الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شكوكو الثورة







 
 
 
 
 
 
مين يقدر ينسى الفنان الكبير محمود شكوكو؟، صاحب أجمل رقصة، وابدع تحزيمة وسطه، ادخلت البهجة والسرور على قلوب المصريين، سواء اللى عاصروه أو اللى اطلعوا على فنه بعد ما رحل أواخر القرن العشرين. مين يقدر ينكر أن الفنان محمود شكوكو دخل التاريخ كأول فنان مصرى يقدم شخصية الارجوز على المسرح المصرى؟، وأول فنان يتعمله تمثال بالجلابية الفضفاضة والطاقية المميزة، اللى كان بيلبسهم ومشهور بيهم. برحيل شكوكو سنة 1985 فقدت مصر فنان جميل بيدخل على قلبها البهجة.
ومرت السنوات وتنامى جوانا احساس ان الشخصيات اللى بتروح مبترجعش، وبالتالى ترسخ احساس أن فنان زى شكوكو مش ممكن يتكرر تانى فى تاريخ مصر، الا ان السميع العاليم شاء ان يبعت لمصر شكوكو جديد يملى الساحة المصرية بكل ما كان يقدمه شكوكو القديم، ويرسم بحركاته وكلامه البسمة على وش المصريين.
ولأن ربنا قادر على كل شىء، حب يورى الشعب المصرى عظمة خلقه، فبعتلنا شكوكو العصر، فى مجال بعيد كل البعد عن اطار الفن، اهدانا شكوكو جديد، ولكن المرة دى فى صورة سياسى محتفظ بكل صفات شكوكو الأصلى.
اوجه الشبه بين شكوكو القديم وشكوكو العصر - اللى ربنا بعته لينا آية بعد ثورة 25 يناير علشان نتعظ ونبتهج فى نفس الوقت - هى اوجه شبه عديدة، منها، ان الاتنين بارعين فى الرقص على المسرح، دا بيرقص للجمهور، والتانى بيرقص لجماعته وعشيرته فقط لا غير، الاتنين كانوا بيمثلوا، شكوكو الاصلى ممثل ناجح فى الافلام، اما شكوكو الثورة ممثل فاشل فى المحافل السياسية، ساقط، ملوش اى معنى ولا قيمة، بس هو شايف نفسه اعظم ممثل سياسى فى التاريخ، ودا فى حد ذاته – بدون قصد منه – خلاه مصدر بهجة للمصريين لانهم اول مرة يشوفوا شكوكو شخصية اراجوزية فى دور زعيم سياسى.
شكوكو الاصلى كان منولوجست، وشكوكو الثورة برضه منولوجست، وزى ما محمود شكوكو أول من قدم شخصية الاراجوز على المسرح المصرى، شكوكو الثورة اول من ادخل المونولوج السياسى للحياة المصرية، وأول من قدم اطول منولوج فى التاريخ تخطى وقته ساعتين ونص متواصل، واول من خللى الناس تقعد قدام كلام سياسى فطسانة على روحها من الضحك والألم، عبقرى ابن الإيه ما شاء الله.
لو بصينا لتاريخ الافلام اللى قدمها (الشكوكوين) هنلاقى ان أول فيلم قدمه شكوكو الاصلى اسمه (حسن وحسن) سنة 1944، فى حين انه وياللعجب أول فيلم قدمه شكوكو الثورة كان (بديع وبديع) سنة 2012، ولو بصينا لاخر فيلم قدمه شكوكو الاصلى كان اسمه (شلة الانس) سنة 1976، ودا بيقابله فى المشوار (الشكوكَوى الحديث) فيلم (ميليشيات الشاطر) سنة 2013. ولو بصينا لافلام شكوكو الاصلى هنلاقى عناوينها – سبحان الله – فيها إسقاط ربانى شديد على مشوار شكوكو الثورة، لتماشيها التام مع اللى بيقدمه حاليا على الساحة السياسية، مثلا من افلام شكوكو الاصلى: تار بايت (1955)، فالح ومحتاس (1954)، حب فى الظلام (1953)، حكم القوى (1951)، خدعنى أبى (1951)، أخلاق للبيع (1950)، طريق الشوك (1950)، غرام راقصة (1950)، أوعى المحفظة (1950)، المرأة شيطان (1949)، حدوة الحصان (1949)، الصيت ولا الغنى (1948)، صاحب بالين (1946)، يوم فى العالى (1946)، قتلت ولدى (1945).
كمان فى وجه شبه قوى جدا بين شكوكو الاصلى وشكوكو الثورة، الاول كان فى فرقة بتعزفله علشان يقدم فنه للناس، والتانى برضه حوالى فرقة من المطبلتية والرقاقين علشان يخدموا على المنولوجات الفشلة اللى بيقدمها، فتلاقيهم هاتك يا دق، وشكوكو طبعا هاتك يا رقص، هاتك يا كدب، هاتك يا قتل فى البلاد والعباد.
حقيقى مش قادر اتخيل اللى بيحصل فى البلد، قد ايه ربنا بيثبت لينا كل يوم انه قادر على صنع المعجزات، عملنا ثورة  بكل سلمية اطاحت بنظام فاسد، وبعدين بعت لينا شكوكو من جديد، صحيح هو حزّنا واحنا فى عز فرحتنا، واحبطنا واحنا فى عنف عزمنا، الا انه دفعنا اننا نتمرد على كل الاوضاع الغلط، ونقرر اننا ننزل علشان نشيل كل الابتزال اللى زرعه شكوكو بجهله وظلاميته غير المعهودين.
انا بشكر المولى على انه بعتلنا شكوكو الثورة اللى خلانا نثبت لنفسنا قد ايه احنا ناس تستحق مُضحك اقيم من كده، واننا لازم نتحرك علشان نخرجه من اللعبة السياسية، ونرجعه تانى لمصنع الكاوتش اللى جالنا منها.
 
 
المحرر