنها تعرض هذه الآراء وكأنها صحيح الاسلام وما دونها هو الكفر والضلال وترفض الاختلاف والتنوع فى الأفكار وتمثل عائقًا أمام التجديد الدينى.
وأضاف الحل هو تكثيف حضور الرؤى التنويرية ومواجهة هذه الافكار الرجعية بالرؤى التقدمية المستنيرة.