الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طالب متفوق + كلية شرعية + منهج عصرى = داعية مستنير

طالب متفوق + كلية شرعية + منهج عصرى = داعية مستنير
طالب متفوق + كلية شرعية + منهج عصرى = داعية مستنير




 شهدت مصر والعالمان العربى والإسلامى تغيرات عديدة فظهرت مفاهيم ومتغيرات وتحديات جديدة أصبح من الصعب على الخريج الأزهرى التقليدى أن يتواكب معها ويقدم حلولا لها، ويتفاعل مع المجتمع بما يحفظه من الشطط نحو التطرف أو الانفلات القيمى.
ومن الملاحظ أن هناك تأكيدا على تراجع مستوى خريجى الأزهر خلال فترة ليست بالبعيدة، ففى اختبارات وزارة الأوقاف عام 2009 فشل 16 ألف خريج أزهرى فى اختبارات العمل كداعية، ولم ينجح سوى ألفى شخص بالرغم من احتياج وزارة الأوقاف فى إعلانها إلى ثلاثة آلاف داعية، كما لا يظال مجال الدعوة فى مصر يفتقر إلى دعاة للعمل فى المساجد المنتشرة فى مختلف أنحاء الجمهورية.
كما أن أغلب الأزهريين الذين يلتحقون بالكليات الشرعية المؤهلة لعمل خريجى الأزهر فى مجال الدعوة، وهى كليات أصول الدين، والدعوة، والدرسات الإسلامية، والشريعة والقانون واللغة العربية فى غالبيتهم هم من أصحاب المجاميع الضعيفة حيث تكتفى كليات الأزهر الشرعية  بقبول طلاب أصحاب مجاميع ضعيفة.
وبمناقشة كيفية إعادة بناء العالم الأزهرى فى ظل المتغيرات الحالية، اعترف علماء بالأزهر بأهمية إعادة صياغة جديدة تعيد للأزهر تراثه وتربطه بالواقع والمتغيرات، بالإضافة إلى وضع برامج تدريب وتأهيل سريعة لعلماء الأزهر من الشباب ليكونوا قادرين على مواكبة التغيرات الجارية.
ففى ظل عدم القدرة لكثير من خريجى الأزهر من التعامل مع المتغيرات يرى  د.محمد الشحات الجندى بالجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان وعضو مجمع البحوث الإسلامية أنه من الممكن إعداد برامج تدريبية وتأهيلية للتعامل مع الواقع الحالى لسد الاحتياجات الفورية والعادية ولإعادة شخصية الأمة مرة أخرى وتقديم حلول للمشكلات، وعلى الجانب الآخر يتم النظر فى برامج التعليم بالأزهر بما يواكب المتغيرات الحالية.
وأضاف أن المهمة الآن مهمة حتمية فى إعادة تأهيل خريجى الأزهر فى ظل المتغيرات الجديدة والتحديات الى تواجهها مصر وعالمنا العربى والإسلامى تحتاج لعلماء قادرين على تقديم المعالجة صحيحة لهذه المستجدات وهى ما تحتاج إلى رؤية واعية للتعامل معها بجدية ووفق صحيح الإسلام بما يثبت أن الإسلام قادر على مواكبة كل المستجدات ويقدم حلولا لكل المشكلات التى تواجهها مصر والمنطقة العربية والإسلامية خاصة بعد أن فرض الغرب علينا أسلوبه فى التعامل وأنظمته السلوكية، وبات العالم الإسلامى يعانى من الغزو الفكرى مع تراجع الوجود الحضارى للإنسان المسلم وتأثيره فى العالم.
وأشار إلى أن الآلية المطلوبة حاليا فى الأزهر هو إعادة هيكلة منظومة التعليم بأضلاعها الثلاث الأستاذ والطالب والمناهج، واتباع أسلوب تربوى صحيح يعتمد على غرس قيم وتعاليم الإسلام وكيفية تطبيقها بكونها حاكمة للناس وليست مجرد مبادئ نظرية.
وشدد على أنه من المهم تربية كوادر مؤهلة للتعامل مع الواقع الجديد بحيث يكون العالم على دراية بالإسلام الصحيح وظروف العصر وهو ما يقتضى العلم بأن الوضع الراهن بات مختلفا عن الوضع السابق وأنه ينبغى تربية كوادر الأزهر على الوعى بهذه المعطيات الجديدة والقدرة على التعامل معها واستيعابها إثباتا لحقيقة صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، وألا يكون هناك انفصال بين  برامج التعليم والواقع والمتغيرات حيث توجد ازدواجية.
من جهتها اعتبرت د.آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن هناك بالفعل مشكلة فى بناء علماء الأزهر وكيفية مواجهتهم للمتغيرات الحالية واعتبرت أن ذلك يتطلب إعادة تأهيل جديد فى العملية التعليمية بالأزهر.
وتابعت: «لقد نبهت من قبل لمشكلة عدم المواكبة، وطالبت جميع عمداء الكليات فى الأزهر أن يراعوا فى بناء من يعرف أنهم علماء من الأزهر وفى الطالب الجامعى بجامعة الأزهر ألا يقتلع من جذوره ولا يغترب عن مستجدات عصره، فبين هذا وذاك  جسر طويل».
أضافت أنه لابد أن تراعى فى المناهج وطريقة التدريس والتأهيل عدم الحفظ حيث نريد مؤهلين يتأهلون بتراثهم وعدم الاغتراب عن عصرهم وأن يكون لديهم رؤية للقضايا، ونظرة على العالم أكمله، فما نراه اليوم هو وجود فراغ بين خريجى الأزهر والمتغيرات الجارية ولذلك امتلأت الدنيا بكل ما نراه اليوم من تطرف وتشدد وظهر كثير من المسالب البشرية.