الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

بروفايل.. الطاهر وطار

بروفايل.. الطاهر  وطار
بروفايل.. الطاهر وطار




يعد الكاتب والروائى الطاهر وطار أحد رواد الرواية العربية فى الجزائر. وقد حظى بشهرة واسعة، ليس على الصعيدين الجزائرى والعربى فحسب، بل على الصعيد العالمي، إذ ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الحية، منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والبرتغالية والفيتنامية واليونانية والأوزبكستانية والآذرية.

 

وقد ولد رائد الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية الطاهر وطار فى العام 1936. اعتنق المذهب الماركسى ودافع عن الفكر اليسارى بالجزائر، وهو مؤسس جمعية الجاحظية.
عاش فى بيئة استعمارية لم يسمح فيها للأهالى سوى بقسط من التعليم الديني، وهو ما جعله يلتحق بمدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام 1950 وكان ضمن تلاميذها النجباء، بعد ذلك أرسله والده لمدينة قسطنطينة ليدرس بمعهد الإمام عبد الحميد بن باديس وذلك عام 1952.
شارك فى تأسيس العديد من الصحف التونسية، ومن أبرز رواياته: الزلزال، والعشق والموت فى الزمن الحراشى، وعرس بغل، والولى الطاهر يعود إلى مقامه الزكى، إضافة إلى قصيدة فى التذلل، كتبها على فراش المرض وتطرق فيها إلى علاقة المثقف بالسلطة.
تشكل رواية «اللاز» للطاهر وطار نموذجا حيا للنضال الثورى، كما ألف عدة قصص طويلة أهمها: الطعنات، والشهداء يعودون هذا الأسبوع، ودخان من قلبي، بالإضافة إلى أعمال مسرحية من قبيل: على الضفة الأخرى، والهارب.
وقد حُول أيضاً عدد من أعماله إلى أفلام ومسرحيات، منها «قصة نوة» (من المجموعة القصصية دخان من قلبى) التى تحولت إلى فلم من إنتاج التلفزيون الجزائرى حصد عدة جوائز، كما حولت قصة «الشهداء يعودون هذا الأسبوع» إلى مسرحية نالت الجائزة الأولى فى مهرجان قرطاج الدولى.
وقد حصل على عدة جوائز وأوسمة جزائرية وعربية ودولية، أبرزها جائزة الشارقة لخدمة الثقافة العربية عام 2005، وجائزة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) للثقافة العربية فى نفس العام، وجائزة مؤسسة سلطان بن على العويس الثقافية للقصة والرواية 2010.
كما أسس الطاهر وطار الجمعية الجاحظية نهاية الثمانينات. وتفرغ فى السنوات الأخيرة من حياته للعمل الثقافى ضمن هذا المشروع الذى كان يسعى إلى أن يكون منبراً للحوار بين جميع أطياف الثقافة الجزائرية.
ولم يقتصر نشاط الطاهر وطار على المجال الأدبي، بل كان مشاركاً بشكل دائم فى النقاش العام حول القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية فى بلاده، وفى العالم العربي.. ودخل فى سجالات مع أطراف عدة. وفى سنواته الأخيرة رفع شعاره المتميز: «لا إكراه فى الرأي».
وكتب رواية «الزلزال» فى نقد مشروع الثورة الزراعية فى السبعينات، وفى المجمل نجد أن الذين اختلفوا مع الطاهر وطار  كانوا يحترمونه لأنه كان يحمل حاسة النقد دائماً، وكان عروبيا دافع بشكل شرس عن موقع اللغة العربية فى الجزائر دون أن يعنى أنه كان ضد اللغة الفرنسية.