الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

منطقة صناعية على مساحة 331 فداناً تعيد مصر للريادة

منطقة صناعية على مساحة 331 فداناً تعيد مصر للريادة
منطقة صناعية على مساحة 331 فداناً تعيد مصر للريادة




تُعد مدينة دمياط للأثاث أكبر تجمع صناعى وتجارى للأثاث والأولى من نوعه فى الشرق الأوسط، ويفصلها عن قلب مدينة دمياط 20 دقيقة تقريبًا بالقرب من مدخل محافظة دمياط بمنطقة شطا، علاوة على انها تعد منطقة صناعية قائمة على مساحة 331 فدانًا، وأقرب الموانئ للمدينة هما ميناء دمياط (25 كم غربًا) وميناء بورسعيد (40 كم شرقًا)، و15 كيلو مترًا من سكة حديد دمياط.
وتعتبر مدينة الأثاث مدينة كاملة ومتخصصة فى صناعة الأثاث وكل ما يتعلق بها من حرف صغيرة ومتوسطة وصناعات مغذية ومكملة لها على مساحة 331 فدانًا تضم 54 هنجرًا بإجمالى 1344 ورشة لصغار الصناع وأراضى للأغراض الصناعية كاملة المرافق بمساحة إجمالية 600 ألف متر مربع، حيث تشمل المدينة منطقة تجارية تسويقية تضم أرض معارض وفندقًا ومركزًا دوليًا للمؤتمرات وخدمات إدارية ومستشفى ومركزا تكنولوجيا ومعهدا فنيا للتصميم والتدريب الحرفى وخدمات مكملة أخرى، ومن المتوقع أن توفر المشروعات بالمدينة أكثر من 25 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

 

وتمثل «مدينة الأثاث» أهمية كبيرة لأهالى دمياط نظرًا لكونها تهدف إلى تطوير تلك الصناعة والنهوض بها وفقًا لأحدث التطورات العالمية خاصة ما يتعلق بالتصميمات وتطوير خطوط الإنتاج، وايضًا ايجاد فرص تصديرية لها بما يؤهلها للمنافسة اقليميًا ودوليًا إلى جانب النهوض بالصناعات الصغيرة والمتوسطة.
بدأ تنفيذ مشروع مدينة دمياط للأثاث فى مايو 2017، وتم الانتهاء منذ شهر تقريبًا، على إجمالى مساحة تصل إلى (331) فدانًا تشمل عدد واحد هنجر مخصص لمركز تكنولوجيا الأثاث، وعدد 5 مراكز خدمية تشتمل على (محلات تجارية، مكاتب إدارية، ورش، مركز إسعاف، مركز شرطة، مركز إطفاء، دورات مياه)، وبنية تحتية تتضمن عدد 2 كوبرى للربط بين الجانب الشرقى والغربى وأعمال شبكات المرافق (مياه، كهرباء، صرف، حريق) لخدمة أراضى المستثمرين البالغ عددها 292 قطعة أرض بإجمالى مساحة (139) فدانًا بالإضافة إلى أراضى المناطق الإدارية الخدمية بمساحة (56) فدانًا، فضلاً عن أعمال شبكات الطرق، وتغذية المياه والكهرباء، والصرف الصحى، وصرف الأمطار، وعدد 7 محطات رفع.
ويمنى صناع الأثاث بدمياط النفس لأن تصبح المدينة بالإمكانيات الجديدة مركزًا عالميًا لصناعة الأثاث فى الشرق الأوسط وافريقيا، كما يتوقع أن تسهم المدينة فى إحداث نقلة كبرى فى تصدير الأثاث المصري، وأن يتصدر المنتج المصرى الأسواق العالمية والإقليمية والمحلية ويصبح شعار صنع فى دمياط ماركة مسجلة.
حلم مدينة الأثاث بدمياط نموذج حقيقى لارادة الدولة فى النجاح، حيث سيتم تأسيس المدينة حسب المواصفات العالمية بتقنية 3D، حيث يحتوى الهنجر الأول على 22 ورشة ومصنعًا صغيرًا ومقر المركز الخدمى للورش الجديدة، أما الثانى فتم إعداده ليكون مركزًا تكنولوجيًا لتطوير صناعة الأثاث والذى يضم مكانًا لتدريب الصناع على أحدث طرق التصنيع ومعملا كيمائيًا لاختبار جودة الأخشاب والمنتج النهائى بالإضافة إلى معمل اختبارات الجودة بالمدينة.
وفى سياق متصل، كشف المهندس أسامة صالح، رئيس مجلس إدارة شركة مدينة دمياط للأثاث، لـ«روزاليوسف» انه تم عمل الدراسات التفصيلية لمدينة الأثاث الجديدة بما يضمن تحقيق تنمية شاملة لصناعته من خلال عدة مناطق صناعية متنوعة داخل إطار المخطط التفصيلى لتقسيم المدينة، تم تنفيذها على عدة مراحل، كل مرحلة تضم العديد من المشروعات المتنوعة مثل ورش صناعية صغيرة ومتوسطة ومنطقة للصناعات المكملة وأخرى للصناعات البتروكيماوية لتصنيع منتجات صديقة للبيئة، بالإضافة إلى تخصيص مساحة لمشروعات البنية الأساسية، بالإضافة إلى مناطق تسويقية كبرى تضم واحدا من أكبر المعارض التسويقية للأثاث على طول واجهتى المدينة، لافتًا إلى أن جميع أبناء دمياط لديهم شغف واهتمام بالمدينة وعدد كبير من صناع الأثاث يتابعون المدينة عن قرب.
وبالنسبة لمزايا الأراضى الصناعية بالمدينة، فإن سعر المتر للأراضى داخل المدينة يقل بنسبة لا تقل عن 30% مقارنة بأسعار الأراضى المجاورة للمدينة بالإضافة إلى أن جميع الأراضى مرفقة بالكامل، ويتم العمل على خفض تكاليف التصنيع من خلال إنشاء مصانع للصناعات التكميلية من مواد لصق ودهانات واسفنج والاكسسوارات اللازمة للصناعة ليكون بديلا للمستورد، كما يتميز موقع المدينة، وذلك لقربها من ميناء دمياط وميناء بورسعيد وايضا اطلالها على الطريق الدولى الساحلى وقربها من محور 30 يونيو، وتتميز المدينة أيضا بوجود مركز تكنولوجيا الأثاث بها والذى يمنح شهادات معتمدة للمنتج المطابق للمقاييس المعدة للتصدير، كما أن الشركة تعاقدت مع واحدة من أكبر شركات التشغيل والصيانة لتقديم الخدمات (نظافة، أمن وحراسة، وصيانة) داخل المدينة على مدار الـ24 ساعة.
وذكر رئيس مجلس إدارة الشركة أنه تم التعاقد على توفير الخدمات الأساسية بالمدينة لتيسير انتقال صغار الصناع اليها مثل؛ المراكز الخدمية (خدمة صيانة الماكينات، كابينة دهانات ومجفف، ماكينات CNC)، وتجار الحدايد والبويات، والماكينات والمكبس والمنشار والربوب، والكافيتريا، واستغلال الإمكانات الفنية المتاحة حاليا بمركز تكنولوجيا الأثاث، وتم مخاطبة الشرطة والاطفاء والصحة لمعاينة المواقع المخصصة لهم بالمشروع لاستلامها، لافتًا إلى الأنشطة التى قامت بها الشركة قبل الافتتاح الرسمى للمشروع، حيث أقيم معرض «فيرنكس دمياط» لأول مرة فى سبتمبر 2018، على مساحة 10000 م2، وبلغ عدد المشترين الدوليين 700 مشترٍ أجنبى، وبلغت قيم المبيعات خلال هذ المعرض 40 مليون جنيه، وتم خلال المعرض عرض منتجات صغار الصناع لأول مرة، وبدعم مالى شبه كامل من الشركة، وتم الاتفاق على إقامة دورتين آخريين من المعرض بمدينة الأثاث خلال 2019 و2020.
وكشف أن هناك تسهيلات للصناع الراغبين فى شراء الورش وأراضى المصانع بالمدينة الصناعية للأثاث، مؤكدة تذليل جميع العقبات لتحقيق الاستفادة القصوى من المشروع بما يخدم أهالى دمياط، حيث إن الهدف الرئيسى من إنشاء المدينة التغلب على مشكلة التسويق للأثاث المنتج داخل محافظة دمياط، وكذلك تعميق الصناعة والحد من استيراد جميع الخامات المستخدمة فى صناعة الأثاث، ما يحقق ازدهارًا كبيرًا لتلك الصناعة.
وأضاف: إن مدينة دمياط الجديدة للأثاث منطقة صناعية متكاملة متخصصة فى صناعة الأثاث والأخشاب، لافتًا إلى أن المدينة تستهدف إنشاء مكان محدد لتجميع هذه الصناعة بشكل يسهم فى تطويرها وتنميتها، موضحًا أن المدينة مقسمة على جزءين رئيسيين وأن 80% من مساحة المدينة مناطق صناعة عبارة عن ورش، و20% مركز تسويقى ومعارض وباقى الخدمات.
وأشار محمد جمال «نجار مسلح» : مكناش لاقيين شغل ومعايا أربعة أولاد والحال كان واقف وجيت عن طريق احدى الشركات اللى شغالة فى المشروع والحمد لله راتبى دلوقتى كويس جدًا، وشغال وحاسس انى بقدم حاجة لمصر.. وتابع محمد العوادلى: احنا مش مصدقين اننا أنجزنا المدينة فى شهور، لما بدأنا وكانت الأرض هنا أرض «ملاحات» كنا بنقول لأنفسنا معقول هنقدر، ولكن اشتغلنا كلنا ليل نهار عشان نبنى مكان عظيم زى مدينة دمياط للاثاث، وبصراحة لما لقينا نتيجة شغلنا مبانى ضخمة وورش صغيرة وكبيرة حاسينا بالفخر، وقلنا : لأ احنا نقدر نعمل اى حاجة بس بشرط واحد كلنا نكون على قلب بعض وبنحب بعض وبنشتغل عشان مصر.
وأضاف كريم عبده كهربائى «شغلنا كل يوم بنمر على الورش ونتأكد من عمل مفاتيح الإنارة والفيش ووصول الكهرباء للبرايز وبصراحة كل حاجة تمام قليل جدا لما بنلاقى حاجة فيها مشكلة»، وأضاف قائلاً: «المدينة مصممة أحسن من الدول الأوروبية حاجة تشرف أى مصرى وهيندم أى صنايعى محجزش هنا ورشة».
وأكدت الدكتورة منال عوض أن رئيس الجمهورية قد وجه بإدارة ودعم واستثمار المدينة بالصورة المثلى لدعم صناعة الأثاث الوطنية، لتكون المدينة الواجهة التسويقية الأساسية فى هذا الخصوص داخل مصر وخارجها، فضلاً عن تعظيم فرص الاستثمار الأجنبى بالمدينة لتكون بوابة لتصدير الأثاث المصنع فى مصر إلى المحيط الجغرافى الأفريقى والعربى، وكذلك التركيز على الإرتقاء بالتدريب المهنى والتكنولوجى فى حرفة صناعة الأثاث، مشيرة إلى أن إستراتيجية المشروع تكمن فى تحويل المدينة لتكون الوجهة الأساسية لراغبى الشراء من داخل مصر وخارجها من خلال إنشاء أكبر مركز تسويقى للأثاث فى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أنه يجرى حاليًا الانتهاء من إجراءات تمويل أصحاب الورش بمدينة دمياط، والإسراع بتسليم الورش التى تم التعاقد عليها وذلك لمن سددوا مقدم الحجز، علاوة على تسهيل جميع الإجراءات التى تُمكنهم من سرعة افتتاح المشروع وتشغيل الورش.
ولفتت «محافظ دمياط» إلى أنه بالفعل بدأ صناع الأثاث فى تنفيذ بروتوكول فرش بشاير الخير 5 و6، كما أن صناع مدينة الأثاث يستحوذون على 80٪ من مشروع بشاير الخير «3» لفرش 7200 وحدة بواقع 43200 غرفة، موضحا أنه تم الانتهاء من بناء المعرض المؤقت بالمدينة لحين الانتهاء من المركز التجارى الرئيسى، وذلك يعكس حرص المدينة على تقديم خدمات تسويقية لمنتجات الورش ولباقى صناع الأثاث بشكل عام، كما بدأوا فى تنفيذ البروتوكول الموقع بين المدينة ومحافظة دمياط وبين المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية لفرش وحدات بشاير الخير 5 و6 بالإسكندرية، حيث تم الاتفاق على عروض أسعار الفرش، ومن المقرر أن يتم فرش 24 ألف وحدة سكنية.
وكشف مصدر مسؤول بالمدينة، عن ارتفاع قيمة أصول شركة مدينة دمياط للأثاث لتسجل 4 مليارات جنيه و70 مليونًا، وفقًا لآخر تقييم قامت به الشركة الفترة الماضية، وأن حقوق المساهمين فى «دمياط للأثاث» تضاعفت بنحو 250% ليصل رأس مالها إلى 1.6مليار جنيه، مقابل 628 مليونًا تمثل رأس المال المدفوع خلال فترة التأسيس، لافتًا إلى أن شركة مدينة دمياط للأثاث، برأسمال مرخص به 5 مليارات جنيه، ومدفوع 518 مليوناً، تم رفعه بعد ذلك إلى 628 مليونًا.
ويسهم فى ملكيتها بنك الاستثمار القومى بنسبة %40 ومحافظة دمياط بحصة من الأرض تمثل 40% من رأسمال الشركة، والهيئة العامة لتنفيذ المشروعات الصناعية والتعدينية التابعة لوزارة الصناعة 5%، وشركة أيادى مصر للتطوير الصناعى – إحدى شركات أيادى للاستثمار والتنمية 15%.
واعتبر اللواء محمد الزينى، رئيس الغرفة التجارية لصناعة الأثاث بدمياط، ووكيل لجنة الصناعة بمجلس النواب، مدينة دمياط للأثاث مشروع مصر القومى المقبل وأن الرئيس عبدالفتاح السيسى يتبناه شخصيًا، مؤكدًا أن المدينة ستسهم فى تطوير صناعة الأثاث وتغيير أنماط الصناعة، وتحسين الذوق الصناعى والفنى للاثاث، حيث إنها ستزود بأحدث وسائل التطوير التكنولوجية مما سيؤدى إلى انتعاش التصدير وتوفير عملة صعبة للدولة فى ظل الظروف الحالية والحالة الاقتصادية الصعبة.
وأضاف أن المدينة سوف تمكن صغار صناع الأثاث فى دمياط من امتلاك ورش صغيرة داخل المدينة مجهزة بأحدث التقنيات مما سيمكنهم من الارتقاء بمستواهم الفنى والمهني، كما أننى أناشد الرئيس السيسى أن يكون المقابل المادى لهذه الورش فى متناول يد صغار صناع الموبيليا حتى يتمكنوا من تحقيق حلمهم.
وطالب «الزينى» بتكرار نموذج المدينة فى المحافظات الاخرى حيث يتم تنفيذ مشروعات مشابهة فى مدن أخرى مثل الغزل والنسيج فى المحلة الكبرى والصناعات التى تشتهر بها محافظات الصعيد.